كرم اللواء سمير عبدالمنعم، رئيس المؤتمر الإقليمي لمكافحة العنف ضد المرأة والطفل وذوى الاحتياجات الخاصة، داليا عبدالرحيم رئيس التحرير التنفيذي لمؤسسة «البوابة نيوز»، على ما قدمته من مجهودات ملموسة في دعم المرأة المصرية، ومساعدتها عن طريق مبادرات توعوية، وطرح كل قضايا المرأة بكل شفافية والوصول لحلول تسهم في الحفاظ على كيانها.
وشاركت الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم، رئيس التحرير التنفيذي لمؤسسة «البوابة نيوز»، بالمؤتمر الإقليمي الأول لمكافحة العنف ضد المرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة، بعنوان «معًا ضد العنف»، تحت رعاية رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للتضامن الاجتماعي التابع لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية المنبثق من جامعة الدول العربية.
وناقش المؤتمر أسباب انتشار العنف ضد المرأة التي تعد مشكلة مستديمة وكبيرة من مشكلات الصحة العامة، وانتهاكًا لحقوق الإنسان التي تتمتع بها المرأة.
وخلال كلمتها، أكدت رئيس التحرير التنفيذي لمؤسسة «البوابة نيوز»، أن المجتمع المصري والعربي والعالمي يفتقد ثقافة الحوار وعدم القدرة على خلق فرص تفاهم، يتم من خلالها التصدي لظاهرة العنف ضد المرأة.
وأضافت «عبدالرحيم» أن هناك سيدات تتعرضن للوفاة أو الانتحار بسبب العنف الواقع عليهن سواء من الزوج أو الأب أو بسبب الضغوط النفسية، مضيفة أن الرجل الذي يمارس العنف ضد المرأة سواء نفسيا أو بدنيا ضعيف نفسيًا وشخصيًا وغير سوي، بالإضافة إلى أن ثقة الرجل في نفسه تجعله لا يخشى الارتباط بامرأة ناجحة.
وأشارت إلى عدم اقتصار العنف من الرجل للمرأة فقط، فهناك عنف يقع من المرأة على المرأة أيضًا، وأنه مؤخرًا وجدت حالات تعرضت للعنف على يد سيدات مثلهن، مؤكدة أنه يجب التصدي لهذه الظاهرة، والعمل على الحد منها للحفاظ على كيان المرأة.
وأطلقت داليا عبدالرحيم، مبادرة «خليكي قوية» لمناقشة العنف ضد المرأة، مؤكدة أن المبادرة تهدف إلى مساندة المرأة المصرية في مواجهة كل أنواع العنف، ومساعدتها حتى تحقق كيانا لنفسها تستطيع من خلاله بناء حياة قوية خالية من أي ضغوطات.
وعرضت رئيس التحرير التنفيذي لمؤسسة «البوابة نيوز»، تجربة تتعرض لها أغلبية النساء المقبلات على الطلاق يوميًا في محاكم الأسرة، وأنها شخصيًا تعرضت لها، قائلة إنه يوجد في محكمة الأسرة إجراء اسمه التسوية، وذلك من خلال مكتب التسويات، ومن المفترض وجود موظفتين -خبراء نفسيين- تتناقشان مع الطرفين، ولكن لا يحدث ذلك على أرض الواقع، متابعة أن دورهما هو القيام بدور الإصلاح، والمحافظة على الأسرة، إلا أن هذا الدور غير فعال، فالدولة تعمل على قدم وساق لتطوير محاكم الأسرة، وقوانين الأسرة، ويجب على الموظفتين تطبيق ذلك.
وفي نفس السياق أكد اللواء الدكتور سمير عبدالمنعم، رئيس المؤتمر الإقليمي لمكافحة العنف ضد المرأة والطفل وذوى الاحتياجات الخاصة، أن المؤتمر يهدف في المقام الأول للتطرق لكل أسباب العنف التي تواجه المرأة المصرية، مؤكدًا أنه في الآونة الأخيرة تعرضت المرأة لأبشع صور العنف التي لم تُشاهدها من قبل.
وأضاف «عبدالمنعم»، أن كل المؤسسات الحكومية والبرلمان المصري ومؤسسات المجتمع المدني باتت تتصدى لتلك الظاهرة عن طريق مشروعات قوانين وتغليظ عقوبات للحد من ظاهرة العنف ضد المرأة.
وأشاد اللواء الدكتور سمير عبدالمنعم، بكلمة داليا عبدالرحيم رئيس التحرير التنفيذي لجريدة وموقع «البوابة نيوز»، على ما استعرضته لأشكال العنف ضد المرأة، وأنه لا يقتصر على عنف الرجل على المرأة ولكن أيضا هناك عنف المرأة ضد المرأة.
وأثنى رئيس المؤتمر الإقليمي لمكافحة العنف ضد المرأة، على ما طرحته داليا عبدالرحيم من نقاط مهمة كانت غائبة عن المشهد المطروح، حيث إن الجميع يعتقدون أن العنف ضد المرأة يكون من قبل الرجل ولكن حقا هناك عنف كبير للمرأة ضد المرأة ويؤدى إلى نفس النتيجة.
وقالت سحر شعبان مديرة مؤسسة كيان مصر للتنمية والتدريب، إن المبادرة الأخيرة للمؤسسة كانت حول "الصداقة بعد الطلاق"، وهى مبادرة جديدة تستهدف خروج جيل سوي من الأطفال، بالإضافة إلى أنها تحد من نسبة القضايا مثل النفقة والرؤية، مؤكدة أن الأطفال هم من يعانون في ذلك الأمر، ويصبح الطفل غير مُحب للحياة وللعائلة.
