الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

قائمة في جيب 2022

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

  يكتب كل منا ما يريد أن يحققه في قائمة. يحتفظ بهذه القائمة في مكان قريب منه. يشعر بحلاوة الإنجاز كلما أنجز منها شيئًا. ويشعر بوخذ الحسرة كلما فاته منها شيئًا. تخيل لو أننا كتبنا قائمة لنضعها في جيب عام 2022 كي تحققها. ماذا يمكن أن نكتب؟. أو بالأحرى ماذا يمكن ألا نكتب؟. الحق أننا في حالة حياة معطلة أو شبه معطلة منذ عامين. أصبحت كل ملامح الحياة العادية تُمارس بشكل مختلف عن السابق.
  سيكون حفل رأس السنة هذا العام مختلفًا. إننا حتى هذه اللحظة التي أكتب لكم فيها لا أملك تأكيدًا أنه سيكون موجودًا أم لا. إلا أن الاحتفال بلا شك لم يختفِ أبدًا، ولو بشمعة في نافذة. الحياة لا تتوقف عن الاستمرار ببهجة ودمعة مهما فقدت من أجزائها في طريق هذا الاستمرار. إلا أنك وأنت تتأنق لحضور هذا الحفل، ستشعر بقلق أنك ستختلط بآخرين. ستتحسس كمامتك أكثر من مرة. وتتأكد من وجود بعض الأدوات الوقائية في حقيبة يد صغيرة. ستخرج ولكن جزءًا منك سيتخلف خطوة حذرة عن جزء منك. البعض قد يتخلى عن كل حذر. لكنه أثناء سخريته من الحذرين سيشعر بشيء مختلف لا يوجد عادة في أجوتء الاحتفال السعيد.
  إن عام 2021 استطاع أن يتمم الكثير من المشروعات المعلقة لعام 2020. سلمها له العام الذي رحل في انتظار المزيد من التطور. لم يملك سوى أن يحلها معه. ولم نملك سوى أن نسافر معه في ذات الرحلة التي صغناها في كثير من جوانب حين لم نحافظ على قواعد الكوكب. كانت قواعد البقاء حيًا تقتضي أن تبقي كل ما سواك حيًا، لا أن تقترض الحياة من موت الكوكب حتى أصيب بارتفاع في حرارة جسده القوي. عليك الآن أن تواجه قوته الغاضبة أو أن تكون في قوتها. ولن تكون في قوة شيء خلقت من قبضة في ترابه أبدًا. فهل كنا صالحين بما يكفي لأن يكون الكوكب صالحًا معنا؟. وهل ظلمنا 2021 حقًا حين لم نراعي قواعد الحياة على الكوكب؟. تقول الأخبار الجيدة دائمًا أن الوقت لا يتأخر أبدًا لإصلاح ما فسد. وأنه لا شيء يفسد إطلاقًا إلا وداخل فساده علاجه.
     إذا كنا نعيش معًا. علينا أن نقبل كلمة "معًا". لذا ها نحن ندخل عامًا جديدًا من حياة الأرض محملين بأمنيات جماعية. الجميع يرجو الخير جمعًا هذا العام. لأننا شئنا أم أبينا شعرنا بأننا يجب أن نكون "معًا" أو كما قال المثل المصري الشعبي: "يا نعيش عيشة فل يا نموت إحنا الكل".
  حقًا علينا أن نسأل أنفسنا عن ما لن نكتبه في قائمة 2022 لأننا لم نمارس الحياة كحياة منذ فترة. فهل نختصر القائمة ونكتب فيها بندًا واحدًا هو "حياة"؟. أم هل نكون أكثر حياة ونبدأ في اختصار ما فقدناه في بنود؟. هل سنكتب في تلك البنود الأولويات فقط؟ وهل ستكفي القائمة لكتابة ما يريح عقلك وقلبك معًا؟. من منا لم يفتقد العالم لعامين؟. كل هذا المرض والوجع والحرائق والفيضانات لم تتمكن من أن تجعلنا لا نثق في الأيام. سنطلب منها الخير لأنها بشكل أو بآخر تملك ذلك السحر الذي يحقق كل شيء. تملك الأمل الذي يأتي من الله.
  حين يكون الأمل لا يكون أي سيء. قد يمرض الأمل.. يتأخر.. يسافر.. بكنه دائمًا يعرف كيف يعود. لذا حين نؤمن بالعودة لا نراوغ أنفسنا. لكننا فقط نعلمها كيف تكتب قائمتها بشكل مختلف. شكل يحترم الحياة ويعلم أنها معشوقة تعرف كيف ترد على عشاقها في وقت ما. عليهم فقط أن يكتبوا قوائمهم بكل الحب وبكل الأمل.. كل عام وأنتم في أمل..