يقول الأب باسليوس محفوظ، تعيّد الكنيسة الأرمنية في العالم بعيد الميلاد المجيد في السادس من يناير من كل عام على التقويم الشرقي.
الكثيرون يعتقدون أن الأرمن يشتركون مع الأقباط والروس وسواهم في عيد الميلاد، ولكن في الواقع هذا ليس دقيقاً، فالأقباط والروس وكنائس القدس والاسكندرية الأرثوذكسيتان والأديرة الآثوسية تعيد في السابع من الشهر وليس السادس منه.
وما يميّز الأرمن هو الاحتفال بعيد ميلاد يسوع ومعموديته في يوم واحد، استناداً إلى قرار تغيير يوم الميلاد الذي اتخذه الرومان في عام 451 ميلادي خلال مؤتمر خلقيدونية إلى أن الأرمن قاموا برفضه حينها لعدة اسباب، منها قوة تأثير عبادة إله النور ميهر/ميثرا في أرمينيا، واستمرار العديد من الأرمن الوثنيين باحياء شعائره حتى يومنا هذا في الخامس و العشرين من ديسمبر، وسبب ثاني هو رفض الكنيسة الأرمنية لمؤتمر خلقيدونية من أساسه و احتفاظها باستقلاليتها الكاملة.. كما و يعتبرون أن المسيح اعتمد من يوحنا في عمر الثلاثين، أي في نفس اليوم الذي ولد فيه.
كما أن ما يميز عيد الميلاد عند الأرمن هو المحافظة على جوهر العيد أي ميلاد الطفل يسوع، إذ لا يوجد بابال نويل كما في الغرب، وشخصية بابا نويل موجودة لدى الأرمن تحت تسمية "كاغانت بابا" وهو يأتي في ليلة رأس السنة، أما شجرة الميلاد تسمى شجرة رأس السنة، فإذاً كل الاحتفالات الدنيوية التي تنسب لعيد الميلاد في الغرب موجودة في ليلة رأس السنة عند الأرمن... أما الاحتفالات الميلادية تكون كالتالي:
تبدأ الفترة الميلادية بصوم كسائر الكنائس الشرقية الأخرى لمدة 40 يوماً... بعد ظهر الخامس من كانون الثاني تقام صلاة تسمّى بـ"جراكالويس" أي تقدمة عيد الميلاد، فتبدأ بصلوات الساعات ومن ثم القداس الإلهي الذي في نهايته ترتّل جوقة الأطفال تراتيل الميلاد التقليدية ويقرأ الكاهن انجيل الميلاد وبعد القداس يبدأ الناس بتبادل التهاني والمعايدات، في الليل لا بد من اجتماع العائلة على مائدة محبة غالباً ما يكون السمك هو السائد فيها، وفي هذه الأثناء تقوم جوقات الكنائس بزيارات تبشيرية إلى كل منازل الرعية التي ينتمون إليها، إذا يرتلون تراتيل الميلاد في الشارع أو في البناية أمام باب المنزل، ومن ثم يتبادلون التهاني مع العائلة ويقدمون لهم هدية من الرعية مقابل تبرّع من قبل العائلة.
وفي يوم العيد يتوجّه الجميع إلى القدّاس الاحتفالي إذ يبدأ القداس بتراتيل الميلاد ويقرأ انجيل الميلاد في القسم الأول، ومن ثم يقرأ انجيل معمودية يسوع وتتم رتبة تقديس الماء وسط تراتيل لعيد الغطاس، وبعد القدّاس تبدأ الاستقبالات والمعايدات، وتقوم شبيبة الجمعيّات والمؤسّسات الخيرية بالتجوال على البيوت لتقديم كروت معايدة أيضاً مقابل تبرّع معيّن، وتجتمع العائلة مجدداً على مائدة احتفالية.
المعايدة عند الأرمن، عندما تعايدون شخصاً أرمنياً بعيد الميلاد يفترض أن تقولوا له:
Krisdos Dznav Yev Haydnetsav
(المسيح ولد وظهر)
وهو يفترض أن يجاوبكم:
Tsezi Mezi Medz Avedis
(لنا ولكم بشرى كبيرة)
في اليوم الثاني للعيد جرت العادة بزيارة الموتى، إذ يخصص هذا اليوم للأموات، كما تقام قداديس إلهية في المقابر مع رتبة جنائزية.
