تعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لانتقادات من خصومه السياسيين بعد أن قال إنه يريد "إثارة غضب" و"إزعاج" غير المحصنين ضد كوفيد-19 من خلال حرمانهم من دخول المطاعم ودور السينما والأنشطة الاجتماعية للضغط عليهم من أجل أنفسهم ضد الفيروس.
وانتقد منافسو ماكرون في الانتخابات الرئاسية المقبلة وكذلك من نواب المعارضة هذه التصريحات التي أدلى بها لصحيفة "لو باريزيان" الفرنسية أمس الثلاثاء واستخدم فيها لفظا غير لائق للتعبير عن كلمة "إزعاج" غير المحصنين، حسبما أوردت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
ووفقا للصحيفة، تم تعليق جلسة البرلمان الفرنسي التي عقدت لمناقشة مقترح الحكومة لإصدار جواز صحي جديد يتم بموجبه منع غير الحاصلين على اللقاح من دخول أماكن مثل المطاعم ودور السينما والمسارح والمتاحف والساحات الرياضية، كما سيشترط الحصول على الجواز الصحي لركوب القطارات والحافلات التي تربط بين المناطق أو تقوم برحلات داخلية في المدن.
واحتج نواب المعارضة أثناء الجلسة على تصريحات ماكرون، بينما سعى وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران للدفاع عن اختيار الرئيس لكلماته.
واتهمت المرشحة الرئاسية اليمينية مارين لوبان الرئيس الفرنسي بالتخلي عن مسؤوليته لتوحيد الفرنسيين ووصفت كلماته بـ "المبتذلة" و"العنيفة".
وقالت لوبان: "يظهر هذا الأمر أن الرئيس يريد إعلان الحرب على جزء من الشعب الفرنسي، الذي أذكركم بأنهم، حتى وإن لم نشاركهم خياراتهم، لم يخالفوا أي قوانين".
من جانبها، قالت فاليري بيكريس، مرشحة "حزب الجمهوريين" اليميني في الانتخابات الرئاسية القادمة، إنها "غاضبة" من اقتراح ماكرون بأن غير المحصنين لم يعد من الممكن اعتبارهم مواطنين مسؤولين. وقد برر ماكرون في المقابلة هذا الأمر بالقول إن غير المحصنين يهددون حرية الآخرين.
وأضافت بيكريس: "أريد أن أقدر الجهود التي يبذلها الفرنسيون، وليس إهانة أولئك الذين لم يتم تطعيمهم من الإليزيه"، متهمة ماكرون بـ "الافتقار الشديد للتعاطف".
كما وصف مرشح حزب الخضر يانيك جادوت تصريحات ماكرون بأنها غير مفيدة، وتساءل: "هل تعتقد أن إهانة الناس ستقنعهم بالتطعيم؟"
وتأتي هذه الانتقادات في الوقت الذي دفع فيه متحور أوميكرون الأكثر قابلية للانتقال من فيروس كورونا حالات عدوى كوفيد إلى مستويات قياسية في فرنسا مع ما يقرب من 272 ألف حالة تم الإبلاغ عنها أمس، مما يجعل فرنسا من بين أكثر الدول تضررا في أوروبا.
وراهنت حكومة ماكرون على أن حملة الجرعات المعززة وبعض القيود الخفيفة مثل العمل من المنزل وارتداء الأقنعة ستكون كافية لمنع المستشفيات من التعرض لحالة من الارتباك. ومع ذلك، بدأت المستشفيات بالفعل في إلغاء العمليات غير الطارئة في مرسيليا وباريس، ويعترف الأطباء بأنهم يقومون بترشيد الأسرة في وحدات العناية المركزة.