المخدرات هي السم الذي دمر حياة كثير من الشباب الذين ذهبوا إلى طريقها وجعلت الكثير منهم يرتكب جرائم في حقهم وحق غيرهم، وهو ما حدث في واقعة الطالبية بعدما أقدم رجل مسن على قتل نجله أثناء محاولة إبعاده عن طريق تعاطى المواد المخدرة.
كان بلاغ ورد لضباط مباحث قسم شرطة الطالبية من مستشفى الهرم بوصول جثة شاب مصاب بطعنة نافذة، ادعى أهله انتحاره، وتم تشكيل قوة من مباحث القسم، وبالفحص تبين إصابة الشاب بطعنة نافذة أسفرت عن مصرعه.
وبإجراء التحريات تبين أن والده وراء قتله وأنه لم يقدم على الانتحار، وأن المتهم نشبت بينه وبين نجله المجنى عليه مشاجرة بسبب إدمانه للمخدرات على إثرها تطورت المشاجرة بينهما واستل الأب سكينا لتهديده وأسفر عن إصابة نجله بطعنة نافذة عن طريق الخطأ، وحاول نقله للمستشفى لمحاولة إنقاذه إلا أنه توفي في الحال.
تمكنت القوات من ضبط الأب المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وأقر أنه لم يقصد قتل نجله، وأنه كان يريد أن يصلح من حاله بعدما اتجه لطريق تعاطي المواد المخدرة وأدمن الهيروين، وبسبب المخدرات دمر حياتهم ويريد أخذ منهم المال عنوة عنهم ليتعاطي بها المخدرات.
وأضاف المتهم أن نجله كان يتشاجر معهم ويكسر أشياء في المنزل ويتعدى عليهم بالضرب إذا لم يأخذ المال منهم لتعاطي المخدرات وحاولوا معهم عدة مرات لإبعاده عن المخدرات ولكن فشلوا، وفي يوم الواقعة نشبت بينه وبين نجله المجنى عليه مشاجرة ورفض إعطائه المال ولكن تطورت المشاجرة بينهما وأثناء دفاع المتهم عن نفسه طعن المجنى عليه وسقط غارقا في دمائه، وحاول إسعافه ولكن سقط جثة هامدة.
وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة التحقيقات، وأمرت بحبس المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيقات.
وفي سياق متصل، قال المستشار القانوني عمر الحفناوي: إن المادة ٢٣٨ من قانون العقوبات على من تسبب خطأ في موت شخص بأن كان ذلك ناشئًا عن إهماله أو رعونته أو عدم احترازه أو عدم مراعاته للقوانين، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تتجاوز مائتى جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وأما إذا وقعت الجريمة نتيجة إخلال الجاني إخلالًا جسيمًا بما تفرضه عليه أصول وظيفته أو مهنته أو حرفته أو كان متعاطيًا مسكرًا أو مخدرًا عند ارتكابه الخطأ الذى نجم عنه الحادث، أو امتنع وقت الحادث عن مساعدة من وقعت عليه الجريمة تكون العقوبة هي الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ٥ سنوات وغرامة لا تقل عن مائة ولا تجاوز ٥٠٠ جنيه.