غضب مكتوم، وآنات خافتة، وإحساس بالقهر والقمع والتهميش، مشاعر مختلطة انتابت عددا من أصحاب الجمال والخيول و«الكاريتات» من أعضاء رابطة أصحاب الدواب من أبناء نزلة السمان بمنطقة الأهرامات بالجيزة.
وبين حالة العجز والخوف من تفاقم الأزمة التى قد تصل حد التشريد، لم يجد أصحاب المهنة التى تعتبر جزءا لا يتجزأ من منطقة الأهرامات، وأحد العناصر المُكملة لزيارة السائح للمنطقة أمامهم، سوى الاستغاثة بالرئيس عبدالفتاح السيسي، أملًا في حل أزمتهم، مؤكدين أنهم ليسوا ضد التطوير، آملين أن يكونون جزءا من هذا التطوير بأى شكل تراه الدولة.
أصحاب الجمال والخيول و«الكاريتات»: نعانى غلق بوابات الدخول والتكدس.. والطرق تحتاج ترميمًا
الأزمة الأكبر والأخطر التى تواجه أصحاب الجمال والخيول، هى غلق بوابات الدخول أمامهم، ما يعوق دخولهم للمنطقة الأثرية، ويتسبب في حالة غير عادية من التكدس أمام باب واحد يُفتح بعد أوقات العمل الرسمية بساعات، وهذا الأمر محفوف بعدة مخاطر، أولها المظهر غير الحضارى لحالة التكدس أمام السُياح الأجانب والذى يعكس صورة سلبية عن مصر بشكل عام، وعن منطقة الأهرامات أشهر مزار سياحى وأثرى في تاريخ البشرية وعلى مستوى العالم، الأمر الثانى هو إمكانية وقوع إصابات خلال حركة العربات، سواء بين البشر أو الدواب، أو تحطم المركبات التى تُعد مصدر دخلهم الأول والوحيد، الأمر الثالث مُتعلق بتأخر الوقت أمام أصحاب العربات، فالمنطقة الأثرية تفتح أبوابها منذ السابعة صباحًا على حد قولهم، وفى ذات الوقت يتوافد الزوار على المنطقة، بينما أصحاب العربات والخيول والجمال، قد يقفون بدوابهم أمام الأبواب حتى التاسعة والنصف صباحًا في انتظار وصول الموظف ليفتح لهم الأبواب.
سكرتير عام رابطة أصحاب الدواب: نطالب بمسارات طرق خاصة بالجمل والحصان والكاريتة بعيدًا عن الأتوبيسات والسيارات
عتريس على، السكرتير العام لرابطة أصحاب الدواب، أشار إلى أن بوابة «أبوالهول»، وبوابة المدخل الرئيسى للمنطقة «المينا هاوس»، مُغلقة أمامهم منذ أكثر من عام، وإلى أنهم يمرون من بوابة واحدة تُفتح في أحسن الأحوال في الساعة الثامنة والنصف صباحًا، ويدخل منها جميع أصحاب الدواب في فترة زمنية قد تتجاوز الساعة والنصف، موضحًا: «كلنا بندخل من بوابة واحدة، ومع الزحمة والعدد الكبير، فيه ناس تعاني، والعربيات بتاعتنا بتتكسر، والخيل والجمال بتتصاب، وإحنا ناس ومواطنين مصريين عاديين، ومعانا تراخيص أبًا عن جد، والتراخيص طالعة من وزارة الآثار ومحافظة الجيزة»، وطالب بفتح بوابة أخرى أو أكثر كما كان يحدث في وقت سابق.
«الإسطبل العمومى ناحية فندق المينا هاوس الخاص بنا تم تحويله إلى موقف سيارات»، هكذا واصل سكرتير رابطة أصحاب الدواب بمنطقة الأهرامات حديثه، قائلًا: «مع ذلك إحنا مع التطوير ولسنا ضده، ونناشد السيد رئيس الجمهورية، بأننا جزء لا يتجزأ من منطقة الأهرامات، فالحصان وسيلة ترفيهية داخل المنطقة، ولا نُعارض وجود الطفطف، ولا يسبب لنا مشكلة، ولكن لا بد من وجود مسارات طرق خاصة بالجمل والحصان والكاريتة بعيدًا عن مسارات الأتوبيسات والسيارات، لا بد من تطوير وجودنا، ولابد من الاهتمام بالطرق الحالية داخل المنطقة، بدلا من التهدمات والتكسير بها والذى قد يتسبب في كارثة».
