ذكرت صحيفة (الخليج) الإماراتية، أن مفهوم التعايش مع فيروس كورونا «كوفيد-19» اكتسب اهتمامًا متعاظمًا خلال الفترات الماضية، سواء كان ذلك على مستوى الحكومات أو المنظمات الدولية أو الشعوب والأفراد.. مؤكدة أن ثقافة التعايش مع الفيروس تمثل البديل الذكي لطريقة التعامل السابقة مع الوباء إبان ظهوره الأول أو خلال ظهور متحوراته المتعددة وانتقالاتها من مكان إلى مكان.
وأضافت (الخليج) - في افتتاحيتها، اليوم الاثنين، بعنوان (ثقافة التعايش مع كوفيد ـ 19) - أنه على الرغم من أن التدابير التي اتخذتها الحكومات للسيطرة على الوباء كانت ضرورية في حينها، إلا أنها سببت ارتباكات كبيرة على مستويات متعددة وخسائر اقتصادية باهظة.. مشيرة إلى أنه مع ظهور اللقاحات والأدوية المضادة، بدأت ثقافة التعايش تشق طريقها وسط الحكومات والمجتمعات وتدعم خيار الانتقال من حالة الفزع والصدمة والتشدد الإجرائي، نحو مرحلة الثقة والمرونة والتعايش الذكي واستعادة نمط الحياة الطبيعية.
وأشارت الصحيفة إلى تجربة كوريا الجنوبية حيث شكلت في الأسبوع الماضي لجنة لوضع استراتيجيات تعايش طويلة المدى، ومعاودة فتح الاقتصاد، بهدف التخلي التدريجي عن القيود الصارمة مع الزيادة في أعداد الذين تلقوا جرعات تطعيم كاملة، وبالتالي ارتفاع مستويات المناعة في المجتمع، موضحة أن كوريا الجنوبية ليست هي الدولة الوحيدة التي ابتكرت العمل بسياسة التعايش، فقد اتخذت بريطانيا خطوات هامة على ذات الطريق.
ورأت "الخليج" أن تأثيرات ظهور الفيروس لم تكن كارثية بالمجمل،حيث أشار خبراء إلى جوانب إيجابية تمثلت خصوصًا في كونه كشف هشاشة البنية التحتية لهياكل الصحة في العديد من الدول وحفّز على إعادة بناء وتأهيل مراكز الرعاية وخدمات الصحة ومراجعة الخطط والاستراتيجيات لمواجهة أي أخطار صحية في المستقبل، وساهمت المبالغ المالية المرصودة لهذا الغرض والتي دخلت في الدورة الاقتصادية بالفعل، في إنعاش الاقتصادات المحلية ودعمت استقرار الاقتصاد العالمي.