وتابعت « شعبان»، أن المبادرة تشمل المنفصلين حديثا، ويتم البدء معهم ببرامج توعية وتأهيل للأسرة كاملة، وكذلك تأهيل لاستشاري الأسرة، ومساعدة الزوجين في تخطي مشكلاتهما قبل الوصول إلى مرحلة الانفصال.
وفي سياق آخر، أكدت هيام محروس أمينة المرأة بحزب حماة الوطن بأمانة الزاوية الحمراء، أن الاهتمام بالمرأة والطفل وذوى القدرات الخاصة بات ضروريًا في الوقت الحالي، نظرًا لكثرة المضايقات التي يتعرضن إليها من عنف وتحرش سواء لفظيا أو جسديا.
وأضافت «محروس»، أنها ترفض العنف لأى إنسان، ولكنه في نفس الوقت لا نشجع المرأة على إنهاء حياتها الزوجية، موضحة، أنه عندما تتعرض المرأة للعنف من الممكن إيجاد حلول مناسبة للتسوية بعيدة عن اللجوء للقضاء، مشيرًة إلى أنهم كمحامين ننصح بالتسوية الودية قبل اللجوء لتسوية المحاكم.
وطالبت بزيادة عقوبة التحرش اللفظي الذي تتعرض له السيدات في الشارع.
وأكد محمد جفلان دكتور القانون الجنائي بجامعة القاهرة، أن العقوبة بمفردها ليست كافية، ومع ذلك وصلنا بالعقوبة إلى حد الإعدام، ومن ضمنها جرائم العنف والإرهاب وصلت فيها العقوبة للسجن المشدد، ولكن يجب أن تتكاتف مؤسسات المجتمع المدني على تغيير الثقافة السائدة في الوضع الحالي والعودة إلى ثقافتنا الأساسية، وهي نبذ العنف مع التعريف بخطورة العنف من خلال توضيح خطورة العقوبة المنتظرة.
وقال «جفلان»: إنه يجب توعية المواطنين بأن ما يرتكبونه من اعتداءات بأنواعها بحق النساء، هي جرائم يعاقب عليها القانون، مضيفا أنه للتصدي لهذه الظاهرة يجب التوعية بشكل مستمر، بداية من الأسرة لأنها اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، لافتًا إلى أننا نحاول الحد من الجريمة وبشاعتها، وذلك عن طريق الطفل، وإحياء روح الحب والألفة بداخله، سواء بينه وبين أخوته، وأصدقائه، وجيرانه.
وطالب بضرورة التركيز على الأسرة عن طريق العملية التثقيفية، بالإضافة إلى الطفل في المقام الأول وتوفير بيئة خصبة له حتى يصبح إنسانا سويا ونافعا في المستقبل.
وقال الدكتور فوزي الغويل، الوزير المفوض بجامعة الدول العربية ومدير الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب، إن إقامة المؤتمر الإقليمي الأول لمكافحة العنف ضد المرأة يدل على وعي المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني بأهمية مناقشة قضية مهمة، وهي ما تتعرض له المرأة من عنف، مؤكدًأ أن الدولة المصرية تهتم حاليا بحقوق كل شرائح المجتمع وتقديم كل سبل الدعم للارتقاء بالمواطن المصري.
وعلى صعيد آخر أكد اللواء أركان حرب حمدي لبيب عثمان، خبير الأمن القومي، أن المؤتمر له دور فعال وموضوعي، لأنه يطرح قضايا وملفات تهم الوطن العربي، وتناولت أهم ثلاث شرائح بالمجتمع وهم «المرأة والطفل وذوو الاحتياجات الخاصة».
وأضاف أن الأسباب الرئيسية للعنف ضد المرأة تنقسم إلى شق خارجي، وهو ما صدر لنا من الغرب، والشق الثاني من الداخل، وهو تدنى مستوى الفن والموسيقى وغيات تجمع الأسرة على عمل درامي سليم أو أغنية مريحة وليس مثل ما يقدم حاليا من صخب. وأشار إلى أهمية المرأة في المجتمع، وأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أوصانا بالمرأة، كما ذكرت في القرآن الكريم كثيرا، فيجب أن نرعاها ونوفر لها كل ما يشعرها بالراحة والأمان حتى تستطيع أن تبنى أسرة سليمة وقوية، كما أن القوانين أصبحت رادعة بشكل قوى على العنف اللفظي والتنمر وغيرهما، مما يساعد في التقدم والتنمية وتقدير المرأة وذوى القدرات الخاصة.
ومن ناحية أخرى تقدم أحمد طارق، بطل السباحة، بالشكر لإدارة المؤتمر الإقليمي الأول لمكافحة العنف ضد المرأة على دعوته وتكريمه، مشيرًا إلى أنه حوّل إعاقته إلى طاقة استطاع من خلالها تحقيق بطولة سباحة، فضلا عن أنه حصل على ثلاث دورات تدريبية في الإعلام.
وأضاف أحمد طارق، أن حقوق ذوي الهمم كانت مُهدرة قبل تولي الرئيس السيسي قيادة الدولة، حيث اهتم بما كنا نعاني منه طوال فترة التهميش، ووضعنا على الطريق السليم، وهيأ لنا مناخا مناسبا للتعايش وسط كل طوائف المجتمع.