مهما كان الطريق طويلا ففى آخره هدف يقف منتظرا كل من سعى للوصول إليه، لا مكان لليأس والإحباط إنما العزيمة القوية والإصرار الجبار على تحقيق الحلم والنجاحات المتتالية، «حازم» شاب أربعينى تخرج فى كلية هندسة البترول ولكنه أحب مجال آخر لا يرتبط بمجال دراسته، وجد فيه كل ما يحلم به ويسعى إليه.
أدرك أن الابتكار والإبداع لا يرتبطان بسن معينة وأن الأطفال أفضل فى تلقى التعليم التكنولوجى بشكل يفوق الكبار، فقرر أن يقوم بعمل ورشة لتعليم الأطفال صناعة المدن الذكية والروبوتات، كى يخلق جيلا مبدعا وقادرا على مواكبة التطور التكنولوجى الرهيب.
يقول حازم عبدالستار 40 عاما حاصل على بكالوريوس هندسة بترول جامعة القاهرة، منذ 14 عاما بعد تخرجى من الجامعة كنت أشعر بأننى غير مكتفى بالدراسة الجامعية وكان لدى تطلعات كبيرة نحو رفع المستوى التعليمى ونقل العلم للناس، فبدأت فى الحصول على كورسات فى بمجال تعليم الطلاب، «اشتغلنا فيها على أطفال صغيرين وابتديت أشوف أن التغيير الحقيقى هيحصل مع الأطفال وفى السن الصغيرة علشان تنمى قدراتهم الإبداعية وتفتح مداركهم وتخليهم يكتشفوا قدراتهم وده بتعليم أفضل وطرق عملية ممتعة وأكتر فاعلية من التعليم النظرى اللى بيقتل الإبداع فى الأطفال ومبيردش على أسئلتهم الفضولية اللى محتاجه تنمية»، كما يروى.
وأكد أن التعليم ينمى مهارة الطفل ويطورها وينير عقولهم بشكل كبير، لذلك لدى فريق جميعهم خريجى هندسة أو علوم أو صيدلة حتى يستطيعوا إيصال المعلومات بشكل متنوع وصحيح ومفيد للأطفال، ومن خلال الورشة نقوم بوضع الطفل بعد تعليمه فى مهمة صعبة ويتوجب عليه إيجاد الحل وإنجازها دون تحديد وقت معين كى لا نقيد تفكيره.
وتابع «طلبت العديد من المدارس منا العمل معهم لنقل وتطبيق المنهج الدراسى الذى نقوم بتدريسه بشكل نظرى للأطفال لديهم، وأبدوا سعادة ورضا كبيرين لما لمسوه من نتائج ملحوظة فى القدرات العلقية التى تطورت لدى أطفالهم».
وعن السبب فى اختياره تعليم الأطفال يقول: «يحظى الأطفال بميزة عن غيرهم «بيفهموا الحاجة أسرع من الكبار بجانب أن عندهم قدرة إبداعية وهما لسه مولودين وهما صغيرين قدرتهم على الإبداع والتخيل والاستيعاب بتكون عالية أكتر من الكبار»، لديهم طاقة واستعداد فطرى لزيادة مهاراتهم والوصول لمرحلة أعلى، بجانب أن تساؤلات الأطفال كثيرة من أجل التعلم ومحاولة استكشاف العلم من حولهم».
وأوضح أنه لا بد من الرد على اسئلة الأطفال واستفسارتهم حتى لا نقلل من قدرتهم الإبداعية والتفكير والاستكشاف وحتى لا نقيد أو نقلل من تنمية وتطوير موهبتهم، «لو لحقنا الأطفال قبل ما يحصل ده وفتحتنا قدامهم اتجاهات ومجالات وأبعاد تانية وجاوبنا على أسألتهم وجعلناهم يسألوا أسئلة أكثر تزود قدرتهم الفطرية على الإبداع والتفكير والابتكار سنحصل على جيل عبقرى»، ولذلك اتجهنا للتعامل مع الأطفال فى ذلك الوقت والسن.
وعن كيفية اختيار الأطفال ذكر حازم أنه يجرى اختيار الطفل وفق عدة أسس ومعايير أهمها أن يكون لديه القدرة على الإبداع وليس شرطا أن يكون مميزا فى مجال واحد فقط، فنحن نساعدهم فى اختيار المجال الأفضل لهم، «كل واحد بيفضل مجال مختلف عن التانى، فلازم يكون عندهم فرصة يجربوا كذا مجال ونتركهم يتفاعلوا بسهولة مع استخدام الدمج بين العلوم والتكنولوجيا والرياضيات والهندسة والفن، والتوصل إلى حلول باستخدام «حاجتين تلاتة مع بعض مش باستخدام حاجة واحدة بس» على حد قوله.
واختتم كلامه قائلا: «أتمنى أن يتم تعميم تلك التجربة فى جميع المدارس المصرية تقديم تعليم يعتمد على المنهج العملى أكثر من النظرى، لخلق جيل جديد واعد قادر على مواجهة الصعوبات والتحديات والتكامل وحل المشاكل والابتكار».