الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

الصحفي موسى صبري.. "رجل السادات"

الصحفي الكبير موسى
الصحفي الكبير موسى صبرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

“في الشدة تظهر معادن الرجال” مقولة تصف الكاتب الصحفي الراحل موسى صبري، كان صبري رئيس تحرير دار أخبار اليوم، يعد رمزاً من رموز الصحافة في عهد السادات والأكثر قربا منه، وظل على رأس مؤسسة الأخبار طوال عهد السادات وبعض من عهد الرئيس مبارك، يتزامن اليوم الذكرى الثلاثين على رحيل صبري لعام 1992م، توفي صبري عن عمر يناهز الـ 67عاماً، بعد معاناة مع المرض.

ولد صبري عام 1925م بمحافظة أسيوط، كان أبوه من أدخله فى دروب السياسة وحب الوطن،تخرج من كلية الحقوق كما عُين بالنيابة العامة فور تخرجه وتركها للعمل في الصحافة منذ عام 1944 بمجلة بلادي، نشأ منذ صغره على قراءة قصص وروايات الكاتب يوسف جوهر، مشيرا إلى أنه كان يشعر بالمتعة خلال قرائته للقصص، كما يعد حبه وارتباطه العمل الصحفي بدأ معه منذ وجوده في المدرسة حيث بدأ الانجذاب للكتابة الصحفية.

لم ييأس صبري في الالتحاق لصاحبة الجلالة بسبب الظروف الاقتصادية التي مرت بها الصحف المصرية نتيجة الحرب العالمية الثانية، فتقابل بمصطفى أمين لأن لا أحدا يقبل أن يلحقه بأي عمل نظراً لصغر سنه فكتب عنه مقالاً بعنوان "جناية النبوغ"، ثم تقابل صبري بفكري أباظة فكتب عنه مقالاً بعنوان "ذكاء المرء محسوب عليه"، ونشر المقالات في مجلتي"الاثنين، والمصور"، ويعد تقابل صبري مع عميد الأدب طه حسين نقطة فارقة في حياته حيث أصدر قرار بالفعل لتعيينه معاون نيابة واستدعائه لحلف اليمين أمام النائب العام إلا أن الفرحة لم تكتمل بسبب اعتقاله قبل الحلفان باليمين بتهمة توزيع الكتاب الأسود الذي من إنتاج مكرم عبيد وبقي في السجن لمدة طالت تسعة أشهر.

لم يتأثر صبري كثيرآ بالمعتقل حيث أنه كان يراسل مصطفى أمين رئيس  تحرير مجلة الاثنين حينذاك بأخبار المعتقل لكن منعت الرقابة النشر، بعد خروجة من المعتقل عمل موسى في مجلة بلادي التي أصدرها محمود سمعان، حصل موسى صبري على أول جنيه في حياته مكافأة من محمود سمهان مقابل الحديث الذي أجراه مع السيدة نبوية موسى أول السيدات التي أديرت مدرسة في مصر آنذاك ثم ترك مجلة بلادي بعد اغتيال أحمد ماهر في البرلمان، قرر العودة إلى أسيوط ليبدأ حياة جديدة إلا أنه يومها فاز بمكافأة خصصها جلال الدين الحمامصي للقارئ الذي يرسل قصة واقعية تصلح للنشر وسمح له الحمامصي أن يعمل معه كسكرتير للتحرير في مجلة الأسبوع التي أصدرها، وصدر عدد واحد منها بعد تعيين موسى صبري، وأبلغه الحمامصي أنه آخر عدد من المجلة وكانت بمثابة صدمة لصبري ثم انتقل للعمل في صحيفة الزمان حتى تولت حكومة الوفد الحكم وأصبح صبري ورفاقه خارج الزمان.

تعد أول قصة كتبها كانت في مرحلة دراسته الثانوية، كما اكد صبري أن القصة الصحفية الناجحة يجب أن تتوفر بها كافة العناصر الأدبية، كما تابع أن عناصر العمل الصحفى عبارة عن "الخبر، التحقيق الصحفي ، الحديث الصحفي، الصورة الصحفية، كما كتب صبري الخبر الصحفي بطرق القصة الأدبية، وكذلك التحقيق الصحفي بأسلوب قصصي.

بدأ صبري مشواره مع اخبار اليوم وعمل محرراً برلمانياً ثم اُختير كنائب لرئيس تحرير صحيفة الاخبار ثم رئيسا لتحرير مجلة الجيل ثم تولى أخيراً رئيساً لتحرير صحيفة الاخبار.

انتقل صبري للعمل بصحيفة الجمهورية بأمر من الرئيس جمال عبد الناصر ثم عاد مرة أخرى رئيسًا لتحرير الأخبار، غضب عبد الناصر من موسى صبري بسبب ما كتبه عن قضية المشير ومحاكمة عباس رضوان وما كتبه في آخر تحقيقه جملة "وما خفي كان أعظم"، فكانت هذه الجملة السبب في إصدار قرار بإبعاد موسى صبري عن أخبار اليوم نهائيًا، ويذهب مرة أخرى إلى الجمهورية بشرط ألا يكتب شيئًا باسمه وكان وقتها يكتب مقالين في عمود واحد بعنوان "آدم يصرخ" و"حواء تستغيث".

لم يطل غضب عبدالناصر على صبري طويلاً خاصة بغد تدخلات السادات، كان للسادات الفضل في عودة صبري لتولي رئاسة تحرير الاخبار وبعد عودة على أمين من لندن، اُختير صبري نائبًا لرئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، ليصل بعد عام إلى منصب رئيس مجلس اﻹدارة، إذ ظل جالسًا على هذا المقعد طوال فترة حكم السادات مرورًا بفترة من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، حتى وقت خروجه على المعاش في أواخر عام 1984.

كان صبري الصحفي المقرب سياسياً من الرئيس السادات بجانب الكاتب أنيس منصور، فكانت هذه العلاقة سبباً في توتر اﻷجواء ضده، حيث وصفه البابا شنودة الثالث في تصريحات صحفية بأنه رجل السادات، وتسبب ذلك في إدانة الكنيسة له بالخيانة، وتعود الواقعة إلى عام 1981 فيما اشتهر وقتها بـ اعتقالات سبتمبر عندما كتب في مقاله الافتتاحي بجريدة الأخبار معلقً على قرار السادات بتحديد إقامة البابا، وحبس 8 أساقفة و24 من الكهنة، وصفاً القرار بأنه أخطر من قرار أكتوبر، وربما ساهم هذا في رفض البابا شنودة الثالث إقامة الصلاة على صبري عقب وفاته.

يوجد الكثير من المؤلفات لصبري 24 مؤلف سياسي وأديب أهمها :" 50عاماً في قطار الصحافة، وقصة ملك و4 وزارات، ووثائق 15 مايو، وثورة كوبا، واعترافات كيسنجر، ووثائق حرب أكتوبر، والسادات الحقيقة والأسطورة، ونجوم على الأرض، وشيوعيون في كل مكان (جزءين)، وثورة مايو في السودان، ومخبر صحفي، ووراء عشر وزارات".

لم ينج صبري من الشائعات في حياته وبعد وفاته، حيث ترددت أقاويل عن دخوله الإسلام قبل وفاته بفترة، مما أفسد علاقته بالكنيسة أكثر مما كانت عليه.