"غرف من التاريخ العربي اللبناني مسخراً الشعر والنثر لخدمة البنية المسرحية، ولج باب المسرحية الخرساء في نتاجه واستعمل خيال الظل، والديكورات والمناظر المسرحية، والملابس، والمؤثرات الخارجية، والصوتية، والإيقاع".. إنه الكاتب المسرحي والمؤرخ والمدرس اللبنانى أديب ميخائيل لحود، الذي يعد من أبرز المسرحيين اللبنانين في النصف الأول للقرن العشرين، الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم عام 1964م عن عمر يناهز الـ 79عاماً.
ولد لحود في بلدة عمشيت من قضاء جبيل بلبنان، درس في مدرسة الحكمة على كبار أساتذة منهم سعيد الشرتوني، ويوسف الحداد، وعبد الله البستاني وأنهى دروسه سنة 1904، أنشأ لحود مدرسة داخلية علمانية باسم «المدرسة الوطنية» عام 1908 في مسقط رأسه.
اشتغل مدرساً للغة العربية وآدابها في عدة مدارس، فأمضى نحو نصف قرن يبث تلامذته حب العربية، والفضيلة، ولبنان، كما شغل منصب مدير لمدرسته الوطنية في عمشيت، وساعد في تحرير جريدة «الحكمة» من عام 1909 إلى عام 1913.
كان لحود شغوفاً بالمسرح والتأليف والتمثيل، حيث دخل الفن المسرحي كاتبًا ومخرجًا، وألّف فرقة تمثيلية، كما درس الأدب العربي في عدد كبير من المدارس والكليات اللبنانية،له مؤلفات في التاريخ والأدب، والعديد من روايات ومسرحيات نثرية شعرية.
ليس للحود ديوان مطبوع، وقصائده منشورة في الدراسات التي ترجمت له، بل وصفه معجم البابطين أن "شعره تقليدي، طرق مختلف موضوعات القصيد المعبر عن مناسبة، فضلاً عن الإخوانيات، صياغته أدبية طيعة لا تعقيد فيها ولا معاظلة موسيقية".
كان للحود دور في معركة النهضة والتنوير حيث إن المدرسة الوطنية العلمانية التي افتتحها في بلدته عمشيت قبل أكثر من قرن، وكافح وضحى على مدى خمسين عاماً لتكون نموذجاً للتنشئة القومية والعربية، حلت على النقيض منها مدارس وجامعات الطوائف والمذاهب، إضافة أن" الرابطة الحضارية القومية العربية التي نادى بها لحود وأسلافه النهضويون آلت الى انكسار وخذلان، معتبراً، وأن استحضاره يحمل العبر في هذا الزمن، زمن الردة والانقلاب على فكر النهضة".
للحود العديد من المؤلفات المخطوطة بكتبه في التاريخ والأدب منها:"الزنبقة الذابلة: عمشيت"، و"نيل الأرب في تاريخ العرب"، و"الدوحة العمشيتية: تاريخ عائلات عمشيت"، و" حضارة العرب في الجاهلية والإسلام"، و" الأخلاق والعادات اللبنانية"، و"رفيق الكتاب"، و" جغرافية لبنان الابتدائية والتكميلية".
كما له العديد من المسرحيات الشعرية النثرية منها:" لبنان على المسرح"، و" القديسة بربارة العذراء الشهيدة"، و" الكندية الحسناء"، و"حسناء الأندلس"، كما له روايات هزلية ومنها :" الاخوان ومعاون طبيب الانسان"، و" عنفيص الراعي"، و" دعبيس والجابي والمحاميان".