تحل اليوم الثلاثاء، ذكرى ميلاد المعلم والفيلسوف والمؤلف الأمريكي المشهور مورتيمر جيروم أدلر، الذي عمل في جامعة كولومبيا، شيكاغو، وساهم فى موسوعة بريتانيكا ومعهد أدلر للأبحاث الفلسفية، ولد في مدينة نيويورك، ورحل عن عالمنا 28 يونيو 2001م عن عمر يناهز 119 عامًا.
ترك أدلر المدرسة وهو فى الـ 14 سنة من عمره، ليعمل كناسخ فى صحيفة نيويورك صن وكان يأمل أن يصبح صحفياً فى نهاية المطاف، فى سبيل تحقيق حلمه عاد أدلر إلى المدرسة لأخذ دروس ليلية فى فن الكتابة، وفى هذه المرحلة من حياته تعرف على أعمال كبار الفلاسفة كأفلاطون وأرسطو، حتى التحق بجامعة كولومبيا، وساهم خلال فترة الجامعة بكتابات أدبية وقصائد شعرية فى عدة مجلات طلابية، ولكنه لم يحصل على درجة البكالوريوس من جامعة كولومبيا، بل استمر فى العمل فى الجامعة حتى حصل على درجة البكالوريوس الفخرية عام 1983، ودرجة الدكتوراه فى علم النفس لاحقاً.
كتب أدلر عمله الأدبى الأول بعنوان "الديالكتيك" الذى نشر فى عام 1927م، خلال فترة دراسته فى جامعة كولومبيا.
كما عمل فى جامعة شيكاغو بمساعده صديقة روبرت هتشينز الذى كان الرئيس المعين حديثاً لجامعة شيكاغو آنذاك، وعمل أدلر كأستاذ لفلسفة القانون فى كلية الحقوق عام 1930م، ليكون أول أستاذ غير محام ينضم إلى أعضاء الهيئة التدريسية فى كلية الحقوق بجامعة شيكاغو.
سعى أدلر لتبسيط الفلسفة وتقريبها للجماهير، وأصبحت بعض أعماله مثل: "كيف تقرأ كتاباً" من أكثر الكتب شعبية ومبيعاً في الولايات المتحدة، وكان أدلر مدافعاً بقوة عن الديمقراطية الاقتصادية، فكتب مقدمة مؤثرة للبيان الرأسمالي للويس كيلسو،ومن أبرز من ساعد أدلر في كتاباته صديقه القديم من جامعة كولومبيا آرثر روبين أما أبرز منتقديه فكان دوايت ماكدونالد الذي قال عنه ذات مرة: لقد كتب السيد أدلر ذات مرة كتاباً بعنوان كيف تقرأ كتاباً، وعليه الآن قراءة كتاب بعنوان كيف تكتب كتاباً.
اعتبر أدلر كتاب الأخلاق لأرسطو ممثلاً لأخلاقيات الفطرة السليمة، وأنه العقيدة الأخلاقية الوحيدة التي تجيب على جميع الأسئلة التي يجب على الفلسفة الأخلاقية أن تحاول الإجابة عليها، واعتقد أن نظريات أو مذاهب أخرى تحاول الإجابة على أسئلة أكثر مما تستطيع أو أقل مما ينبغي، والإجابات التي تطرحها هي مزيج من الحقيقة والخطأ، وخاصة الفلسفة الأخلاقية لإيمانويل كانط، ونظر إلى مواقف الازدواجية النفسية المادية على أنها وجهان متعاكسان متناقضان، فرفض الشكل المتطرف للثنائيات التي صاغها بعض الفلاسفة مثل أفلاطون (الجسد والروح)، وديكارت (العقل والمادة).
لم يختر أدلر الكاثوليكية مع أنه كان منجذباً لها لسنوات عديدة ويبدو أن بعض القضايا مثل: الإجهاض ورفض عائلته وأصدقائه هي التي أبعدته عن اعتناق الكاثوليكية واختيار الكنيسة الأسقفية بدلاً عنها، في حين يعتقد آخرون أن زوجته كارولين كانت السبب الرئيسي وراء ذلك، بدليل أنه انضم أخيراً للكاثوليكية بعد وفاتها، وعلى الرغم من أنه لم يكن كاثوليكياً في معظم فترات حياته ولكنه يعتبر فيلسوفاً كاثوليكياً بسبب مشاركته ودعمه لحركة المحافظين الجدد، وعضويته الطويلة في الرابطة الفلسفية الأمريكية الكاثوليكية.
دعا أدلر للاهتمام بالكتاب المقدس لفهم الدين واللاهوت بشكل صحيح، وأشار إلى ضرورة التوفيق بين آياته وبين الحقائق العلمية المأخوذة من خلال طرق المعرفة الطبيعية مثل العلوم والفلسفة،وقد حاول في كتابه كيف تفكر بالله، تفسير كيف أن الله خلق شيء من لا شيء، ولكنه عاد ليؤكد أنه حتى مع هذا الاستنتاج لا يمكن إثبات وجود الله أو نفيه، ويعتقد علماء معاصرون أن حجج أدلر تتوافق مع الاكتشافات الجديدة في علم الفلك لا سيما نظرية الأكوان المتعددة.
تزوج أدلر مرتين ولديه أربعة أطفال، تزوج هيلين بوينتون ثم انفصلا، ولديه طفلان منها هما مارك ومايكل، في حين كانت زوجته الثانية كارولين برينغ، ولديه طفلان منها أيضًا.
ثقافة
مورتيمر أدلر.. فيلسوف أمريكي حالم بالصحافة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق