في ظل استمرار المفاوضات بين إيران والدول الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني، والتي وصلت إلى جولتها السابعة بدون الإعلان عن تقدم في تلك المفاوضات يحمل أملًا بالتوقيع على اتفاق بين الأطراف، أعلنت السلطات الإيرانية إطلاق صاروخ إلى الفضاء يحمل دلالات العناد الإيراني، ورغبتها في الاستمرار في تطوير المنظومة الباليستية والصاروخية التي تسبب أرق دائم للمفاوضين الدوليين.
وتسبب إطلاق ذلك الصاروخ في قلق عميق لدى الدول الأوروبية المشاركة مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني، في ظل رغبة أمريكية وأوروبية وإسرائيلية وكذلك خليجية بإدراج تلك المنظومة المقلقة إلى مباحثات الاتفاق النووي، وهو ما ترفضه إيران بشكل قاطع، وهو ما دعاها لإرسال رسالة إلى المفاوضين خلال الجولة السابعة من تلك المفاوضات بأن برنامجها للصواريخ الباليستية لن يكون قيد المناقشة أو الإدراج في أي اتفاق جديد.
ورغم نجاح إيران في إطلاق الصاروخ اليوم، فتأتي تلك المحاولة بعد أربعة محاولات فاشلة لإطلاق صاروخ إلى الفضاء يحمل معدات بحثية، حيث سبق أن فشلت إيران في إطلاق صاروخ في منتصف شهر يناير من عام 2019، وفشلت في المرة الثانية في إطلاق صاروخ في مطلع شهر فبراير من العام نفسه، وكانت المحاولة الثالثة في نهاية أغسطس 2019 أيضًا، أما المحاولة الفاشلة الأخيرة فكانت في 12 يونيو من العام 2021، كما سبق أن فشلت في إطلاق 5 صواريخ إلى الفضاء في عام 2008 فقط.
يأتي ذلك فيما ترفض إيران بشكل قاطع الحديث خلال المفاوضات النووية في العاصمة النمساوية فيينا عن إدراج منظومتها الصاروخية والباليستية ودورها في الإقليم وملف حقوق الإنسان في إيران، حيث تعتبر إيران تلك الأمور الثلاثة من المحظورات في الحديث عنها خلال مفاوضات الاتفاق النووي، معتبرة أن المفاوضات لا بد أن تسري فقط على مسألة العودة إلى اتفاق 2015، وليس الوصول إلى صفقة جديدة، على اعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من خرجت أولًا من ذلك الإتفاق، وبالتالي عليها البدء بالخطوة الأولى في عودتها مرة أخرى، مع تعويض إيران عن أوضاعها الاقتصادية التي لحقت بها نتيجة العقوبات الأمريكية.
