تثبت الميليشيات الحوثية يوما بعد الآخر أنها جزء من دوائر الشر الأكبر فى الإقليم، سواء الداخلية أو الخارجية، وهو ما ظهر ذلك مؤخرا من خلال اختطافها سفينة الشحن «روابي»، التى ترفع علم دولة الإمارات، ما يعد دليلا على خطورة هذه الميليشيات الحوثية على الملاحة الدولية والتجارة العالمية والأمن الإقليمى والدولى بالكامل.
كما أعلن الحوثيون فى اليمن مقتل وكيل محافظة شبوة أحمد محمد عبد الله الحمزة، فى المحافظة القريبة من مأرب شمال البلاد، وقالت وكالة «سبأ» للأنباء التى يديرها الحوثيون: «نعت قيادة السلطة المحلية فى شبوة، وكيل المحافظة أحمد محمد عبدالله الحمزة، وهو يؤدى واجبه فى معركة الدفاع عن الوطن بمديرية بيحان فى المحافظة» دون مزيد من التفاصيل. بينما ذكرت مصادر عسكرية أن «غارة جوية استهدفت موكبا لقيادات الحوثيين مساء الثلاثاء الماضي» أدت إلى مقتل وإصابة مسئولين آخرين.
وذكرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن طيران التحالف شن «٤٥ غارة على محافظة شبوة» الأربعاء الماضى. واشتد القتال فى الأسابيع الأخيرة فى محافظتى شبوة والبيضاء المحاذيتين لمأرب مع استقدام قوات من «ألوية العمالقة» التى تأسست عام ٢٠١٥ وتحظى بدعم من الإمارات والسعودية.
من جانبه قال عبد الكريم الانسى، المدير التنفيذى لمنظمة «اليمن أولا»، إن هناك ثلاث شخصيات قتلوا من المقربين من عبد الملك الحوثى، وتأتى هذا التصريحات بعد الهزيمة فى مديرية سيلا وقد تحركت قوات العملاق الى المديرية وتم القضاء عليهم وانتصار العملاق عليهم، والكل يعلم أن حرب الحوثيين حرب عصابات ولكن قوات العملاق على الرغم من صعوبة الأمر استطاعت توحيد الصف واسقاط المدن واحدة تلو الأخيرة من قبضة الحوثيين. وأضاف الأنسى فى تصريحات لـ"البوابة»، أن الحوثيين الآن على حدود مدينة البيضاء فى معركة جديدة مع جيش العملاق، وأعتقد أن الجميع فاق واستطعوا توحيد الصف والرايات فى مواجهة الحوثيين ليسعدوا جمهوريتهم، ويكفى تجارة حروب لأن الحوثيين لا يعرفون وطنا، وأن الميليشيات باتت خطرا عالميا أشد أذى وإجراماً من تنظيمات (داعش) و(القاعدة) التى حشد العالم لقتالها دون تأخير. وأشار، الى «أن مدنية البيضاء مهمة جدا للحوثيين لأن بدخولها سوف تسيطر على ثلاث مدن أهمها المأرب وهى تحت القذف منذ سنة، وأتمنى أن يكون ٢٠٢٢ عام استعادة اليمن من الحوثيين».
وأكد «الانسي»، أن الرد المناسب على إرهاب الحوثيين هو فرض عقوبات حقيقية ضد الميليشيات وإيران بالتبعية، لمحاصرتها وعدم تمكينها من الحصول على الأسلحة والمعدات والأموال التى تمكنها من هذه الممارسات، وإن استدعى الأمر توجيه ضربات عسكرية كافية لتدمير كامل إمكانيات الميليشيات النوعية.
بينما قال هشام النجار، باحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن المرحلة المقبلة سوف تشهد تطورات الأحداث، وسوف تغير من المعادلات على الأرض فى اليمن باتجاه تحجيم قوة الحوثيين وإلحاق هزائم بهم وهناك أنباء متداولة بشأن اتجاه التحالف العربى للاعتماد على أبناء الجنوب كرأس حربة فى مواجهة المشروع الحوثى والاستفادة من النماذج الناجحة للقوات التى تنتمى جغرافيًّا إلى الجنوب والتى استطاعت هزيمة الحوثيين خلال مدة زمنية قياسية عام ٢٠١٥ بعد اجتياحهم عدن، فضلا عن الدور الذى لعبته قوات العمالقة الجنوبية فى تحرير الساحل الغربى لليمن.
وأضاف النجار فى تصريحات لـ"البوابة»، أن هذا معناه سد ثغرة الجنوب لأن الإخوان والحوثيين اعتمدوا على تأجيج الساحة الجنوبية وجعلها بؤر توتر ولذلك فإن هذا التوجه من شأنه حرمان الحوثيين من ساحة مهمة عبر إنهاء بؤر التوتر التى تعمل على خلخلة الساحة الجنوبية ووضع حد لمساعى نقل الصراع السياسى إلى جنوب اليمن.