شهد الدكتور ياسر مجدي حتاتة، رئيس جامعة الفيوم، ندوة تحت عنوان "مواجهة الفساد مسئولية دينية ووطنية ومجتمعية"التي نظمتها الإدارة العامة لرعاية الشباب، تحت إشراف الدكتور محمد فاروق الخبيري، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وحاضر خلالها الدكتور محمد أبو هاشم، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، ونائب رئيس جامعة الأزهر السابق، وفضيلة الشيخ الدكتور الشحات عزازي، من علماء الأزهر الشريف، وخطيب مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية، بحضور عدد من عمداء الكليات ووكلائها، وأعضاء هيئة التدريس، والعاملين والطلاب، وعدد من أعضاء مجلس النواب، وذلك اليوم الإثنين بقاعة الاحتفالات الكبرى.
وأكد الدكتور ياسر مجدي حتاتة، أن الدولة المصرية تبذل كافة الجهود لمحاربة الفساد، والقضاء على كافة صوره وأشكاله، الأمر الذي يتطلب تضافر جهود المؤسسات والأفراد في جميع القطاعات والهيئات، وكذلك تفعيل دور الأجهزة الرقابية المشهود لها بالجدية والكفاءة.
وأشار إلى أنه تماشيًا مع توجهات الدولة، وحرصًا من جامعة الفيوم على تخريج أجيال واعية، ترتقي بمجتمعها أكاديميًا وبحثيًا ومهنيًا؛ تم تشكيل لجنة لمكافحة الفساد بجامعة الفيوم، برئاسة الدكتور محمد فاروق الخبيري، للقضاء على مظاهر الفساد والحفاظ على مقدرات الدولة.
وأوضح الدكتور محمد فاروق الخبيري، أن لجنة مكافحة الفساد بجامعة الفيوم، تضم أعضاء من هيئة التدريس وإلاداريين، مؤكدًا أن اللجنة تهدف إلى تطبيق السياسة الوقائية لمنع الفساد قبل وقوعه.
وتابع أن اللجنة تحرص على تحقيق مبادئ الشفافية والموضوعية، واستمرار التواصل مع الطلاب، وتطبيق سياسة الباب المفتوح، واستقبال الشكاوى، وتنظيم ورش العمل والدورات التدريبية والملتقيات، لتحقيق الهدف المنشود في محاربة الفساد والقضاء على كافة أشكاله.
وخلال الندوة تناول الدكتور محمد أبو هاشم، تعريف الفساد وصوره وأشكاله، من حيث مخالفة السلوكيات والعادات مع القواعد والتعاليم الدينية، بالإضافة إلى تناول فساد العقيدة والاعتقاد والعمل، وما يسببه من انحرافات فكرية تؤثر على المجتمع وجميع أفراده، مشيرًا إلى أن الدين الإسلامي لم يترك شيئًا إلا وتحدث عنه، لتصحيح العقيدة وتحقيق المساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات.
وناقش صور الإفساد في العقيدة، وخاصة فيما يتعلق بالتطرف الديني، وتحريف تفسير آيات القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، حسب أهواء البعض لتحقيق مصالح شخصية، وكذلك انتشار المحسوبية واستغلال الوظيفة والرشوة.
ووجه بضرورة تسليط الضوء على الشخصيات والنماذج التي تصلح بأن تكون قدوة للغير، فيما يتعلق بالصدق والأمانة والجد والعمل والاجتهاد وضرورة وجود الصدق في التعاملات الحياتية واليومية والمهنية.
وفي كلمته تناول فضيلة الشيخ الدكتور الشحات عزازي، مظاهر الفساد، وكونه خروج عن الطبيعة الإنسانية، وكيف يبدأ الفساد بفكرة تؤدي إلى فساد المجتمع، موضحًا درجات الفساد والإفساد، والصلاح والإصلاح، وكيف يجب أن يجتهد الفرد في إرضاء الله، وكيف أن السلبية هي أول الفساد، وأن السكوت عن الخطأ يعطي شرعية للمخطئ، وكذلك دور الأم والتربية السليمة في وجود أفراد صالحين نافعين للمجتمع.
موجها بضرورة دراسة الكتاب والسنة والتراث والنماذج الطيبة، التي تقود إلى الطريق الصحيح والمنهج الحق في التعاملات والمعاملات.
كما تضمنت الندوة فتح باب الحوار وإستقبال تساؤلات الطلاب، والإجابة عنها.
وفي ختام الندوة قام الدكتور ياسر حتاته، والدكتور محمد فاروق الخبيري، بإهداء درع جامعة الفيوم للضيوف تكريمًا وعرفانًا بجهودهما.