أطلقت هيئة الثقافة والفنون في دبي، تقريراً بعنوان "دبي مدينة الإبداع: الصناعات الثقافية المتنامية في الإمارة" ليؤكد مجدداً مكانة دبي وما تمتلكه من إمكانات وبنية تحتية عالمية تؤهلها لكي تصبح مركزاً ثقافياً عالمياً ورائدة في الابتكار الثقافي، وأن القطاع الثقافي في الإمارة يتمتع بالقدرة على رفد التنوع الاقتصادي في المدينة وتشكيل مستقبلها، محدداً مساراً واضحاً لنمو هذا القطاع عبر سبعة عوامل مقترحة للتمكين.
وقال بيان للهيئة: يأتي إطلاق التقرير ضمن منظومة مشاريع "دبي للثقافة" الهادفة إلى دعم تحقيق "استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي" لجعل دبي عاصمة الاقتصاد الإبداعي في العالم بحلول عام 2025.
وقدم التقرير لمحة عامة شاملة على مستوى القطاع الثقافي في إمارة دبي، مُتيحاً أمام القراء سواء من المهتمين أو خبراء الصناعة أو صانعي السياسات، فرصة ثمينة لإلقاء نظرة استشرافية مبنية على تاريخ القطاع الإبداعي في الإمارة والإمكانات والفرص المتاحة أمام هذا القطاع واحتياجاته.
وأكدت الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي وعضو مجلس دبي، الأهمية الاستراتيجية لإطلاق تقرير "دبي مدينة الإبداع" في هذه المرحلة المهمة من مسيرة الإمارة بوصفه ركيزةً لإدراك حجم المساهمة الاقتصادية للقطاع الإبداعي والثقافي في اقتصاد دبي ودعم الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، وآليات الانطلاق نحو آفاق جديدة من النمو وتعزيز الازدهار الاقتصادي للمدينة في المستقبل.
وحقق الاقتصاد الإبداعي في دبي إيرادات تجاوزت 37 مليار درهم في العام 2020 ووظف أكثر من 108 آلاف فرد، وساهمت صناعة التصميم بأكثر من 15.6 مليار درهم إماراتي في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي.
وقالت: عدد صالات العرض في دبي يفوق عددها في أي مدينة أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويحتل أداء الإمارات في مجال الابتكار المرتبة 34 من أصل 131 اقتصاداً على مستوى العالم في مؤشر الابتكار العالمي الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية لعام 2020، وجاءت دبي ضمن أكثر 10 مدن تأثيراً في العالم في مؤشر جاذبية الدول وعلاماتها التجارية "فيوتشر براند كانتري إنديكس" لعام 2020.
وتابعت: "للعام 2021 خصوصية في مسيرة إمارتنا ووطننا؛ ففيه احتفينا بالذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وسنُسخِّر كافة جهودنا لنكون فاعلين في رحلة التنمية المستدامة التي تبنّتها الدولة للخمسين عاماً المقبلة، كما نظّمت دبي نسخة استثنائية من "إكسبو 2020 دبي" وأجتمع العالم في الإمارات لصنع مستقبل أفضل للإنسانية. وفي ظل هذه المعطيات الفريدة، ومن منطلق إدراكنا لأهمية الاقتصاد الإبداعي كأحد محفزات النمو الاقتصادي المستدام ودفع عجلة الابتكار، جاء توقيت إعداد هذا التقرير مثالياً لتوثيق وتقييم رحلة الإمارة على طريق تطوير قطاعها الثقافي، واستشراف فرص نموه في العقد المقبل".
وأضافت رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي: تركت الصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارة بصمة اقتصادية واجتماعية واضحة على مدار السنوات العشرين الماضية، مساهمةً في تحفيز الابتكار في قطاعات الاقتصاد الأخرى، فضلاً عن أثرها الإيجابي في تقوية النسيج الاجتماعي وتعزيز التبادل المعرفي والثقافي بين مكونات المجتمع الفريدة، والحفاظ على الموروث الثقافي والإبداعي، ورسم المستقبل؛ وقد تجلّى ذلك خلال فترة جائحة كوفيد-19 أكثر من أي وقت مضى، حيث قادت الأحداث الثقافية خطوات التعافي من آثارها، وبناء على ذلك، حاولنا في هذا التقرير الوقوف على أداء الصناعات الإبداعية في دبي والدور الذي لعبته تلك الصناعات على مدى العقدين الماضيين.
وأكدت هالة بدري، مدير عام "دبي للثقافة"، أن التقرير يساعد في التعرف إلى القيمة والإمكانيات الابتكارية للقطاع الإبداعي في دبي، وقدرته على المساهمة في رفد التنوع الاقتصادي في المدينة، وقالت: "يُشكّل التقرير أساساً متيناً للدراسات التفصيلية المستقبلية والتقييمات التي ستُجرى على الصناعات الإبداعية المختلفة، وذلك من خلال توفير إطار واضح للانطلاق منه، كما سيساعد التقرير الحكومة على تكوين فهم أعمق للصناعات الرئيسية من حيث الأولويات وأصحاب المصلحة الرئيسيين والعوامل الجوهرية للارتقاء بتلك الصناعات؛ ما يسمح لصانعي السياسات بتطوير تشريعات ومحفزات أكثر فاعلية".
وأشارت بدري إلى أن التقرير يقدم توصيات محددة واستراتيجية لكل قطاع من القطاعات الستة الرئيسية التي دُرست ضمن عوامل التمكين السبعة المحددة، موضحة أنه تقرير قطاعي شامل يحتوي على مستوى غير مسبوق من التفاصيل على مستوى قطاع الثقافة في دبي، ويتيح للمعنيين في القطاعين الحكومي والخاص توصيات قائمة على البحث تمكنهم من اتخاذ قرارات مبنية على حقائق ووقائع ملموسة بشأن السياسات والمبادرات التي ينبغي تبنّيها في إطار الخطة الاستراتيجية للإمارة.
ونوهت مدير عام "دبي للثقافة" إلى أن الإحصائيات والبيانات المهمة التي يتضمنها التقرير حول واقع أداء القطاع الثقافي في دبي، تُعد مؤشراً على قدرة الصناعات الإبداعية على تشكيل مستقبل دبي، وتسهم في إلهام الأفراد المبدعين لخلق الفرص في المدينة، وتقدم الأسباب المحفزة لهم للعيش والعمل والازدهار فيها.
ومن الحقائق والإحصائيات التي تضمنها التقرير، أن قطاع الثقافة في دبي أسهَم بحوالي 4.02% من إجمالي الناتج الاقتصادي للإمارة في عام 2019، وتبلغ نسبة التوظيف في القطاعات الإبداعية 3.6% من إجمالي عدد الوظائف في دبي.