ما زال العالم يتعافى من أثار جائحة فيروس كورونا كوفيد – 19 التي بدأت في عام 2019 ووصلت ذروتها في عام 2020، ومع حلول عام 2022 يمنى العالم نفسه أن يكون هذا العام هو نهاية الوباء الذي أثر بشكل كبير على جميع مظاهر الحياة وفي تفكير العلماء بشكل عام عن المستقبل، وتسخير جميع الموارد للعودة للحياة الطبيعية، لتلقي "البوابة" الضوء على التقنيات والابتكارات والأحداث المتوقعة عالميا في عام 2022.
دواء كورونا
بعد أن كان عام 2021 هو عام اللقاحات الاستباقية لعلاج فيروس كورونا المستجد، من المتوقع في عام 2022 أن نذهب إلى النقطة التالية، وهي توفير دواء لعلاج المصابين بكورونا بشكل كامل، ومن أكبر الشركات التي يتوقع أن تهمين على سوق أدوية كورونا هي شركة فايزر الأمريكية فبعد أن كان لها السبق في اكتشاف لقاح كورونا من المتوقع أن تهيمن على سوق دواء كورونا في عام 2022.
وقد أظهرت التقارير والدراسات أن فايزر تستعد لجني أرباح تقدر ب 20 مليار دولار خلال عام 2022 بسبب هيمنة مرتقبة على سوق أدوية علاج كورونا، بعد تسارع الدول لشراء دواء "باكسلوفيد" الذي طورته الشركة لعلاج فيروس كورونا والذي يخضغ للتجارب حاليًا فيما ستنتظر الدول الفقيرة حتى عام 2023 لتوفير الدواء.
شركة فايزر ليست الوحيدة فمن الموقع أن تصدر شركة "ميرك آند كو" الأمريكية أيضًا دواء يحمل اسم "مولنوبيرافير" وهو دواء سيستخدم أيضًا في علاج فيروس كورونا، وقالت وكالة بلومبرج إنه من المتوقع أن تحقق الشركة أرباح بقيمة 5ر2 مليار دولار.
ومن المتوقع زيادة استهلاك أدوية كورونا في عام 2022 بعد انتشار متحور أوميكرون الجديد في جميع أنحار العالم، وما زال يبحث العلماء فعالية اللقاحات والأدوية ضد المتحورات الجديدة المحتملة ومتحور أوميكرون على وجه الخصوص.
أدوية أخرى لكورونا بسعر أرخص
بسبب غلاء الأدوية الجديدة، وافقت شركتي فايزر وميرك على السماح للشركات الأخرى بتصنيع أدوية مكافئة لأدويتها بتكلفة أرخص وتمتلك نفس الفعالية وذلك من أجل توفيرها للدول الفقيرة ومنخفضة الدخل، وذلك بعد اتفاق مع الأمم المتحدة لبدء توفير تلك الأدوية في غضون أشهر من توفرها عالميًا.
اتجاهات تكنولوجية منتظرة في 2022
تتطور التكنولوجيا بشكل سريع في الفترة الأخيرة، وعام 2022 لن يكون استثناء، وبسبب جائحة كورونا فسيكون عام 2022 متجه بشكل أكبر للرقمنة والحياة الافتراضية خاصة في الأعمال، وقد ذكرت مجلة فوربس مجموعة من الاتجاهات التكنولوجية المنتظرة هذا العام.
استخدام أوسع للذكاء الاصطناعي
يتوقع أن يكون هناك اتجاه عام لاستخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من الأجهزة الموجودة حاليًا بما فيها الهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون الذكية والعدد الكبير من الأجهزة الذكية الأخرى، حيث يتوقع العلماء أن الـ 10 سنوات المقبلة بشكل عام سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال أوسع وبطرق مبتكرة أكثر، فخوارزميات التعلم الآلي عموما قادرة على مساعدتنا في العديد من الأشياء على سبيل المثال تستخدم السيارات الذكية خوارزميات التعرف على الوجه لاكتشاف ما إذا كنا نولي اهتمامًا للطريق وتنبيهنا إذا تعبنا، وفي مجال الهواتف الذكية يتم استخدامها لتحسين جودة الصور.
ويمكن للذكاء الاصطناعي لمساعدتنا على فعل أي شيء تقريبًا، ففي المجال الطبي هناك اتجاه عام لجعل المراحيض ذكية لتنبيه مستخدميها ما إذا كانوا يعانون من الأمراض أم لا حيث يمكن للذكاء الاصطناعي الآن المساعدة في تشخيص مشكلات الجهاز الهضمي والاكتشاف المبكر للعديد من الأمراض.
تيسير استخدام التكنولوجيا
الاتجاه الآخر القوي، والذي يسعى العلماء لتطبيقه في عام 2022 والأعوام التي تتبعه هو تيسير استخدام التكنولوجيا حيث يسعى العلماء لوضع المهارات والأدوات اللازمة للابتكار في أيدي أكبر نسبة ممكنة من المجتمع بغض النظر عن خبرتهم أو تجربتهم.
يوجد مشكلة عامة الآن تعوق التقدم وتسمى أزمة المهارات، لذلك تسعى الشركات الآن لتيسيرالأمر في مجال الابتكار،فالآن لا يحتاجون جيش من عباقرة الكمبيوتر لبناء أشياء مبتكرة كل ما يحتاجونه هو موظف واحد يمكنه العمل وتسخير حلول الذكاء الاصطناعي في مجالات التسويق والموارد البشرية وإدارة المشاريع وتخطيط وتصميم عمليات الإنتاج، وكل ذلك سيتم عن طريق الواجهات الخالية من التعليمات البرمجية أو الفهم التفصيلي لهياكل هذه البرامج.