إقبال وزحام
ويضيف سكرتير الرابطة أن المصريين يُقبلون على المنطقة الأثرية أيام الخميس والجمعة والسبت بأعداد كبيرة جدًا، وبالتالى يكون الزحام في المنطقة شديدا جدًا، ما يؤخرهم لساعات طويلة ليلًا حتى يتمكنوا من الخروج من المنطقة الأثرية بسبب البوابات المُغلقة: «إحنا مش طالبين أكتر من فتح بوابات الدخول والخروج قدامنا، وإنهم يرصفوا الطرق داخل المنطقة بشكل محترم يليق بالأهرامات، يعنى طريق أبوالهول الصاعد كان محفورا بشكل سيئ، وعملوه بالخرسانة وقت زيارة ولى عهد بريطانيا، ودلوقتى بدأ يطلع تراب وبقى منظره سيئ جدًا أكتر من الأول، وبعدين كمان عندنا مشكلة في رخصة «أ - ب» أو اليوم واليوم، يعنى كل واحد مننا مش مسموح له يشتغل كل يوم، وكمان إحنا ملناش معاش ولا مرتب، ولو حد مننا تعرض للإصابة محدش هيسأل عننا».
«نستغيث بالسيد رئيس الجمهورية لحل أزمتنا»، هكذا تحدث سكرتير الرابطة متوجهًا بحديثة لرئيس الجمهورية إيمانًا منهم بعدله، وأنه لن يقبل بما يحدث لهم ومعهم داخل المنطقة "الريس مبيظلمش حد، والرئيس أبوالغلابة ومحدش بيتظلم عنده، وميرضيهوش إننا نتظلم".
«الآثار» ترد: تنظيم عملية الدخول من بوابة أبوالهول ونطبق الإجراءات الاحترازية
بدوره أكد أشرف محيى مدير منطقة آثار الهرم أنهم يتبعون الإجراءات الاحترازية التي أقرها مجلس الوزراء، مؤكدًا أن أصحاب الدواب يتكدسون أمام الباب بطريقة غريبة جدًا – على حد وصفه – وحال تنظيم عملية الدخول من بوابة أبو الهول المصرح لهم الدخول منها لن يكون هناك زحام.
وأضاف «محيى»: «نحن نطبق الإجراءات الاحترازية وهي نسبة الـ50%، أي أن يتم تقسيمهم إلى مجموعتين (أ – ب) وللأسف يحضرون جميعًا في ذات الوقت الأمر الذي يتسبب في التكدس، وقد تحدثت لرئيس الرابطة أكثر من مرة ليقوم بتنظيم الناس لأنها مسئوليته، وعملية دخولهم تتم بالتنسيق بين موظفي المحافظة وشرطة السياحة والآثار»، مشيرًا إلى أن حالة الزحام التي تحدث أمام الأبواب نظرًا لإقبال الرحلات المدرسية يومي الجمعة والسبت على المنطقة، والتي يتم تقسيم دخولها من مداخل المينا هاوس، وأبوالهول.
ونفى مدير منطقة الأهرامات أن يكون تم تضييق الطرق داخل منطقة الأهرامات، مشيرًا إلى أن المنطقة بالكامل تحت التطوير في الوقت الحالي، مؤكدًا على عدم التزام الكاريتات بالمسارات المحددة داخل المنطقة، بالإضافة لأن عملية التطوير تشمل منطقة "التريض"، والتي ستضم الجمال والخيول والكاريتات، وسيكون بها مظلات للوقوف أسفلها بالإضافة لمشارب للدواب، ووحدة بيطرية للعلاج، مؤكدًا أن هذه المنطقة ليست بعيدة عن الآثار داخل المنطقة، علاوة على أن منطقة التريض ستكون محطة ضمن سبع محطات سيمر بها الأتوبيس الكهربائي، بل إن محطة التريض هي المحطة الرئيسية في مسار الرحلة داخل المنطقة، وهو أفضل موقع داخل منطقة الأهرامات.
وأكد «محيى» ما قاله سكرتير الرابطة عن تأخر موظف المحافظة الذي يسمح لهم بالدخول، مؤكدًا أنهم خاطبوا المحافظة التي تدخّلت فعاد الموظف للحضور في مواعيده المحددة، أما عن الحُفَر في الطريق الصاعد لمنطقة الأهرامات أكد محيي أن هذه الكسور في الطريق تم ترميمها بالفعل، مؤكدًا أنه لا توجد نية لإقصاء أصحاب الدواب من المنطقة الأثرية وأنهم جزء من عملية الترميم، وأن أزمة أصحاب الدواب هي رفضهم الذهاب لمنطقة التريض، وأن يظلّوا بالقرب من الأثر، وهو أمر لا يتناسب مع عملية التطوير.