قال مبروك الغمريني، رئيس مدينة أبورديس، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" اليوم الاثنين، إنه جرى الانتهاء من أعمال تطهير وفتح طريق فيران / كاترين بعد رفع جميع الاطماءات بمعرفة المدينة والطرق، والطريق يعمل بصورة طبيعية وهناك سيولة في الحركة المرورية.
كانت قرية وادي فيران التابعة لمدينة أبورديس، قد تعرضت السبت الماضي، لسقوط أمطار نتج عنها سيل ضعيف، سار في مجراه الطبيعي، ولم يحدث أية خسائر بشرية أو مادية.
يقع وادى فيران يقع على بعد 60 كيلو شمال غرب دير سانت كاترين طوله 5 كيلو وعرضه ما بين 250 إلى 375مترا وكان يتميز بغزارة المياه من الآبار والعيون التي تغذى حدائق الوادى وقد نضبت بعض آبار الوادى مما أدى لقلة المياه وقد أخذ الوادى شهرته من وجوده في سفح جبل سربال العظيم الذي يبلغ ارتفاعه 2070 مترا فوق مستوى سطح البحر واسم سربال ارتبط بشجر النخيل عند سفح الجبل وكان الجبل محل تقديس قبل رحلة خروج بنى إسرائيل إلى سيناء.
ويحتضن وادي " فيران " مدينة مسيحية متكاملة مكتشفة بسيناء تحوي آثارا عمرها أكثر من 1500عام من القرن الرابع إلى السادس الميلادى شهدت قدوم المسيحيين إليها من أوروبا آمنين مطمئنين على أرض الفيروز في رحلتهم إلى القدس عبر سيناء ومنهم الراهب كوزماس عام 535م والراهب أنطونيوس عام 565م وكان الوادى ملجأً للمتوحدين الأوائل بسيناء الذين لجئوا إليه هربًا من اضطهاد الرومان في القرن الرابع الميلادى وبنوا قلايا (مكان تعبد الراهب) من أحجار الوادي ما زالت باقية حتى الآن كما يضم الوادى الجبل التاريخى الشهير وهو جبل البنات الذي يحتضن دير البنات الذي يعود للقرن الخامس الميلادى.
وأكد الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحري، أن وادى فيران كنز أثرى وسياحى وبيئي، وهو الوادى الذي حظى بزيارات الرحالة الأوروبيون منذ القرن السادس الميلادى.
وقال: "سجلت مواطن الجمال في هذا الوادى لوحات الفنانة التشكيلية اليونانية إيلينى بأولو التي جمعت في لوحاتها الخالدة بين الأثر والشجر والبشر والطبيعة الخلاّبة".
وأشار إلى أن المنطقة الأثرية بوادى فيران تضم مدينة بيزنطية متكاملة بتل محرض الأثرى وتبلغ مساحته 400م طول 200م عرض له سور من القرن السادس الميلادى أساساته من الحجر والجزء العلوى من الطوب اللبن وتضم المدينة منازل واضحة التخطيط ومقابر على أطراف المدينة وأربعة كنائس منهم الكنيسة الأسقفية الخاصة بالكرسى البابوى وكنيسة المدينة وقد خصص جزء منها كمستشفى وتعد مطرانية فيران هي أقدم مطرانية بسيناء منذ عام 451م وكان بها مقعد الباباوية.
وأكد ريحان أن مطرانية فيران انتقلت إلى طور سيناء (منطقة سانت كاترين الحالية ) بعد بناء دير طور سيناء الذي أطلق عليه دير سانت كاترين في القرن التاسع الميلادى للقصة الشهيرة لسانت كاترين والعثور على رفاتها فوق قمة الجبل الذي عرف باسمها بعد ذلك وقد انتقل مركز مطرانية سيناء من وادى فيران إلى دير طور سيناء بعد بنائه بتسعون عاما وأصبح دير سانت كاترين مركزًا لأبرشية سيناء وأصبح المطران يلقب " مطران دير طور سيناء وفيران وراية " وراية مقصود بها مدينة طور سيناء الحالية.
وأضاف أن وادى فيران يحوى جبل الطاحونة المواجه لتل محرض الأثرى ويتميز بجمال غير عادى ويرتفع 886م فوق مستوى سطح البحر ويضم قلايا مسيحية من القرن الرابع الميلادى وكنائس من القرن الخامس والسادس الميلادى بنيت بالأحجار الرملية الحمراء المأخوذة من نفس الجبل دليل على التفاعل بين الإنسان والبيئة واستخدموا مونة من الحيب الناتج عن كثرة السيول بالمنطقة التي تجلب هذه المونة إلى سفح الجبل كما تكشف قمة جبل الطاحونة جمال الوادى وتدرج جباله وجمال المنطقة كلها.
وأشار إلى الدور الحضارى لهذا الوادى مازال مستمرًا حتى الآن فلقد حصل دير سانت كاترين على حديقة كبيرة عام 1898م يسقيها خزان كبير بجوار تل محرض الأثرى وقام راهبان من دير سانت كاترين ببناء كنيسة بهذه الحديقة عام 1970م تسمى كنيسة سيدنا موسى وتم بناء دير حول هذه الكنيسة عام 1979م يتميز بأشجار السرو الباسقة رمزًا للخلود وخصص للراهبات التابعين لدير سانت كاترين ويسمى دير البنات الحديث.
وطالب "ريحان"، بالاستفادة من وادى فيران الكنز الأثرى والطبيعى بتحويله لمتحف حضارى طبيعى مكشوف يضم الكنوز الأثرية التي تؤكد التعايش الحضارى والتسامح على أرض مصر لتنشيط السياحة الثقافية والدينية بالوادى واستغلال مجارى السيول بالوادى بعمل سدود وخزانات لتوفير المياه وإعادة اللون الأخضر لأشجار الوادى التاريخية واستغلال الطبيعة المتفردة من جبال لها سحر خاص يجمع بين البشر والحجر والشجر في مكان واحد وذلك لتنشيط السياحة البيئية بالوادي.