ويعمل الآن إيلون ماسك على مشروع من تمويل مايكروسوفت يمكن لهذا المشروع تحويل لغة البشر المنطوقة إلى لغة برمجية يفهمها الكمبيوتر وهو مشروع يسمى "كودكس" وهو ما يدل على مدى ضرورة استخدام هذا الأمر لتيسير الأعمال.
الميتافيرس وعصر الرقمنة وتحويل الواقع إلى بيانات
خلال عامي 2020 و2021، عانى الكثير من الناس من افتراضية مكاتبنا وأماكن العمل بسبب وباء كورونا، حيث تم وضع ترتيبات العمل عن بُعد بسرعة حيث لم يكن العالم مستعد لذلك، ولكن في عام 2022 سيكون لدينا دراية أكثر بالميتافيرس الذي سيستخدم في العمل عن بعد، وتحويل العالم المادي إلى عالم رقمي، حيث قال مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة ميتا أن الشركة ستوفر العديد من الوظائف عن طريق الميتافيرس وهي وظائف اعتدنا القيام بها في العالم الحقيقي بما في ذلك العمل واللعب والتواصل الاجتماعي.
ومع زيادة معدل الرقمنة، ستعمل هذه الميتافرسات على محاكاة العالم الحقيقي بدقة متزايدة، مما يسمح لنا بالحصول على تجارب أكثر شمولًا وإقناعًا وقيمة في نهاية المطاف في العالم الرقمي.
ما سيجعل الأمر أكثر حماسًا هو بعض التسريبات التي قد أفادت أن شركة أبل ستصدر أول نظارة واقع افتراضي ومعزز لها في هذا العام 2022 وهو ما سيجعل المطورين يعملون على الواقع المعزز بشكل أكبر، ومع شركة أبل متوقع أن تصدر شركة إريكسون نظارات VR للموظفين الذين يعملون من المنزل أثناء الوباء وتعمل على تطوير ما تسميه "إنترنت الحواس" وهو إصدار أكثر تقدمًا حتى من الميتافيرس.
ضغط على الشركات لحماية خصوصية المستخدمين
لكي تنجح التكنولوجيا، نحتاج نحن البشر أن نكون قادرين على الوثوق بها، ولقد رأينا بالفعل ردود فعل قوية ضد العديد من الطرق التي تُستخدم بها التكنولوجيا حاليًا والتي يُنظر إليها على أنها تتعدى على خصوصية المستخدمين فهي أشبه بصندوق أسود لا نستطيع رؤية ما بداخله ولا كيفية عمله، وما يزيد من خطر هذه الخصوصية هو الذكاء الاصطناعي وعدم فهمه لقيم البشر، فمؤخرًا وصف برنامج تابع لفيسبوك للذكاء الاصطناعي أصحاب البشرة السمراء بأنهم قرود، ومع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي تدرك الحكومات أن هناك حاجة إلى إطار تنظيمي ووضع قانون الذكاء الاصطناعي وهو مقترح الآن في الاتحاد الأوروبي.
ويحظر القانون المقترح السلطات من استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء أنظمة تسجيل اجتماعية، وكذلك من استخدام أدوات التعرف على الوجه في الأماكن العامة بالإضافة إلى قائمة بالتأثيرات الخطيرة المحتملة مثل "استغلال نقاط الضعف" و"التسبب في ضرر جسدي أو نفسي"، والتي سيتعين على موفري حلول الذكاء الاصطناعي إثبات أن أنظمتهم لن تسببها وهذا الموضوع سيكون من أكثر المواضيع نقاشا في 2022.
حلول الطاقة المستدامة
خلال الوباء، كانت الطاقة المتجددة هي الشكل الوحيد للطاقة الذي شهد زيادة في الاستخدام في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث زاد استخدام الطاقة المتجددة بنسبة 40٪ خلال الأسابيع العشرة الأولى من الإغلاق، وفي جميع أنحاء العالم، انخفض استخدام الطاقة غير المتجددة مع إغلاق الصناعات وبقي الناس في منازلهم، ما أدى إلى انخفاض إجمالي في الانبعاثات بنسبة 8٪. وقد أدى ذلك إلى توقع زيادة الاستثمار في توليد الطاقة من الموارد المتجددة في السنوات المقبلة القادمة بما في ذلك عام 2022.
تقدر الوكالة الدولية للطاقة (IEA) أنه تم توليد واستخدام طاقة متجددة أكثر بنسبة 40٪ خلال عام 2020 مقارنة بالعام السابق، وتتوقع أن يستمر هذا النمو طوال عام 2022.
وعمومًا فإن تكلفة توليد الطاقة المتجددة من مصادر مختلفة انخفضت وستكون هذه مساعدة كبيرة للبلدان والشركات التي تحاول تحقيق أهداف تقليل الانبعاثات والحفاظ على البيئة.
بالإضافة إلى ذلك، أصبحت مصادر الطاقة الناشئة الجديدة مثل الوقود الحيوي، والهيدروجين السائل، وحتى الاندماج النووي أكثر قابلية للتطبيق، حتى لو كان ذلك سيتم الاعتماد عليه أكثر بعد عام 2022 عندما يكون تأثيرها الكامل لبعضها ملموسًا.