على أرض محافظة أسوان وسماها الساطعة، وقع اختيار الخبراء والمكاتب الاستشارية الدولية على تنفيذ أكبر وأهم محطة للطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء في العالم.
وعلى امتداد قرية بنبان بالطريق الصحراوي الغربي ، بالصحراء الغربية، على بعد 650 كم تقريبا من القاهرة و40 كم شمال غرب المحافظة أسوان؛ وبناء على دراسات وتقارير وكالة ناسا الفضائية وبعض المؤسسات العلمية العالمية، جرى اختيار موقع المشروع الذى يعد واحد من أكثر المناطق سطوعة للشمس في العالم.
وبلغت تكلفة المشروع الاستثمارية نحو 2 مليار دولار، ومقام على مساحة قدرها 37 كم2 على 8843 فدان يضم 32 شركة بقدرة كاملة 1465 ميجاوات التي تتمكن من إنارة 70 ألف منزل وهو ما يعادل تقريبا 90% من الطاقة المنتجة من السد العالی .
بالاضافة الى أن المشروع فاز بجائزة التميز الحكومي العربي في دورتها الأولى 2020، كأفضل مشروع تطوير بنية تحتية، كما اختار البنك الدولي مشروع بنبان للطاقة الشمسية بأسوان كأفضل المشروعات تميزا في العالم لعام 2018.
كانت البداية في قرار رئيس الجمهورية بالقانون رقم 203 لسنة 2014 بشأن تحفيز إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة وكجزء من استراتيجية الطاقة المستدامة 2035 بنسبة 42% على أن يتم توليد 20% في سنة 2022 منها 12% من طاقة الرياح، و2% من الطاقة الشمسية، و6% من الطاقة الكهرومائية .
وأوضح المهندس هشام الجمل مدير شركة انفينيتي للطاقة ورئيس مجلس إدارة جمعية مستثمري الطاقة ببنبان ، كانت بداية المرحلة الأولى من مشروع تعريفة التغذية في بنبان سنة 2017 ضم شركتين منها شركة انفنيتي للطاقة التي تعتبر الشركة المصرية الرائدة ذات رأس مال مصري خالص وكانت أول 50 ميجاوات ضمن المرحلة الأولى و3 مشروعات بطاقة 130 ميجاوات بالمرحلة الثانية لمشروع تعريفة التغذية، ومحطة اخرى بطاقة 3 ميجاوات تم ربطها مع شركة مصر العليا لتوزيع الكهرباء، وأخيرًا: محطة 1 ميجاوات تم ربطها مع شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء ضمن مشروع تعريفة التغذية.
كما أن الشركة تعمل في مجال إنشاء المحطات الصغيرة والمتوسطة بنظام الNET METERING او صافي القياس للمنازل والأنشطة التجارية والصناعية مما يساعد على تخفيف الانبعاثات الحرارية.
أما المرحلة الثانية فقد ضمت 30 شركة في 2019 مقسمة على قطع اراضى بطاقة من 20 الى 50 ميجاوات بتمويل واستثمار اجنبي مباشر من مؤسسة التمويل الدولية IFC وبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) ، ساهم المشروع في توفير 15000 فرصة عمل مباشرة، وغير مباشرة في فترة التنفيذ، و2000 بعد التشغيل.
وقد أسهم المشروع في تفادي 2 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مما يعزز مكانة مصر في تقليل التلوث والانبعاثات الحرارية حيث تستضيف مصر مؤتمر البيئة في السنة القادمة 2022 بمدينة شرم الشيخ، ربط 32 محطة بنبان للطاقة الشمسية بشبكة الجهد العالي من خلال أربع محطات فرعية جديدة.
والتي تم إنشاؤها في الموقع من قبل الشركة المصرية لنقل الكهرباء، وستتصل هذه محطات المحولات «بنبان 1، وبنبان 2، وبنبان 3، وبنبان 4 بدورها بخط موجود بجهد 220 كيلوفولت بالقرب من موقع بنبان على مسافة 12 كيلومترا تقريبا، قامت الشركة المصرية لنقل الكهرباء أيضا بإنشاء خط إضافي جهد 500 کیلو فولت اسوان / القاهرة ، وتم إنشاء تلك محطات المحولات من النوع المعزولة بالغاز gis بالكامل لأول مرة في مصر.
يشار إلى أن المحطة الأولى لاستغلال الشمس على الأراضي المصرية لتوليد الكهرباء ومن ثم نقلها إلى أوروبا عبر الربط الجاري تنفيذه بين مصر وقبرص واليونان ايضا دولة السودان في إطار الاهتمام بتحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة من خلال مشروع خط الربط الكهربائي بين محطة محولات توشکی ووادي حلفا بطول 100 کیلومتر، كما تم إنشاء مقر للتحكم ومراقبة أداء محطات المشروع بقيمة 150 مليون جنيه.
وأضاف مشروع بنبان للطاقة الشمسية حاليا في مرحلة التشغيل، والصيانة تحت إدارة شركة متخصصة في تشغيل المحطات الشمسية و اشراف من جمعية مستثمري الطاقة الشمسية والتي تم تخصيص جزء من أرباح الشركات المشاركة في المشروع اللمسئولية المجتمعية.
وتعتبر من مسؤوليات جمعية مستثمري الطاقة الشمسية ببنبان طوال فترة المشروع (25 سنة) التعامل ككيان واحد مع جميع المؤسسات والهيئات والوزارات الحكومية، الإشراف ومراقبة الشركة المسئولة عن إدارة وتشغيل وصيانة المشروع كاملة, المساهمة في الأنشطة المجتمعية والمساهمة في تعزيز الخدمات للمجتمع المدني.
وقد ساهمت الجمعية في إنشاء مركز الكلى بمدينة دراو کمساهمة في الرعاية الصحية لأهالي مدينة داراو وتوزيع سلع غذائية خلال فترة الكورونا لاكثر من 10000 اسرة ومستلزمات طبية ووقائية و اسطوانات اوكسجين على أهالي مدينة وقرى دراو.
كما تم إعادة تأهيل ورفع كفاءة سوق بنبان، كما تم إعادة تأهيل ورفع كفاءة سوق أسوان وبعض مدارس بنبان وتدريب السيدات على الأعمال اليدوية (منها السولون) والأعمال المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر. كما شاركت الجمعية في إعادة ترميم وبناء بيوت ومنازل متضرري السيول في أسوان التي وقعت في شهر نوفمبر الماضي.
