ترأس الأنبا مار تيموثاوس متى الخوري، مطران حمص للسريان الأرثوذكس، والنائب البطريركى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية بمصر، اليوم الخميس، القداس الإلهي بمناسبة، عيد الدنح (الغطاس) الإلهي، في كاتدرائية السيدة العذراء أم الزنار بحمص - سوريا.
شاركه في صلاة القداس الالهي كلاً من: الأب الخوري زهري خزعل والأب القس الياس سطاح والأب القس ميخائيل الخليل والأب القس طوني يعقوب، كما خدم القداس الإلهي بعضا من الشمامسة أبناء الأبرشية ممن يدرسون طلبة في كلية مار أفرام اللاهوتية بمعرة صيدنايا وشمامسة الكاتدرائية.
خلال القداس ارتجل الأنبا مار تيموثاوس كلمة روحية تحدث فيها عظمة هذا اليوم، قائلا إن “كلمة الدنح هي كلمة سريانية تعني شروق الشمس إشارة لظهور شمس الحق والعدل يسوع المسيح. فهذا اليوم العظيم هو الظهور الأول الثالوث القدوس: الآب ينادي من السماء هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت، والابن يسوع المسيح الإله المتجسد يقف أمام يوحنا المعمدان ليخرج معتمدا في نهر الأردن والروح القدس يحل على شكل حمامة نقية. الرب جاء ليكمل الشريعة مولودا تحت الناموس لكي ننال نحن البنوة. واليوم يأتي ليوحنا المعمدان الساعي الذي تقدم ربه ليهيء الطريق، جاء أمام المعمدان المنادي بالتوبة الحقة قبل مجيء المسيح”.
وتابع: “سر المعمودية هو السر الهام لدخول كل مؤمن لكنيسة المسيح التي فيها الخلاص. وأن سر المعمودية تأسس على مرحلتين: المرحلة الأولى في نهر الأردن في تلك اللحظات الرهيبة التي حل فيها الثالوث الأقدس وتقدست مياه المعمودية وتحولت مياه للخلاص كرحم روحاني يولد فيها الإنسان ميلادا روحيا للآب وأخا للرب يسوع. أما المرحلة الثانية هي مابعد قيامة يسوع له المجد وقبل صعوده للسماء حينما أمر تلاميذه أن اذهبوا وعمدوا على اسم الآب والابن والروح القدس، معلمين البشرية رسالة الخلاص”.
وأكد الأنبا مار تيموثاوس بأن يسوع لم يعمد شخصيا أي أحد ولكنه عمد أبناء الكنيسة بإهراق دمه الثمين على خشبة الصليب عندما طعن بحربة فخرج من جنبه دم وماء إشارة للمعمودية الخلاصية للبشرية جمعاء كما يمزج الكاهن ببداية القداس الخمر والماء في الكأس المقدسة التي تتحول بواسطة الروح القدس لدم يسوع. منبها أن المعمودية واحدة ننالها مرة واحدة وحيدة في حياتنا كما نقول في قانون الإيمان ولكن يمكن أن تمحى خطايانا من خلال سر التوبة والاعتراف والندامة أمام الرب يسوع فهو يعرف ضعفاتنا حتى ننجو من هذه الخطايا ونحافظ على النعمة المعطاة من الله.
واختتم الأنبا مار تيموثاوس بشرح طقس عيد الغطاس (الدنح) للمؤمنين كيف أن المؤمن الذي يأخذ بركة الاشبين يغطى رأسه حاملا القنينة وماشيا بعكس الدورة التي تقام بالكنيسة في هذا اليوم إشارة ليوحنا المعمدان الذي نادى بقوة وغيرة من أجل التوبة قبل مجيء الرب، وهذه الدورة تشبه الدورة التي تقام في بداية كل قداس حيث يمشي الشماس الذي يبخر بعكس الدورة التحضيرية ببداية القداس كما يوحنا المعمدان الذي سبق مجيئه قدوم الإله. وفي نهاية الوعظة حث المؤمنين على الصلاة بشكل دوري لاسيما في هذا اليوم لنوال بركة الرب من خلال المياه المقدسة التي سوف تغسل أدران الجسد.
وبعدها، تم سحب القرعة الورقية الاسمية لأسماء المصلين الحاضرين من إحدى الطفلات لينال بركة الاشبين في طقس عيد الغطاس السيد يعقوب عسكر فيها. ثم أقام نيافته الصلاة وتبريك المياه وتقديسها حتى توزع على المؤمنين ليأخذوها للبركة لبيوتهم.