السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

الثلوج ترسم لوحة أوروبية على جبال سانت كاترين

أهالي بدو جنوب سيناء
أهالي بدو جنوب سيناء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تمتلك مدينة سانت كاترين فى محافظة جنوب سيناء، العديد من المقومات السياحية ما يجعلها تتصدر قائمة أفضل المدن السياحية فى العالم، فهى تعد من أكثر مدن جنوب سيناء خصوصية وتميزًا، وتعد أعلى الأماكن المأهولة في سيناء.

تقع المدينة على هضبة ترتفع ١٦٠٠متر فوق سطح البحر، وتحيط بها مجموعة جبال هى الأعلى فى سيناء بل وفى مصر كلها، وأعلاها قمة جبل كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة وغيرها، وهذا الارتفاع جعل لها مناخًا متميزًا ، فهو معتدل فى الصيف شديد البرودة فى الشتاء، مما يعطى لها جمالًا خاصة عندما تكسو الثلوج قمم الجبال، وتم إعلان المنطقة محمية طبيعية وتاريخيًا، فأصبحت مدينة سانت كاترين مدينة داخل محمية، وهى منطقة ذات أهمية كبيرة.

وفى هذا التوقيت من كل عام، تكتسي مدينة سانت كاترين، بحلة بيضاء تجعلها قطعة من أوروبا، وذلك بعد هطول الأمطار الثلجية التي تغطي أجزاء متفرقة من الجبال، لتشكل لوحة بانورامية فائقة الجمال تلفت الأنظار لزائري المدينة وتجذب الآلاف من السائحين محبى وعشاق مشاهدة سقوط الثلج، الأمر الذى جعل خبراء السياحة يطالبون بضرورة استثمار موسم الشتاء وسقوط الثلوج بإنشاء محطة تزلج لاجتذاب السياح، كما طالب البعض بضرورة إدخال مشروع التلفريك بسانت كاترين.

من جانبه طالب خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى، بعمل تلفريك بالوادى المقدس طوى بسانت كاترين، موضحا أنه من المشروعات المهمة لإحياء وتنشيط السياحة الدينية بسيناء، ولن يؤثر على جلال وهيبة الجبال وطبيعة الوادى المقدس طوى بل سيتيح الاستمتاع بروحانية المكان بشكل أكبر حين رؤية جبل موسى وجبل كاترين وقمة المناجاة من أعلى.

وأكد أن المشروع لن يؤثر على أصحاب الجمال بالمنطقة بل سيتيح الصعود للجبل بكل الوسائل، فهناك من يفضل صعوده على الأقدام، ومن يفضل ركوب جمل وسنجد من يفضل التلفريك للوصول لقمم عدة جبال بالمنطقة ليشهد بنفسه تجلى الله سبحانه وتعالى للجبل فدك الجبل، كما طالبت بمشروع للصوت والضوء بالمنطقة لتكتمل المنظومة الروحانية بالوادى المقدس طوى.

وتعد فترة الشتاء فى سانت كاترين فترة ترويج سياحي، كما يفرح الأهالى بموسم الشتاء خاصة قاطني القرى والوديان والتجمعات البدوية، التي تعتمد على المطر فى الزراعات الموسمية ورعى الأغنام والإبل، وتعد مصدر الشرب الوحيد فى الصحراء، حيث يحفرون الآبار لتخزين المياه، بجانب كثرة الينابيع التى تزيد علي مائتي نبع، حيث يشكل تساقط الثلوج احتياطًا كبيرًا للينابيع، فهو كذلك يساعد المزارعين فى التخلص والقضاء على بعض الأوبئة التي تفتك بالأشجار المثمرة، ويؤكد بعض المهندسين والمزارعين من ذوى الخبرة، أن هناك أنواعًا من الحشرات المضرّة لا يمكن القضاء عليها بالمبيدات والأدوية الزراعية، بينما يؤدى البرد الشديد والثلوج إلى القضاء عليها ويمنع تكاثرها.

وترجع أسباب شدة البرودة بسانت كاترين إلى الطبيعة الجبلية ويتسبب الطقس فى موجة صقيع، وتكون الثلوج على القمم الجبلية، فيما انخفضت درجات الحرارة فى المدينة انخفاضا طفيفا، حيث استمتع المئات من المواطنين بمشاهدة الثلوج التى تجعل زائريها وكأنهم وسط قطعة من أوروبا.

والأمر لا يقتصر على جعل مدينة سانت كاترين تكتسي باللون الأبيض فحسب، ولكن أيضا بعد ذوبان الجليد وتحوله لشلالات عبر الأودية المختلفة تسر الناظرين وتجذب اهتمام السائحين، ومن هذه الأودية وادى «التلعة».

ويفضل السياح وزوار مدينة سانت كاترين الذهاب إلى وادى «التلعة» لما له من روعة خلابة وطبيعة ساحرة ليس لها مثيل، وتتكون الشلالات فى وادى «التلعة» بعد أن تتعرض سانت كاترين وأوديتها للأمطار الغزيرة وتستمر الشلالات والبرك المائية مستمرة بعد سقوط المطر ولفترة تمتد لأكثر من ثلاثة شهور، ويتحول وادى «التلعة» بعد سقوط المطر وذوبان الجليد إلى جنة خضراء تغمرها المياه من كل مكان، كما يوجد فى الوادى العديد من الحدائق الخضراء.