رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم /السبت/ أن خطاب المستشار الألماني أولاف شولتز إلى شعبه بمناسبة العام الجديد يمثل في حد ذاته نقطة تحول تبدأ من خلالها ألمانيا حقبة سياسية جديدة.
وأوضحت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي - أن شولتز استغل رسالته الأولى إلى شعبه بمناسبة العام الجديد لحث الملايين من غير الملقحين على تحصين أنفسهم ضد وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، بجانب تدشين حملة طموحة لتوزيع 30 مليون جرعة معززة من جرعات كوفيد بحلول نهاية يناير الجاري، حيث تستعد ألمانيا لزيادة مفاجئة في حالات الإصابة بمتحور أوميكرون شديد العدوى.
وحث شولتز - في خطابه الذي نشرته وسائل الإعلام الرسمية في برلين - الألمان على الحصول على جرعاتهم المعززة "في أقرب وقت ممكن"، مشيرا إلى أن "السرعة هي ما يهم الآن.علينا أن نتحرك أسرع من الفيروس".
وقال شولتز إن "ألمانيا وزعت بالفعل أكثر من 30 مليون جرعة منذ منتصف نوفمبر، ربما أكثر من أي بلد آخر في الاتحاد الأوروبي، وتستهدف تقديم نفس العدد مرة أخرى بحلول نهاية يناير"، داعيا الملايين من الألمان غير المطعمين إلى الحصول على اللقاح، لافتا إلى أنه جرى تحصين 71 في المائة فقط من الألمان بشكل كامل، وهي نسبة أقل بكثير مما هي عليه في بعض البلدان الأوروبية الأخرى مثل إسبانيا والبرتغال.
وبينما أقر شولتز بأن بعض الناس كانوا قلقين من احتمال تعرضهم لـ "آثار سلبية" من التطعيم، أبرز في الوقت نفسه أن ما يقرب من 4 مليارات شخص حول العالم قد تم تلقيحهم - "دون آثار جانبية كبيرة". وأضاف: أن عددا لا يحصى من الأشخاص الذين تم تطعيمهم أصبحوا آباء لأطفال أصحاء.
وأشار - في خطابه أيضا - إلى التغيير الذي شهدته ألمانيا في العام المنصرم، وقال: "اليوم نودع عامًا أتى معه مجموعة من التغييرات. وأحد هذه التغييرات الصغيرة هو أنني اليوم أتحدث إليكم في ليلة رأس السنة الجديدة بصفتي مستشاركم الفيدرالي الجديد".
وبينت "فاينانشيال تايمز" أن شولتز وصل إلى السلطة بخطة جريئة لتخضير الاقتصاد الألماني وتحسين العدالة الاجتماعية، غير أن الوباء طغى على الأسابيع القليلة الأولى له في منصبه. وفي هذه الأثناء، استمرت المظاهرات العنيفة في كثير من الأحيان من قبل مناهضي التطعيم ومعارضي قيود فيروس كورونا في هز المدن الألمانية العريقة.
وعلى الرغم من عدم وجود نفس الزيادة الهائلة في عدوى أوميكرون التي شوهدت في دول مثل المملكة المتحدة وفرنسا، إلا أن أعداد ألمانيا تتزايد. فيما أظهرت بيانات رسمية تسجيل 41240 إصابة جديدة بفيروس كورونا يوم أمس الجمعة مقارنة مع 35431 قبل أسبوع. وقال خبراء في الصحة العامة في تصريحات خاصة للصحيفة البريطانية إن الانخفاض الحاد في الاختبارات خلال احتفالات عيد الميلاد يعني أن الأرقام الحقيقية قد تكون أسوأ بكثير.
وفاز الاشتراكيون الديمقراطيون بزعامة شولتز في الانتخابات بفارق ضئيل عن أقرب منافسيهم، بعدما شكلوا ائتلافًا ثلاثيًا غير مسبوق مع حزب الخضر والليبراليين، وأرسلوا حزب المستشارة السابقة أنجيلا ميركل من يمين الوسط إلى مقاعد المعارضة للمرة الثالثة فقط في تاريخه.