توفي منذ قليل الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق وأستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة خلال الأيام القليلة الماضية، تسببت فى إخضاعه بوحدة العناية المركزة بأحد المستشفيات.
الدكتور جابر عصفور، أحد أعلام الثقافة والفكر، الذى حصل على درجتي الليسانس، والماجستير من قسم اللغة العربية بكلية آداب جامعة القاهرة عام 1969، ودرجة الدكتوراه منها أيضا فى العام 1973.
ألف عصفور العديد من الكتب فى الفلسفة والأدب إلى جانب ترجمته لعدد من الأعمال فى النقد والأدب وغيرها
تولى عصفور العديد من المناصب المهمة فى وزارة الثقافة على رأسها أنه تقلّد منصب وزير الثقافة مرتين إحداها فى يناير لعام 2011 لكنه استقال بعد فترة وجيزة جدا لأسباب صحية ورجع مرة أخرى عام 2014 واستمر فيها حتى عام 2015، كما عمل رئيسا للمركز القومى للترجمة، وعضوا بلجنة الآداب والدراسات بمكتبة الإسكندرية، وأمينا عام للمجلس الأعلى للثقافة
وقد أصدرت الهيئة العامة للكتاب له مؤخرا كتابا يحمل عنوان «دفاعا عن العقلانية» والذى ذكر فى مقدمته لهذا الكتاب: «إن العقلانية تعنى الاحتكام إلى العقل والاحتكام إلى العقل يعنى المساواة بين العقول وقبول اختلافها بوصفه أمرا طبيعيا، ومن المؤكد أولا أن العقل بقدر ما هو دليل على حرية إرادتنا وعلى قدرتنا على الاختيار الخلاق فى فعل الوجود الفردى والإنسانى فإنه دليل على حتمية حضور العدل فى هذا الوجود، ومن المؤكد ثانيا أن العقل بقدر ما هو دليل على إنسانيتنا فإنه قرين العدل فى الكون، ولذلك فإن العقلانية صفة من صفات الدولة المدنية الحديثة.»
اعتمد الدكتور جابر عصفور في هذا الكتاب إلى الربط ما بين التنوير والحداثة والعقلانية والعلم فى تأسيس حركة فكرية حرة صاعدة، يتناول من خلاله الحديث حول تراثنا العقلانى والعقلانية والثورة والدستور وثورة العقل الجامعى والعقل بين الحرية والقيد، وجامعة القاهرة الرمز والقيمة، بالإضافة لفترة السبعينيات وما بعدها من خلال ثلاثة فصول تتحدث عن تحولات السبعينيات وعن نصر أبوزيد، والرشدية المحدثة.
وصف عصفور النص النقدى أنه يعد وثيقة إبداعية لمكان وزمان معينين يرتبطان بالذات وبالملابسات التاريخية والاجتماعية والإنسانية بصفة عامة ويكثف العلاقات الناتجة عن وجود المبدع وأثر هذه العلاقات على مستويات النص اللغوية والفكرية ومن ثم الاستجابات التى يمكن أن تحدث من وجود هذه النصوص لدى المبدع فى حالة النظر إلى النص بعد الانتهاء من كتابته وإلى المتلقى واستجاباته وحدودها.
نال عصفور العديد من الجوائز والكريمات منها: جائزة أفضل كتاب للدراسة النقدية، وجائزة أفضل كتاب فى الدراسات الأدبية من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وجائزة أفضل كتاب فى الدراسات الإنسانية بمعرض الكتاب الدولى عام 1995، والوسام الثقافى التونسى من رئيس جمهورية تونس فى العام 1995، وجائزة سلطان بن على العويس فى حقل الدراسات الأدبية والنقد، جائزة النيل 2019،وغيرها