عندما نكتب عن "أصحاب الهمم" لا نكتب بدافع الشفقة والعطف، وإنما بدافع احترامهم وإجلالهم وتقديرعطائهم، والأهم بأداء جانب من حقوقهم علينا كمواطنين حتى وإن اختلفوا فى بعض القدرات والمهارات لكنه مثلهم مثل الجميع متساوون فى الحقوق والواجبات، خصوصا ونحن مقدمون فى الجمهورية الجديدة علي نهضة تنموية مستدامة وبناء دولة مدنية معاصرة، الكل فيها سواء، إرساء لمبدأ العدالة وحق المواطنة فليس هناك مواطن من الدرجة الأولى وآخر من الدرجة الثانية.
انظروا لقوله تعالي "ولقد كرمنا بنى آدم"، فالتكريم الإلهى لم يختص فئة دون أخرى، بل جاء للإنسانية جميعا، فى كل حالاتهم، وأحوالهم، وأجناسهم وألوانهم وأعراقهم، وإن كان ثمة تفاضل بينهم فى الرزق أو الجسم، أو العلم، أو الصحة.. فهو تفاضل ظاهرى، فالعادل الأعظم منح الجميع أرزاقهم ومزاياهم ومواهبهم مكتملة ليس بالتساوى،إنما بالعدل ليتسنى لها أن تكون متكاملة، وفى القلب منهم ذوو الهمم، أولئك النفر أصحاب القدرات الفريدة،والهمم العالية الذين لا يتواكلون ولا يتكاسلون، وإنما يجالدون ويثابرون لتحقيق أحلامهم التي يصبون إلى تحقيقها لأنفسهم ومجتمعهم،ليشاركوا بجدية وفاعلية فى بناء الجمهورية الجديدة التى تحتاج إلى كل عقل، وكل ساعد،وكل قلب منتم ومتحمس لهذا الوطن،ليصلوا والوطن معهم إلى القمة مدعومين بقيادة حكيمة تقف خلفهم وتدفعهم دفعا إلى الأمام، هنا على المجتمع وأجهزة الدولة المعنية أن تتسق مع دعم رئيس الدولة بنفسه لذوى الهمم، وتوفر لهم البيئة المناسبة،وتكمل القدرات،وتقدم الإمكانات ليصبح فاقد البصر فى كفاءة المبصر، ومن لا يستطيع السير، قادرا على الحركة،وضعيف السمع والكلام يمكنه الإنصات والتحدث،وهو ما يعرف بالتمكين لأصحاب الهمم، ومع هذا"التمكين" عندهاتصبح الفرص متساوية فى العطاء والبناء والتقدم والتفوق، ويبقى الاجتهاد والإرادة الخاصة والإيمان بالهدف هو الفيصل فى الرقى والارتقاء.
فى هذا السياق لا بد أن نشير إلى بعض السلوكيات الاجتماعية الغافلة أو غير المدركة أو التى يحركها الجهل التى تعتبر أصحاب الهمم عارا يجب إخفاؤه، أو يقومون بحبسهم في أماكن مغلقة للتحرج من أن يرأهم الناس، من يفعل ذلك فليراجع نفسه، فإن ذلك نقص في الدين وخلل في النفوس، هل ننظر لهم نظرة دونية، وهم مثلنا وبضع مننا ؟؟ وأحاديث النبي كثيرة في ضرورة الاهتمام بذوي الهمم منها مامعناه:"مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمي"، وإذا احتكمنا إلي الواجب الأخلاقي الذي حدثنا عنه الفلاسفة وخصوصًا كانط، فإننا سنجد أن ثمة ضرورة ملحة للاهتمام بهؤلاء لا بدافع شفقة ولا إحسان وإنما من قبيل الحتمية العقلية التى تحتم علينا فعل ذلك، احترما للإنسان، فعامل الإنسانية ممثلة في شخصك بما تحب أن يعاملك به الآخرون.
على صعيد الاهتمام الرسمى، فالحق الذي لايقبل شكا ولا مراء، أن الدولة بكل مؤسساتها لا تألوا جهدا للنهوض بهؤلاء بدءا بالرئيس إلي كل مؤسسات الدولة لا يدخرون جهدا في النهوض بهم وتوفير سبل الراحة التي تهيئ لهم حياة كريمة متعايشين مع جميع أفراد المجتمع لا فوارق بينهم، ومن مظاهر إهتمام الدولة بهؤلاء الأكارم توفير وسائل التعليم المناسب لهم وهو ما اتجهت له الحكومة مؤخرا بما عرف بنظام تعليم الدمج ووضع امتحانات تتناسب معهم وتخريجهم فى كليات بشهادات معتمدة تؤهلهم لسوق العمل الذي يتناسب مع طبيعتهم، كذلك توفير درجات مالية يعينون عليها بما يسمي بنسبة الخمسة بالمائة.
أيضا إدماجهم في كل النوادي، ومراكز الشباب واستخراج كارنيهات عضوية لهم بالمجان، وكذلك في المواصلات وخصوصا في محطات المترو توفير أسانسيرات لهم وركوب وسائل الانتقال العامة إما بالمجان أو بمقابل رمزى، كذلك من مظاهر الإهتمام مشاركتهم في كل المجالات الثقافية والعلمية والمنتديات الفكرية، ولم لا وهم المبدعون المتألقون، ألم يتفوقوا في كل المجالات، ألم يحصدوا المراكز الأولي فى مسابقات القرآن الكريم بمصر والخارج،وفي المسابقات الرياضية والبطولات العالمية في البارالمبياد، حيث رفعوا علم مصر خفاقا، بعدما حصدوا المراكز الأولى سواء فى الألعاب الجماعية، أم الفردية مثل رفع الأثقال، والسباحة، وتنس الطاولة.
ليس هذا وحسب، بل وإقامة الاحتفالات لهم في كل المناسبات الوطنية والقومية يكون لهم نصيب الأسد من التكريم، وتقديم رئيس الدولة لهم المكافآت أليس ذلك تكريم لهم، ومن مظاهر الاهتمام أيضا، توفيرمعاشات من الشئون الإجتماعية والتأمينات تعينهم علي الحياة، واكرر هذا حقهم علينا جميعا، لماذا لأننا نتعامل مع الإنسان بما هو إنسان.
والقادم أفضل لهؤلاء الأخيار في ظل قيادة حكيمة رشيدة تعي جيدا قيمة هؤلاء الذين هم بمثابة مكون أصيل من نسيج مجتمعنا المصري الحبيب.
نحن نبني دولة معاصرة تنطلق نحو العالمية، والعالم كله يهتم بذوي الهمم، فمن باب أولي، ونحن أهل الحضارة وأهل التمدن، أن نوليهم كل اهتمامنا، فهم أهل لكل إهتمام وهذا واجبنا تجاههم لأنهم مكون أصيل من مجتمع يسعي نحو الأفضل، والمواكبة والمعاصرة والحداثة.
آراء حرة
أصحاب الهمم.. والجمهورية الجديدة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق