عقدت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، اليوم الأربعاء، ندوة بعنوان "ستون عاما على نشأة حركة الحياد الإيجابي وعدم الانحياز"، بمقر دار الكتب بكورنيش النيل، وأدار الندوة الدكتور السيد فليفل، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ومقرر الندوة، الذي أكد الحركة كان لها أقطابها وكانت كلمتهم مسموعة، وكان ذلك محاولة لتجنب نظام دولى ثنائي القطب أو احادي القطب.
وقال الدكتور أحمد زكريا الشلق، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس ومقرر اللجنة العلمية لمركز تاريخ مصر المعاصر، إن حركة عدم الحياد كانت حدثا تاريخيا مهما يعبر عن محاولة عدد من الدول لصناعة سياسة مستقلة بعيدا عن ضغوط القوى العظمى.
ومن ناحيته ألقى السفير الدكتور عزت سعد مدير المجلس المصري للشئون الخارجية كلمة بعنوان "في عيدها الستين.. حركة عدم الانحياز".. وذكر في كلمته أن تذكر حركة عدم الانحياز هذا العام لم يأت من إحدى دول الحركة وإنما من دولة تم نبذها من الحركة وهى صربيا التي أقصيت من رئاسة الحركة بسبب الحرب.
وقد شاركت مصر في أكتوبر الماضي في المؤتمر التاريخي احتفاء بذكرى إنشاء الحركة التي ترأسها حاليا دولة أذربيجان.
وصدر ميثاق النقاط العشر في مؤتمر باندونج و تبنت قمة عدم الانحياز الأولى هذه المباديء. وقامت مصر بدور كبير في بلورة الإطار العام للمؤتمر الأول للحركة. واستضافت مصر أكثر من قمة لحركة عدم الانحياز خلافا للهند التي استضافت قمة واحدة للحركة بدلا من العراق التي كانت منشغلة وقتها بالحرب مع إيران.
وأشار السفير عزت سعد، إلى اختلاف الرؤى بين دول الحركة حيث كانت بعض الدول ومن بينها الهند، لا تميل إلى فكرة الحياد الكامل حيث كانت تسعى لإنشاء علاقات قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية. وكان الرئيس جمال عبد الناصر مهتما بالقومية العربية وبلورة موقف عربي موحد من خلال الحركة. وفي المقابل كان سوكارنو يمثل اتجاها ثالثا يسعى لإقصاء الدول غير الآسيوية وغير الأفريقية من الانضمام للحركة.
وأوضح أهمية الدور الذي لعبه الرئيس تيتو، رئيس يوغسلافيا في ذلك الوقت في إنشاء الحركة وتعزيز تأثيرها. وقد فكر في إنشاء كتلة تقف على الحياد بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية.
ومن جهته ذكر الدكتور أبو بكر الدسوقي مستشار تحرير مجلة السياسة الدولية، أن أحدث أعداد المجلة تم تخصيصها للحركة وتاريخها والأزمات التي مرت بها والتحديات المستقبلية التي تواجهها.
وأشار الدسوقي إلى نشأة الحركة كانت امتدادا لحركات التحرر الوطني ومقاومة الاستعمار حول العالم، مؤكدا مؤتمر باندونج لم يكن بالكامل لدول عدم الانحياز ولكن كانت الروح السائدة هي روح التضامن الأفرو-آسيوي، وأول من ذكر كلمة عدم الانحياز كان جمال عبد الناصر.
وأكد الدسوقي مؤتمر بلجراد عام ١٩٦١ هو الأهم وهو البداية الحقيقية للحركة والتي نحتفل بذكراها الآن ، وقد أرسى المؤتمر عدة أهداف تطورت بعد انتهاء الحرب الباردة لتنصب على تعزيز تعاون دول الجنوب وتفعيل دور أجهزة الأمم المتحدة، وتم مؤخرا إضافة هدف مكافحة الأوبئة والجوائح.
وقد شهدت دول عدم الانحياز صراعات بين دول الحركة مثل الحرب بين الهند والصين والحرب بين العراق وإيران. وقد أثر رحيل جيل آباء الحركة المؤسسين مثل عبد الناصر ونهرو وتيتو بالسلب على الحركة التي فقدت جانبا من قوتها بفقدانها لهؤلاء الزعماء الملهمين.
ثقافة
"ستون عاما على نشأة حركة عدم الانحياز" على مائدة دار الكتب والوثائق
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق