بعد خسارة تنظيم داعش الإرهابي أراضيه الذي أعلن من خلالها قيام دولته بالعراق وسوريا، لم يعد الأمر مغريًا بالهجرة إليه، فاحتفظت العناصر الموالية للتنظيم الإرهابي بأماكنها إلى جانب عودة المقاتلين الدواعش سرًا إلى بلادهم العربية المختلفة وغير العربية أيضا، ما شكل عبئًا متزايدا على الأجهزة الأمنية داخل هذه البلاد.
ويعلن التنظيم الإرهابي عادة عن وجوده وتأثيره وبث الرعب في المجتمعات من خلال عناصره المختلطة بالناس والمختفية، إلا أن يقظة أجهزة الأمن في الفترة الأخيرة إلى جانب تعاونها مع أجهزة مخابرات غربية ساعدها على الإعلان عن إفشال عدد من مخططات داعش وتوقيف عناصره الخطرة والمندسة.
سوريا والعراق.. مواجهات مستمرة
وتحقق الأجهزة الأمنية العراقية نجاحات متواصلة في تتبع العناصر الإرهابية الهاربة والمختفية في مدن العراق المختلفة، ففي مدينة كركوك، أمس الأحد، نصبت قوة من الشرطة الاتحادية كمينًا وقتلت عنصرين إرهابيين، ومن ناحية أخرى نفذ سلاح الجو العراقي 14 ضربة جوية أسفرت عن تدمير مجموعة من الكهوف والأوكار للإرهابيين في جبال حمرين .
أما في سوريا، فإن نشاط التنظيم الإرهابي بدأ يتزايد بعد فراره إلى صحراء البادية، ما جعل قوات الجيش السوري النظامية تطلق عملية عسكرية ضد التنظيم الإرهابي في البادية السورية بعد تزايد نشاط الأخير واستهدافه المتكرر للقوافل والمنشآت النفطية والمواقع العسكرية.
الإرهابي "راشد" في يد قوات سوريا الديمقراطية
خلال عمليات لها، أعلن المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، السبت الماضي، توقيف أحد أخطر قادة داعش الإرهابي، وهو الإرهابي محمد عبدالعواد الملقب بـ"راشد".
ووفق بيان لـ"قسد" فإن "راشد" أحد أخطر متزعمي تنظيم داعش الإرهابي الفارين، والمسؤول عن الكثير من العمليات الإرهابية، كان مكلفا من قبل التنظيم الإرهابي بالتخطيط وتنفيذ مخطط اقتحام سجن الغويران في مدينة الحسكة والذي يحوي إرهابيي داعش، وكذلك تأمين الأسلحة والذخيرة وقيادة "الانتحاريين" في عملية الهجوم المحتملة، حيث أُعد لمخطط الهجوم 14 انتحارياً وسيارتين مفخختين تمّ كشفهما وتفجيرهما من قبل قواتنا والتحالف الدولي.
وتابع: انضم إلى تنظيم جبهة النصرة، والتحق بصفوف تنظيم داعش الإرهابي، وقاد كتيبة “الدبابات والمدرعات” في عام 2014 إبان الهجوم على كوباني، كما شارك في العشرات من غزوات التنظيم الإرهابي في سوريا وخاصة مناطق شمال وشرق سوريا، وارتكب العديد من المجازر وعمليات القتل بحقّ الأهالي، حيث توارى عن الأنظار وتقمص العديد من الشخصيات وانتحل العديد من الأسماء الوهمية.
وأضاف البيان أن خلال عملية أمنية ناجحة نفذتها قواتنا في شهر نوفمبر الماضي، تمّ إحباط مخطط اقتحام سجن الحسكة وتخليص أهالي الحسكة والمنطقة من تهديد إرهابي خطير، حيث اعتقلت قواتنا بمشاركة قوى الأمن الداخلي جميع أعضاء الخلية الإرهابية التي كان يقودها الإرهابي محمد عبد العواد، بينما تمكن هو من التواري عن الأنظار.
داعشي في ضواحي الرباط
وفي 17 ديسمبر الجاري، ألقت الأجهزة الأمنية في المغرب القبض على عنصر تابع لتنظيم داعش الإرهابي بمنطقة سلا الجديدة ، ضواحي الرباط.
وجاءت العلمية بالتعاون مع الاستخبارات الأمريكية، وضمن سياق المجهودات المتواصلة التي تبذلها المصالح الأمنية المغربية لمواجهة مخاطر التطرف العنيف ودرء التهديدات الإرهابية.
وكشف بيان أمني، أن العنصر الموقوف خطط للانضمام لمعسكرات التنظيم الإرهابي خارج المغرب، قبل أن يقرر الإعداد لتنفيذ هجمات إرهابية باستخدام عبوات ناسفة، محلية الصنع، عكف على صناعتها الموقوف من خلال محاولتين لتجهيز أجسام متفجرة.
توقيف الإرهابي وحشي الانغماسي في لبنان
في الرابع من ديسمبر الجاري استدرجت قوة خاصة تابعة للأجهزة الأمنية في لبنان، عنصرا مواليا لداعش ملقب باسم "وحشي الانغماسي" لمدينة صيدا، وتم القبض عليه في عملية وصفتها الأجهزة بـ"الدقيقة والحساسة".
وأعلن الأمن اللبناني العملية في 23 ديسمبر الجاري، وكانت شعبة المعلومات تلقت أوامر من قوى الأمن الداخلي لتعقب خلايا التنظيمات الإرهابية، ولاسيّما تنظيم داعش وبخاصةٍ في الأماكن التي تتّصف بالحساسية الأمنية".
وكثّفت الشّعبة جهودها لملاحقة أفراد وكوادر هذا التنظيم، وتمكّنت من رصد نشاط "الانغماسي"، في مخيم عين الحلوة، من مواليد عام 1997، فلسطيني الجنسية، مطلوب للقضاء بموجب سبع ملاحقات قضائية بجرائم الانتماء إلى تنظيم إرهابي، والانتماء إلى عصابة إرهابية، وحيازة أسلحة حربية.
