يصنف الخط العربي على أنه الأجمل بين خطوط لغات العالم؛ لقدرته على التشكل والتطور، وقدرة الفنان على تطويعه لخدمة الرسوم التشكيلية، وهذا ما دفع أعظم فناني عصرنا "بابلو بيكاسو"، الذي يعد أحد أشهر الفنانين في القرن العشرين وينسب إليه الفضل في تأسيس الحركة التكعيبية في الفن إلى أن يقول: ”" إن أقصى نقطة وصلت إليها في فن التصوير سبقني الخط الإسلامي إليها منذ وقت طويل" .
و"محمد سامي"، من العاملين بالتربية والتعليم بجنوب سيناء، أحد أساتذة الخط العربي الشباب الذي أبدع في مزج حروف الخط الديواني بالرسم؛ إيمانا منه بان الخط الديواني هو موسيقى الخطوط العربية وروح الإبداع.
يقول "سامي" في حديثه لـ"البوابة نيوز": "إن مزج الكتابة بالرسم جعل العمل الفني يحمل رسالة روحانية تشكيلية جديدة في تقنياتها ومفرداتها وتكويناتها وأشكالها حيث يشتمل على علاقات تشكيلية وتكوينات عضوية وايقاعات موسيقية يتحول فيها الخط العربى الى كائن حى يتحرك ويتنفس يسمو ويرتفع وقد يتمحور حول ذاته أو قد ينطلق الى أفق غير محدود فعندما يتم مزج الخط بالتشكيل ومزج الاسم بالمعنى واللون يصبح الخط العربي له مذاق خاص فالخط العربي قد أصبح جزء من التكوين وليس مجرد خط أو حرف مفرد كما أصبح اللفظ مرتبط بشكل الكلمة التى تكتب أو ترسم بها حيث يصاحب الشكل المعنى ويصبح فى النهاية رمزاً لشئ يبرز للخيال لحظة صدور الكلمة.
عن رحلته مع الرسم والخط العربي، قال: كانت البداية منذ الصغر، كنت أحب كل أنواع الفنون وفنون الرسم خاصة والموسيقى والخط العربي والزخارف، وكنت شغوفا جدا في المراحل الدراسية التعليمية المختلفة بالاهتمام بالأنشطة الفنية وأتذكر وأنا في المرحلة الإعدادية كان اهتمامي في الرسم والخط العربي، فكنت ارسم الخط بقلمي الرصاص وأقلد ما هو مكتوب على اللوحات أو كتب الخط، ولكن بدون دراسة ولا معرفة بنوع الخط ولكن ارسم الخط مجرد هواية وحب، وكنت انظر إلى لوحات الخط العربي وأتأمل شكل الكتابة ومن هنا بدا شغفي يزداد بضرورة تعلم طريقة الكتابة ونوع الخط المكتوب .
وأضاف: استهواني خطي الثلث والديواني وانجذبت لشكلهما الجمالي، مؤكدا أن التحاقه بالدراسة في معهد الخطوط العربية كانت البداية الحقيقية له، واشار الى ان الهواية يجب أن تصقل وتكتمل بالدراسة، وخلال دراسته بالمعهد أيقن تماما أن الدراسة مهمة جدا لتنمية وصقل الهواية، ففي المعهد درس جميع أنواع الخطوط وطريقة الكتابة الصحيحة وأنواع الأقلام والأحبار واتقن كتابة جميع الخطوط .
وعن المشكلات التي واجهته خلال تعلمه فن الخط العربي قال "سامي" : "خلال دراستي للخط العربي ازداد حبي لفن الخط العربي ، ولكني كنت أواجه مشاكل في تعلمه؛ لأن الخط العربي يعتمد على القواعد وموازين في الكتابة وكنت أقول أن الفن جمال والجمال لا يعتمد على القواعد وأن الحرية في الكتابة أهم من الكتابة بالقواعد، ولكن اكتشفت أن التعليم الخط العربي بالقواعد الصحيحة من الأمور المهم جدا وأن الحرية في كتابة أشكال الحروف تأتي بعد التعليم الصحيح والسليم" .
وتابع: كنت أقضي معظم الوقت في الكتابة والتأمل في أدوات الكتابة واستخدمت جميع أنواع الأقلام وكنت أشعر بأن كل قلم له احساس مختلف في الكتابة وتعلمت رسم جمال الزخارف الإسلامية مع الخط العربي وكنت انجذب لشكل الزخارف مع الخط العربي والترابط الفني بينهما وترابط الألوان مع أشكال الزخارف.
ولفت إلى أنه تجول في مساجد القاهرة الأثرية ليشبع عينه من فن الخط العربي والزخارف مؤكدا أنه كان دائما حاملا لأدوات الكتابة في كل مكان تطأه قدماه ، وكان يهتم بكتابة عناوين الكتب وبرامج التلفاز وآيات القرآن الكريم.
وأوضح سامي أنه بعد أن انتهى من سنوات دراسته بالمعهد وهي 6 سنوات كاملة التحق بالعمل في نفس المعهد الذي تخرج منه معلما للخط العربي، وخلال هذه الفترة تعلم فن الجرافيك لتوظيف كتابات الخط العربي في مجال الدعاية والإعلان .
وفيما يتعلق بدمج فن الرسم والخط العربي قال : كان عندي شغف أن أدمج الفنين معا وبدأت في رسم وكتابة أول اسكيتش وكان لتجسيد سيدة الغناء العربي أم كلثوم ، جرى تجسيدها بكلمات أغنية " سيرة الحب" ، ثم توالى تجسدي لبعض المشاهير في الفن والرياضة وغيرهم باستخدام الخط الديواني؛ معللا بأنه يعد من الخطوط السهلة والتي تتميز بالشكل الفني الجميل فهو يشبه النوتة الموسيقية في الكتابة، متمنيا تعليم أكبر عدد من محبي الخط العربي .
وأختتم سامي حديثه، موجها رسالة إلى كل من يهتم بتعلم فن الخط العربي أن يبدأ بتعلم خط الرقعة أو الديواني لكونهما من الخطوط السهلة ، مؤكدا ضرورة تعلم القواعد الصحيحة والتمرين كل يوم
وقال : "من تعلم فن الخط من السهل أن يتعلم فن الرسم" وأخيرا .. الحمد لله على نعمة الموهبة وعلى نعمة حسن الخط ونعمة الإبداع موجها كل الشكر والتقدير لمعله الفنان منصور السعيد مدير معهد الخطوط العربية والمعلمة الفنانة أسماء الأمير معلمة الخط العربي بالمعهد لكونهما كانا ومازالا مصدر العلم والمعرفة والمرجع له.







































