الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ميلاد جيش التحدي والصمود بالسويس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعتبر الأول من يناير عيد ميلاد جيش التحدي والصمود بالسويس حيث مر 54 عامًا على القرار، الذي أصدره الرئيس جمال عبد الناصر برقم 1028 بتاريخ 31 ديسمبر 1967 بانشاء الجيش الثالث الميداني، بعد أقل من 6 أشهر على هزيمة يونيو 67، وجاء القرار فى إطار إعادة البناء والتطوير للقوات المسلحة المصرية استعدادًا لمعركة الثأر من العدو الإسرائيلي وتمهيدًا لعودة سيناء إلى أرض الوطن والانتصار على العدو الإسرائيلي.

وقد بدأ العمل الفعلي للجيش الثالث مع الأول من يناير 1968 بالأمر الصادر من هيئة التنظيم والإدارة العسكرية.

ومن هنا يؤرخ للجيش الثالث الميداني بأعماله العسكرية المجيدة أثناء معارك الاستنزاف طوال الفترة من 1968 وحتى عام 1973 معركة النصر فى أكتوبر المجيد، حيث كان الجيش الثالث قلب قواتنا المسلحة النابض من خلال معاركه العسكرية.

ويكفي ما كتبه الفريق عبد الغني الجمسي فى مذكراته عن مقاومة السويس، وكذلك الفريق يوسف عفيفي من خلال كتابه ومذكراته فوهة الأسد، عن هذا الجيش البطل الذي أطلق عليه جيش التحدي والصمود، ولعل الأجمل تلك الصورة الناصعة للجيش الثالث الميداني عن معركة لسان بورتوفيق واقتحام أول نقطة حصينة للعدو فى الأيام الأولى لحرب أكتوبر، تلك الصورة التى تصدرت صحف العالم ووكلات الأنباء الأجنبية والعربية تبشر بالانتصار بسقوط أول نقطة حصينة بخط بارليف أمام لسان بورتوفيق مع الساعات الأولى للحرب، حيث قتل أكثر من 23 جنديا إسرائيليًا غير المصابين والذين قاموا بالاستسلام مع إنزال العلم الإسرائيلي ذليلًا بحضور ممثلي منظمة الصليب الأحمر، حيث وقف قائد الموقع الإسرائيلي ذليلًا وهو يحيي الرائد زغلول فتحي أثناء ارتفاع العلم المصري فوق النقطة الحصينة بلسان بورتوفيق وبحضور وكالات الأنباء ومحافظ السويس آنذاك اللواء محمد بدوي الخولي وهي الصورة التى أكدت بشاير النصر على العدو الإسرائيلي.

ويكفي ما كان تطلقه المدافع الإسرائيلية من موقع عيون موسى المحتل من قبل القوات الإسرائيلية آنذاك بطلقات المدافع الإسرائيلية المعروفة باسم الهاوزر، بداناته الثقيلة التى كانت تدمر منطقة بورتوفيق وتقذف السويس بشراسة وكان يطلق أبناء السويس على هذا المدفع أبو جاموس، والذي تم تدميره وإسكاته بفضل أبطال الجيش الثالث.

يضاف إلى ذلك معركة التبة المسحورة.. وبسالة الجنود فى معركة الجزيرة الخضراء ومعركة عيون موسى خلال حرب الاستنزاف، وأمام معارك مواجهة الإرهاب والتطرف، حيث قام الجيش الثالث وقدم بلاء حسنا فى معركة جبل المر والحلال وجبل الخرم من تطهير سيناء من خلال العملية الشاملة ضد الإرهاب والتطرف.

إن تقديري وحبي لأبطال الجيش الثالث الميداني ليس مرجعه عاطفيا ولكني مواطن من أبناء السويس فقط ولكن لما حققه عن جداره مع المقاومة الشعبية من محاولة احتلال السويس وإفشال مخطط الإسرائيليين فى 24 أكتوبر، ولولا هذه المقاومة لأحتلت السويس مثل الجولان، وتلاشت أفراح نصر أكتوبر 1973 وهو ما كانت تريده إسرائيل.

وبعد الحرب، تعين ثلاثة محافظين لمحافظة السويس، كانوا رؤساء للجيش الثالث الميداني، وهم من "اللواء محمد فايق البوريني – اللواء أحمد تحسين شنن – واللواء سيف جلال".

ونحن نحتفل بيوم ميلاد الجيش الثالث وبعد 54 عامًا فإنه يحق لنا ونحن نفتخر بالقوات المسلحة المصرية بهذا النصر العظيم ويحق أن نثمن ما يقوم به الجيش الثالث الميداني من مشروعات تنموية وخدمية على أرض المحافظة من إنشاء مخابز ومنافذ كذلك تطوير الشوارع والميادين وانشاء سلاسل أسواق بدر لتوزيع المنتجات الغذائية والأجهزة الكهربائية كذلك مساندة خطط الكوارث والأزمات ومجمعات التعليم للحاسبات والكمبيوتر والترجمه وأعمال الطباعة، فضلا عن الأماكن الترفيهية من أندية وكافتريات وحدائق خدمة لأبناء السويس.

يضاف إلى ذلك العلاقات الراقية مع الجمعيات الأهلية وإعادة بناء الكنائس التى تم إحراقها وتطوير المساجد والمشاركات الاجتماعية النشطة يضاف إلى ذلك خدمات المستشفى العسكرى ومراكز لخدمة فضلا عن الخدمات المجانية الطبية الإنسانية.

إن استخلاص الدروس فى العلاقة بين الجيش المصري والمجتمع سواء فى التلاحم الشعبي مع الجيش ومساندته وحماية الجبهة الداخلية أثناء المعارك العسكرية والوطنية ضد الاعداء كذلك علاقة الجيش المصري مع الحياة المدنية والمشاركة المجتمعية فى معارك التنمية وتطوير بلادنا أثناء السلم هي علامة دالة على مدى وطنية الجيش المصري العريق ومدى ارتباط المصريين بجيشهم العظيم.

ولعل العلاقة بين شعب السويس والجيش الثالث الميداني عبر المعارك العسكرية والمواقف الوطنية تعتبر النموذج فى العلاقات المتينة اثناء فترات السلام والتوجه للبناء والتنمية هي نموذج راقٍ لكل الجيوش الميدانية وعلاقتها بالمحافظات وكذلك المناطق المركزية والجيش المصري العظيم بكامل أرض الوطن.

وأخيرًا أصبح الأمر معقودًا بمدى تماسك الجبهة الداخلية فى اتحاد قوي وتماسك صلب ضد كل الأعداء باعتبار أن الجيش والشعب يد واحدة وهو الدرس المستفاد فى كل المعارك ويتأكد هذا المعني تلك الأيام فى الإنجازات التى تتم على أرض الواقع من أجل إحداث التنمية المستدامة فى بلادنا.