افتتح معرض "ايقونات قبطية" للفنانة دينا ريحان بمتحف محمود سعيد، تزامنا مع الاحتفال باعياد الميلاد، ويتضمن أحد عشر عملا من النحت الخزفي مستوحي من الفن القبطي القديم برؤية معاصرة.
ويتنوع المعرض ما بين التشخيص والتجريد والرمزية والتي نفذت باسلوب فني بالغ المهارة والعمق الفكري . من بين الأعمال النحتية المعروضة تمثال للسيدة العذراء والمسيح نفذ بخامة الفخار المحروق الملون بالبطانات - مصطلح خزفي- ويظهر فيه حالة من الروحانية والتجريد والتناغم بين كتلة التمثال والفراغ والألوان والملامس المستخدمة بوعي شديد من الفنانة.
وعن المعرض كتب الدكتور أحمد عبد العزيز ، الأستاذ المتفرغ بقسم النحت بكلية الفنون الجميلة ، جامعة حلوان: "عندما نتواجه مع أعمال الفنانه دكتوره دينا ريحان الخزفية... نجد مزيجا بين الفكر الطائق إلي الانطلاق إلي فضاء المعرفة.حادثا شقوقا بين ثنايا الكتل لتسمح بالفراغ ليخففها وتتعلق بالفضاء.. وبين التشكيلات الابداعية التي تبحث عن وعاء جديد كي تنسكب فيه وتسكن... وبين عقل متأني هادئ لدرجة التمهل أمام إرادة ملتهبة كما الخامات الخزفية التي تتوق للنار.... حريقا يجعل من الخامة التي كانت باردة تسكنها حرارة التعبير وجماليات السطح الخزفي بكل مايحويه من ثراء الملمسي متألق بفقدانه عنصر التلوين لدرجة الزهد.
وتابع: لكن عند دينا ريحان في هذا العرض أخذتنا إلي عالم تراثي يموج بالأحاسيس والروح المتظامية للوصول للنور البعيد وفيه الخلاص والنجاة .. فتركت هذا العالم المرتبك القاسي المكتظ حولنا.. وراحت بنا بهذه الأشكال ذات الإيحاءات الروحية الهادئة المتطلعة للسماء ترجوها وجوها لقديسين في رحاب كنائس.. وبناءات معمارية سامقة بشموخ الوجد والصوفية..ومستلهمات من عناصر العمارة الإسلامية والمشربيات. وترانيم وتكرارات نغمية تتهدج في فضاءات داخلنا تهمس بكلمات بل بموسيقي منسابة في هدوء يدعونا للتأمل.. للراحة.. لسلامة تصورنا عن لحظة حياة ألا تضيع هدرا بالاستعجال... أعمال فنية تقوم بتقنيات التلوين المختلفة بالبطانات علي سطح الفخار تقوم بها الفنانة .. بهذا العرض لتبلغنا كم يمكن للعمل أن يجلب لنا صفاءا وانتظاما جديدا للعقل والنفس ويجددخيال الإنسان نحو حلم مفقود نبحث عنه".
وكتب الدكتور منصور المنسي، الاستاذ المتفرغ بقسم النحت والعميد السابق بكلية الفنون الجميلة ، جامعة اسيوط: "مابين القيم المعماري يحتضن فن الخزف على ايقاع الحركه والسكون على تكوينات النحت الخزفي.
تنفعل المسطحات تاره وتعلن عن القيم التعبير يه من خلال العناصر التشكيليه التي تبحث الحياه وتنادي الصمت وتحذر ماتم اختياره من أشكال هندسيه التي تحدث الصخب الخزفي للصراع اللون والشكل فتاره حركه مفاجئه وتاره أخرى سكون متعمد وتاره أخرى اختراق مقصود وتاره أخرى إيقاع تشكيلي مبهر لتاكيد المفاهيم التعبيريه والتشكيلية المعاصره في فن النحت الخزفي
أن فلسفه الحوار الكامنه في تكوينات النحت الخزفي بمعرض ايقونات قبطيه تعلن عن رياده جديده في فن النحت الخزفي".
دينا ريحان هي نحاتة وخزافھ مصریة ومدرس النحت بكلیة الفنون الجمیلة جامعة الإسكندریة، حصلت علي الدكتوراة في تخصص النحت الخزفي تحت عنوان “ أثر استخدام الروبوت في تشكیل قوالب النحت الخزفي" حیث أجرت بحثھا وتجاربھا الفنیة باكادیمیة الفنون الجمیلة بروما وجامعة كاردیف میتروبولیتان بإنجلترا، الي جانب الي جانب مشاریع بحثیة بالتقنیات الرقمیة مثل الطباعة ثلاثیة الأبعاد بمدرسة الفنون والتصمیم بویلز یانجلترا . وقد أثري تنقلھا بین ھذه الاكادیمیات الفنیة العالمیة تجربتھا الفنیة وثقل موھبتھا في العمل علي خامة البورسیلن كخامة نبیلة. مثلت جامعة الإسكندریة بالعدید من المحافل الدولیة بایطالیا وألمانیا ومالیزیا. شاركت یالعدید من المشاریع الدولیة التابعة للاتحاد الأوربي وھیئة التیادل الثقافي الألمانیة. شاركت في العدید من المعارض والسمیبوزیومات وورش العمل المحلیة والدولیة. تقوم بتدریس مواد متخصصة في النحت الخزفي الي جانب تدریس الرسم والتصمیم وتقنیات الحاسب الآلي لطلبة النحت.
عضو نقابة الفنانین التشكیلیین و عضو باتیلیة الإسكندریة الي جانب عضویتھا بمؤسسات فنیة دولیة مثل sculpture network و International Sculpture Center.
