شهدت الأيام الماضية افتتاح رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، مدينة أسوان الجديدة التي تعد مستقبل أسوان وتنميتها العمرانية بطفرة غير مسبوقة بمدن الجيل الرابع التابعة لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بوزارة الإسكان، لما تشهده من مشروعات جيدة وهامة خاصة الشريط النهري السياحي الذي يبلغ مساحته 1050 فدانًا، وينقسم إلى 181 فدان بالمرحلة الأولى، وتتكون من منطقتين للفيلات بهما 150 فيلا، كما يتضمن الممشى السياحي بطول 1500 متر، الذي يضم مسار للدراجات ومحال تجارية والممشى النيلي على الكورنيش بإطلالة بانورامية.
وتأتي مدينة أسوان الجديدة ضمن مجموعة من المدن الجديدة التي تنفذها الحكومة في مختلف محافظات مصر ضمن أهداف التنمية المستدامة، وتطوير المناطق العشوائية للقضاء على العشوائيات.
ويعد تطوير المساكن الخطرة التي لا تصلح للعيش والمناطق غير الآمنة، بإنشاء مدن سكنية جديدة أهم التحديات التي تواجهها الجمهورية الجديدة في مجال الإسكان والعقارات لرفع مستوى معيشة قاطني العشوائيات بحلول 2030 من خلال التطوير، اجتماعيًا وبيئيًا واقتصاديًا، ومن ثم طورت الحكومة حوالي 80% من المناطق الخطرة ليس في القاهرة فقط ولكن بجميع محافظات مصر.
وطبقا لتقرير صندوق تطوير العشوائيات، في يونيو الماضي، فإنه تم تطوير 188 منطقة عشوائية. بالإضافة إلى مشروعات حياة كريمة للمواطنين، حيث تم تنفيذ 165 ألف وحدة بتكلفة قدرها 41 مليار جنيه، كما تم تنفيذ 414 ألف وحدة سكنية بتكلفة 51 مليار جنيه بمشروعات الإسكان الاجتماعي يعادل 38% بالمحافظات وجاري تنفيذ 194 ألف وحدة بتكلفة قدرها 37 مليار جنيه.
ولا تنتهى جهود الدولة في ملف التنمية العمرانية من حيث التوسع وإنشاء المدن والوحدات السكنية الجديدة في الظهير الصحراوي بمختلف محافظات مصر وذلك لضمان حياة كريمة كما ذكر من قبل، حيث تم ويجري تنفيذ مشروعات بـ 21 مدينة قائمة بتكلفة 160 مليار جنيه، بالإضافة إلى تنفيذ 23 مدينة جديدة بمختلف محافظات الجمهورية، وكذلك وحدات الإسكان الاجتماعي، وصلت لتنفيذ 524 ألف وجاري تنفيذ 147.5 ألف وحدة، وتنفيذ مشروع سكن لكل المصريين وبرنامج الإسكان الاجتماعى، ويضم 1.8 مليون وحدة.
وفي هذا السياق قال الدكتور الحسين حسان، خبير التطوير الحضارى، إن حكومة الدكتور مصطفى مدبولى منذ توليها حرصت على إعادة رسم وصياغة الخارطة العمرانية القومية بما يتناسب مع مساحة مصر وحضارتها وخصوصية موقعها.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": هيئة المجتمعات العمرانية منذ إنشاؤها عام 1979 وكان الهدف منها الخروج من الوادي الضيق وأن يكون لدينا مدن في الظهير الصحراوي، ومنذ عام 2015 أحدثت المجتمعات العمرانية طفرة في البناء وغيرت الخريطة السكانية لمصر.
ولفت إلى أن موازنة هيئة المجتمعات عام 2014 لم تتجاوز 20 مليار جنيه لكنها أصبحت في عام 2021 144 مليار جنيه فعملت على خطة تستهدف مضاعفة مساحة العمران من 7 % إلى 14 % من أجل توفير الفرص التنموية المختلفة وإيجاد أوعية جديدة للعمران تستوعب الزيادة السكانية مصر والتى تبلغ 2 مليون و500 ألف شخص سنويا وكل الأنشطة التى يحتاج إليها السكان فقامت بانشاء 30 مدينة جديدة من مدن الجيل الرابع منهم.
وأكمل حسان أن إنشاء المدن الجديدة هو أحد الطرق المهمة التى تعمل عليها الحكومات من أجل مواجهة الزيادة السكانية المطردة، وأيضا لمواجهة ارتفاع كثافات المناطق السكنية خاصة بالمدن الكبرى، وعملت على انشاء14 مدينة جديدة بصعيد مصر لعدة أسباب الأول يتمثل فى الارتقاء بجودة الحياة بمحافظات الصعيد ووقف التعديات على الاراضي الزراعية.
ومن جانبه قال الدكتور حمدي عرفة، خبير المحليات: بالنسبة لإنشاء المدن الجديدة، كان لدنيا ٢٤ مدينة جديدة ايام الرئيس الأسبق محمد أنور السادات وتحت يد المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق، وحاليا وصل عدد المدن الجديدة ٥٢ منهم ٨ مدن مازالوا تحت الإنشاء.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": يعود إنشاء المدن الجديدة إلى مجهودات القيادة السياسية والمهندس مصطفى مدبولي أثناء توليه حقبة وزارة الإسكان ٢٠١٤ - ٢٠١٥ حتى بعد توليه منصب رئاسة الوزراء هناك مجهود في إنشاء المدن الجديدة فضلا عن العاصمة الإدارية.
وأوضح أن إنشاء المدن يتطلب تعديل القانون رقم ٤٣ لعام ١٩٧٩ قانون الإدارة المحلية وقانون هيئة المجتمعات العمرانية وهو أهم تحدي أمام المدن الجديدة.
وأردف: أبرز المشروعات في المدن الجديدة هي الصرف الصحي حيث خصصت الدولة لها ٢٨٠ مليار جنيه، بجانب مشروع الأبنية التعليمية إنشاء مدارس جديدة وترميم المباني القديمة، بالإضافة إلى مشروعات إنشاء الطرق والرصف في القرى والإنارة وتقوية الشبكات، فضلا عن المشروعات الاجتماعية وتخصيص معاشات إضافية مثل حيلة كريمة وعمل اسقف للمنازل على مستوى المدن، أما على المدن الجديدة المشروعات تقام بتخطيط عمراني جيد، وإنشاء مجمع الخدمات الحكومية في مكان واحد.