الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

فوزي فهمي.. أوراق وارفة في شجرة الإبداع المسرحي

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شغل الدكتور الراحل فوزي فهمي، منصب رئيس أكاديمية الفنون من الفترة ١٩٨٩ حتى ٢٠٠٣، وضع خلالها أساس ٢٣ مبنى جديدا لتعليم وخدمة الفنون والبحث العلمي في مجال العلوم الإنسانية، ففي كتابه الصادر عن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجربيي في الدورة 28، والذي يحمل عنوان "فوزي فهمي.. ورقة وارفة في خريف الريادة" إعداد الدكتور مصطفى سليم، رئيس قسم الدراما والنقد المسرحي بأكاديمية الفنون، والذي يضم بين دفتيه خمسة فصول الأول بعنوان "فوزي فهمي بين الثقافة والقيادة والإبداع"، والثاني "في ذكر مآثر سيد البنائين"، والثالث بعنوان "عن مؤلفاته النقدية ونصوصه المسرحية"، أما الرابع بعنوان "آخر مقالات سطرها الأستاذ"، والخامس والآخير بعنوان "كلمات ما بعد الرحيل"، لقبه أستاذه الدكتور محمد مندور بـ"الخوجة"، كما وصفه أصدقاؤه وتلاميذه ومحبوه بألقاب عدة، لكنه فضل حتى رحيله لقب مُعلمه "الخوجة".

مصطفى سليم: الرمز المركزي الخالد في وجداننا
يرى الدكتور مصطفى سليم، من وجهة نظرة أن الدكتور الراحل فوزي فهمي هو البناء العظيم في الثقافة المصرية عامة والأكاديمية خاصة، باعتاره قد وضع الأسس العلمية، والأبنية التعليمية التي تسمح بالنهوض بفنون الأداء والعرض في مجالات المسرح، والسينما، والباليه، والموسيقى الغربية، والعربية، بالإضافة إلى دراسات الفنون الشعبية، والتأليف المسرحي، وأصول كتابة السيناريو وعلوم النقد الفني والأدبي.
أنشأ "فهمي" وحدة إصدارات لأول مرة في تاريخ أكاديمية الفنون، وكانت تصدر ترجمات لعدد كبير من الكتب المهمة في مجالات الفنون من اللغات الأجنبية إلى العربية، بواسطة مجموعة من المترجمين المتخصصين الذين عينهم في مركز جديد، وأطلق عليه مركز اللغات والترجمة، وكان يقدم ثلاثين إصدارا سنويا، بخلاق المجلات المتخصصة مثل مجلة "الفن المعاصر" والذي أسند لـ"سليم" مهام سكرتير تحريرها، وذلك لخبرته السابقة في مجال الطباعة والتحرير الصحفي، وكانت تطبع هذه الإصدرات آنذاك في مطبعة هيئة الآثار بحي الزمالك.
ويؤكد "سليم"، فوزي فهمي المُعلم الذي كان مصدرا للثقافة الروسية والآسيوية بالأكاديمية بوجه خاص والأوروبية بوجه عام، فتعلمنا منه أن الإدارة فن، وعلم، ولغة، واقتدار، ومن أشهر مقولاته مثل: "أنتم عقل الأكاديمية يا أبناء قسم الدراما والنقد"، "سيأتي يوم ينتهي فيه العذاب الأسود ويصبح الموت عدلا.. طوفان بلا فلك" وغيرها.

أحمد عبدالرازق أبوالعلا: استطاع أن يكون متميزا وحقيقيا وإنسانا نبيلا
وذكر الكاتب والناقد المسرحي أحمد عبدالرازق أبو العلا، ثلاث وقائع عن رجل يستحق الإطراء، كل منها يكشف بُعدا من أبعاد شخصيته، الأولى تخوفه هو صديقه الشاعر الراحل محمد كشيك أثناء توليهما إدارة النشر عن بعض السلاسل الأدبية التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، من تصفيتها عقب تولي الدكتور فوزي فهمي الإشراف على الهيئة العامة لقصور الثقافة آنذلك، لكنه عمل على تطويرها وإقرار السلاسل التي أصبحت 12 إصدارا بدلا من 16، وإصدار لائحة لتنظيم عمل النشر، وإنهاء بعض المشكلات الصغيرة التي واجهتها هذه الإصدرات خلال السنوات اللاحقة إلا أن أحدا لم يستطيع القضاء على هذا المشروع بسبب القرارت المنظمه له، ويعود الفضل لحسين مهران، صاحب قرار إنشاء إدارة النشر، وفوزي فهمي صاحب القرارات المنظمة لعمل الإدارة بوصفها كيانا ثقافيا مهما وحقيقيا.
أما الواقعة الثانية، منذ أن عمل "أبوالعلا" مديرا لتحرير مجلة "الثقافة الجديدة" في عام 1990، وهو يحافظ على موعد إصدارها الشهري، فطالب الدكتور فوزي فهمي بكتابة افتتاحية العدد الجديد، ونظرا لمشاغله العديدة، وكذلك المشكلات التي أخذت كل وقته، وعندما تأخر عن كتابة الافتتاحية، صدرت دونها، حتى اتبعها أربعة أعداد متتالية دون افتتاحية رئيس التحرير، محافظة على إصدارها، حينها أبلغ "فهمي" برفع اسمه لكن "أبوالعلا" لم يفعل ذلك، لكن أبلغه فهمي فيما بعد لو كان أحد غيره لفعل الكثير والكثير، والثالثة عقب انتهاء مهمة الدكتور فوزي فهمي لرئاسة الهيئة مؤقتا، حتى جاء الدكتور مصطفى الرزاز رئيسا لها، حتى طالب "فهمي" مقابلة "أبوالعلا" و"كشيك" في مقر الأكاديمية، وأخبرهما بأنه فعل هذا معهما لأنه اكتشف طهارة ونظافة أيديهما، رغم أنه جاء وكان متشككا في كل ما يتعلق بالنشر.
تلك الوقائع تكشف أن هذا الرجل عمل للصالح العام وليس الخاص، وهذا هو الفرق بين القيادات والمعيار الذي يفرق بين قيادة حقيقية وأخرى ذائفة، فالدكتور فوزي فهمي قيادة واعية بدورها، يعمل في صمت واستطاع أن يكون متميزا وحقيقيا وإنسانا نبيلا بحق. كما يضم الكتاب مجموعة من الوثائق المهمة والصور الأصلية التي منحتها زوجته الإعلامية ميرفت سلامة لإزاحة الستار عن حقائق مجهولة لدى الكثير، وتصحيح لتواريخ عدة متداولة.