للعام الثالث على التوالي، أطلقت وزارة الصحة الحملة القومية "عَيِّد من غيرها"، وذلك في إطار تشجيع المُتعافين من الإدمان على قضاء فترة إجازات نهاية العام، بعيدًا عن العادات والأماكن التي يُمكن أن تُعيدهم لتعاطي المواد المُخدرة.
يأتي ذلك في الوقت الذي يحتفل به العالم ومصر بأعياد رأس السنة، الذي تنتشر خلاله ظاهرة تعاطي المخدرات.
وكشفت البيانات والأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة التضامن حجم تعاطي المخدرات في مصر، حيث احتل مخدر الحشيش المرتبة الأولى من حيث الانتشار بين المُتعاطين بنسبة 51.20%، وجاء الهيروين في المرتبة الثانية لتعاطى المخدرات بنسبة 41.92%، والترامادول الثالث بنسبة 31.60%، وأخيرًا المخدرات التخليقية أو المصنعة بنسبة 18.87%.
وأوضحت البيانات الصادرة في منتصف ديسمبر الجاري، أن نسب تعاطى المخدرات بين الفئات أقل من 15 عامًا بلغت 13.63%، والفئة بين 15 إلى 20 عامًا بنسبة 44.5%، والفئة بين 20 إلى 30 عامًا بنسبة 34.6%.
ووفقًا لوزارة التضامن، فإن أسباب التعاطي تتمحور حول حب استطلاع من جانب بعض المواطنين، ثم المشاكل الأسرية، والتفكك الأسري، ثم وهم علاج المشاكل الصحية، ووهم زيادة القدرة الجنسية، وتوهم البحث عن المتعة، وأصدقاء السوء.
وقالت الدكتورة منن عبدالمقصود، الأمين العام لأمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان، إن حملة "عَيدّ من غيرها" تهدف إلى توفير ظروف جيدة للمُتعافين لقضاء المناسبات المختلفة والاستمتاع بها في جو من التعافي، يدعم قدرتهم على الاستمتاع بالحياة في المناسبات المختلفة وقضاء الأعياد دون الحاجة لتعاطي المواد المخدرة.
وأضافت عبد المقصود، أن الحملة تنطلق عبر مستشفيات الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، والبالغ عددها 21 مستشفى ومركز في 15 محافظة، حيث يتم تنفيذ احتفالية بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد، والذي يرتبط لدى العديد من مرضى الإدمان بتعاطي المواد المخدرة، حيث الأمانة العديد من الأنشطة الترفيهية والثقافية والفنية والرياضية داخل مستشفيات ومراكز الأمانة أو خارجها عبر دور الثقافة والأندية الرياضية.
وأشارت إلى أن فقرات الفعاليات تعتمد على مشاركة المُتعافين في تجهيز وإعداد وتنفيذ الأنشطة الرياضية والثقافية المختلفة، بالإضافة إلى تقديم المواهب المكتشفة لدى المتعافين في الرسم والشعر والتأليف والموسيقى، والتي يعبر المتعافين من خلالها عن مهاراتهم، بالإضافة إلى الحديث عن رحلتهم العلاجية في المستشفيات والمراكز التابعة للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، ومدى الشعور بالسعادة والرضا بعودتهم لحياتهم الطبيعية واستمتاعهم بها دون تعاطي.
من جهتها، قالت النائبة آمال رزق الله، عضو مجلس النواب عن حزب الشعب الجمهوري، إنها تقدمت بطلب إحاطة بشأن انتشار مخدر جديد تحت مسمى "الشبو" أو "الكريستال" بين الشباب، وتسببه في العديد من الجرائم التي تهدد أمن المواطنين.
وأضافت، أن هناك انتشارًا لأنواع جديدة من المخدرات المركبة التخليقية ذات الأصول النباتية، حيث ظهر مخدر جديد في عدد من المحافظات بأسماء متعددة، فتارة يطلقون عليه "الشبو"، وتارة أخرى "الكريستال"، و"الآيس"، ومخدر أبناء الأكابر؛ إلا أن هذا المخدر تفوق خطورته جميع أصناف المواد المخدرة مجتمعةً، بما في ذلك الهيروين، حيث إن هذا النوع من المخدر يجعل الشخص يقوم بتصرفات غير متزنة وسلوكيات عنيفة وفي كثير من الأحيان قد يصاب الشخص بالهلوسة والبارانويا الشديدة.
كما قال النائب طارق الطويل عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن ظاهرة تعاطي المخدرات باتت بالفعل تُهدد الكيان المجتمعي، لأنها تأتي في إطار هدم شباب الدولة المصرية، مشيدًا بالخطوات التي تتخذها الجهات المعنية في هذا الأمر وخصوصا وزارة الداخلية.
وأضاف الطويل، أن الأمر مازال تحت السيطرة ولكنه يحتاج إلى إجراءات أخرى أكثر فاعلية، متابعا “إجراءات التحاليل على سائقي السيارات وخصوصا النقل أثبتت نجاحها، وإن كنا نريد المزيد من الانتشار للجان التي تقوم بهذه الإجراءات على الطرق السريعة للحد من الحوادث”.
وأشار الطويل، إلى أن مصر مازالت مستهدفة في شبابها حيث نجحت في القضاء على الإرهاب والتطرف خلال المرحلة المقبلة، مشددًا على ضرورة أن تكون الجمهورية الجديدة بداية حقيقية وقوية لمواجهة كل الظواهر غير الطبيعية في المجتمع المصري وبكل قوة.