فتاة عشرينية ملامحها دقيقة رقيقة، سيطر عليها التعب والإرهاق إثر وقوفها طوال اليوم بأحد الشوارع لتمارس عملها كبائعة عيش، لتجني قوت يومها وتوفر مطالب أسرتها، إلا أن جمالها وبشاشة وجهها كانت بمثابة عائق يواجهها أثناء العمل، حيث تقع ما بين الحين والآخر في شباك الذئاب البشرية الذين يريدون النيل من شرفها والتمتع بجسدها، ورغم ذلك تصر الفتاة على العيش بالحلال والأكل من عرق الجبين، الأمر الذي تسبب في طردها من العمل رغم احتياجها اليه.
"رحاب"البالغة من العمر عشرين عاما، بدأ مشوارعها مع العمل منذ العاشرة من عمرها، بعدما قرر والدها إنهاء مشوارها مع التعليم والتوجه إلى العمل في مصنع "أيس كريم" ولكنها ظلت تحارب حتى تعلمت "الخياطة"، ولكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن: "بعدما اتعلمت الخياطة عملت حادث وحصلي قطع في الأوتار ومش بعرف أمسك الأبرة وايدي بترتعش وبطلت الشغل".
الفتاة العشرينية كرست حياتها لخدمة شقيقتها المعاقة، وذلك بعدما انفصل والدها عن والدتها وتركهم يصارعون الحياة: "مكنش ينفع اتزوج واختى معاقة.. مين اللي هيرعيها وياخد باله منها.. وخاصة إن امي تعبانة ومحتاجة عملية".
الحادث الذي غير حياة "رحاب" وجعلها تترك عملها كـ"خياطة"، دفعها للعمل في كوافير ثم كافتيريا، ولكنها لم تستمر كثيرا حتى تنهي رحلتها في العمل مع صاحب مخبز، في الفترة ذاتها تقدم شاب لخطبتها الأمر الذي زاد من مصاعب الحياة عليها وتجهيز "شوارها": "عم جمال صاحب المخبز عرفني على ست اسمها الحاجة جابت لي أجهزة كهربائية، وعملت لي مرتب أنا وأخواتي الثلاثة كل شهر".
الوضع ازداد سوءً بعدما بدأ العديد من الشباب يتعرضون لها في الشارع ويعرضون عليها الأموال من أجل قضاء وقتًا معها، الأمر الذي واجهته الفتاة بالمنع التام والرفض: "لما قولت لصاحب الشغل إن في شباب بتتعرض لي طردني من الشغل وبدأ يقولي جبت لك الأدواة الكهربائية بتاعتك ويعايرني قدام الناس ومش هو اللي جايبهم أصلا.
تليفزيون البوابة
بائعة العيش والذئب البشري.. حكاية فتاة واجهت سهام التحرش في شوارع الدقي
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق