"إذا أردتم ملاقاة شخص ما عرفتموه وهو دائم السفر، فهناك مكانين على الكرة الأرضية يتيحان لكم ذلك، حيث عليكم الجلوس وانتظار وصوله عاجلاً أو آجلاً وهما: موانيء لندن وبورسعيد".
هذه أحد أقوال جوزيف روديارد كبلنج في الحرب الإنجليزية الأفغانية عندما تجرح وتلقى على سهول أفغانستان، وتأتي القسوة لتقطع ما تبقى منك، ازحف نحو رشاشك، وفجر دماغك، واذهب إلى ربك كجندي ، الكاتب والشاعر القاص البريطاني رودياود كبلنج الذي يتزامن اليوم ذكرى ميلاده عام 1865م، في الهند إبان احتلال المملكة المتحدة لها، ويعد كبلنج أصغر من حاز على جائزة نوبل في الأدب عام 1907 وبذلك يكون أصغر وأول كاتب باللغة الإنجليزية يحصل عليها ، وافته المنية 18 يناير1936م عن عمر يناهز 70عاماً.
ولد كبلنج لوالدين هما "آليس كبلينج" و "ليكوود كبلينج" وكان والده مصمم ونحات فخار، ومدير مدرسة وأستاذ النحت المعماري في مدرسة الفنون والصناعة في مومباي، التي أسسها السير جميستيجي جيجيبهوي.
صدر لكبلنج العديد من الأعمال الهامة في تاريخ الأدب العالمي ومنها "كتاب الأدغال"، ومجموعة من القصص للاطفال ، تحوي قصة" ريكي تيكي ريڤي"، و"قصة كيم"، كما ألف العديد من القصص القصيرة منها الرجل الذي أصبح ملكاً 1888م، كما ويعد كبلنج صاحب المؤلفات الهامة ومنها، مجموعة من القصائد بعنوان" اناشيد متنوعة "،" النور الذي خبا"، قصيدة "مندالي" 1890، وقصيدة "چانجا دين" 1890، وقصيدة "إذا"، ويعتبر كبلنج من أكبر مؤلفي القصص القصيرة، كما تبرز في رواياته موهبته السردية المضيئة،وكان كبلنج من أعظم الروائيين في الأدب الإنجليزي حيث أنه يكتب النثر والشعر معاً، وفي أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين قال عنه هنري جيمس: (لقد هالني كبلنج بعبقريته الفياضة التي لم أشهد لها في الحياة مثيلاً)،تغيرت سمعة كبلنج مع مرور الوقت بتبدل الأحوال السياسية والاجتماعية، ونتيجة لذلك تفاوتت الآراء من حوله في القرن العشرين أطلق جورج أوريل عليه اسم "نبي الإمبراطورية البريطانية"، غير أنه أعترف لاحقاً باحترامه البالغ لكبلنج ولأعماله.
كما وصف كبلنج في مجموعتين من القصص القصيرة الحياة في الهند وما فيها من جهاد ومثل غلبة النزعة الاستعمارية على أكثر اعمالة الشعرية ومنها "جنجا دين، و" رسالة الرجل الأبيض "، والمجموعتين هما:"ثلاثة جنود، قصص مبسطة من السهول".
بقي كبلنج يكتب إلى أوائل ثلاثينيات القرن العشرين، لكن بوتيرة أقل وبنجاح أقل بكثير من ذي قبل، ورحل عن عالمنا كبلنج بسبب ثقب في الإثني عشر ، قبل يومين من وفاة الملك جورج الخامس، وأحرق جثمان كبلنج في محرقة غولدريس غرين، ودفن رماد جثته في ركن الشعراء.