الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

النيل شريان الثقافة بإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد

النيل شريان الثقافة
النيل شريان الثقافة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

صنع النيل تاريخ مصر وشيّد حاضرها وتاريخها فعرفت منه الجمال واهتدت إلى الفن بما قبست من ألوانه فى التصوير وسجلت أنغامه فى الموسيقى وصاغت آلاءه فى الشعر وعددت خيراته فى القصيد وقرأت باسمه الأناشيد، فيشكل النيل أهمية كبرى للمصريين فهو يربط المدن والأقاليم المصرية معا، وفى الآونة الأخيرة رأينا جهود الدولة فى الحفاظ على حصتها من مياه النيل ولم تتنازل عن ذلك، وعلى هذا جاء مؤتمر إقليم القاهرة الكبرى فى دورته الحادية والعشرين تحت عنوان «النيل شريان الثقافة» الذى نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة بمركز الجيزة الثقافى وترأسه الفنان محمود الحدينى والأمين العام للمؤتمر د. ربيع شكري.
بدأ الفنان محمود الحدينى حديثه مع انطلاق فعاليات المؤتمر معربا عن سعادته لاختيار النيل ليكون المحور الأساسى فى مؤتمر هام، قائلا: نواجه من خلاله التعدى السافر على حق مصر فى مياه النيل، فعندما ننظر لخريطة مصر نجد أن الشعب المصرى كان الحامى لمياه النيل، واستخدمها فى الزراعة وفى كل مناحى الحياة، وكانت عروس النيل التى ابتدعها الفنان المصرى تلقى فى النيل عند حلول الفيضان تكريما وتعظيما للنيل فى حياة المصريين، وقد قال المؤرخ اليونانى العظيم إن مصر هبة النيل أى أن مصر النابعة النيل مصر هى التى خلدت النيل وعظمته من خلال فنانيها وشعرائها وأدبائها، وأهم هدف سيسعى المؤتمر لتحقيقه ويوصى به هو المطالبة بأن يتخطى المؤتمر حدود المحلية. للعالمية، مما يعطى إضافات كثيرة، وبهذا نكون نجحنا وقدمنا الهدف المنشود من خلال المؤتمر.
وطالب الفنان جلال عثمان رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافى بزيادة عدد أيام المؤتمر مما يساعد فى مد جسور الحوار والتواصل أكثر بين الأقاليم، موضحًا أنه ومن خلال مثل هذه التجمعات الثقافية نستقبل قامات وقلوبا نابضة بالحب والوطنية والإبداع والابتكار، مؤكدا على أنه لابدَّ من نشر ثقافتنا وإبداعاتنا وتغلغلها بين الأقاليم.
فى حين تحدث أمين عام المؤتمر د. ربيع شكرى عن عظمة محافظة الجيزة بما تتضمنه من آثار بجانب أكاديمية الفنون وجامعة القاهرة، وأكد على ما تمثله القوة الناعمة فى مواجهة الفكر المنغلق الذى يرفض التعددية وينبذ الحوار، فالأدب والثقافة هما حائط الصد الأول ضد ما يصيب مصر من هجمات.
وأوضح «شكري» أن مياه النيل قد يحميها السلاح لكن الكلمة ليست أقل أهمية من أى سلاح فى المحافظة على النيل عن طريق الأدب شعرًا وسردًا، فالفن هو القوة الأكبر والأكثر تأثيرا، وأعرب عن سعادته بوجود وتكريم الفنان القدير محمود الحدينى الذى كانت مناقشاته ثرية فى المجالات كافة، فهو مثقف لم يقف على مجال بعينه بل تحدث فى الشعر والقصة القصيرة والأدب.

تناول المؤتمر عددا من الأبحاث حول المحور الرئيسى للمؤتمر ومنها النيل فى الأشكال الأدبية الشعبية قدمها د. أمين رسمي.
عرض الدكتور أمين رسمى خلال بحثه فكرة النيل فى السير الشعبية مبينا: إن المصرى القديم كان مرتبطًا بالنيل ارتباطًا وثيقا وما زال يرتبط به فى مسكنه ومأكله ومشربه وانعكس ذلك على فكره ووجدانه وثقافته كما انعكس أيضًا على إبداعاته الشعبية، فالنيل صنع تاريخ مصر وشيد حضارتها وأفرز لنا حصيلة من الأدب الشعبى من تعاقب الحضارات على ضفافه، ما زال الفلاحون ينظرون لنهر النيل بقداسة ويستنكرون تلويث مائه ويستخدمون فى قسمهم وحياة البح الطاهر مستعينين بقصص الجان جنية البح التى تسكن أعماقه.
وأضاف «رسمي»: «الأديان السماوية أيضا وجلّت وعظّمت شأن النيل وباركته وخصّه القرآن بالذكر وقدسه المصريون القدماء قدسوا النيل نبع حضارتهم وأقاموا له الطقوس احتفالًا بفيضان النيل، وصنعوا وثيقة مختومة من ورق البردى كأمر للنيل أن يجرى ويجلب الرخاء»، وأوضح «رسمى» أنه عند قدوم العرب كانت وثيقة عمر بن الخطاب التى أمر فيها النيل أن يجري، كما كان يأمره الرومان فى العهد المصرى القديم، دليلا على استمرار أهميه النيل ودوره، فغرام قدماء المصريين بالنيل ليس غريبا بل إن الحضارات المتعاقبة عليه كلها أغرمت به وأبدعت فى وصفه والتغنى به وقدموا الشعر من أجله، كما ارتبطت به الكثير من الأمثال الشعبية والمواويل الشعبية التى تدخر الكثير من الألفاظ والمصطلحات كالذبول والسقايا، الماء، البحر، البح، البير، السقية.
بينما قدم الكاتب قدورة العجنى بحثا آخر بعنوان «النيل فى الشعر البدوى المصري»، استعان العجنى فى بحثه بكلمات الروائى الراحل الدكتور خيرى شلبى فى مقدمة كتاب الدكتور صلاح الراوى التى يقول فيها إن دراسة الشعر البدوى فى مصر نوع من الحفريات الموفقة التى لا بد أن تقودنا إلى روافد غنيه لنهر النيل الحضارى العريق. 
ذكر «العجنى» أن البدو المصريين على وجه التحديد نتاج ثقافة خاصة ضاربة فى أعماق الأرض المصرية، والشعر البدوى ذاخر بالحديث عن النيل، تغنوا به شعراء البادية بفخر وحماسة ومديح وعندما نغوص قليلًا فى نصوص الشعر البدوى التى ورد فيها ذكر النيل قديمًا وحديثًا نرى أن النصوص تحاكى جماليات الطبيعة والمناخ وطريقة المعيشة، منها التى تتذوقها العين وتفرز أشعارا لها سمات مختلفة.
وأوضح أن النيل والعراقة المصرية التى نحتفى بها ونبنى عليها ونمدحها يجب أن لا نسيء إليها، ونلقى فى النيل أشياء نخجل أن نذكرها، وهنا يأتى دور المثقفين أن ينبهوا العامة إلى أهمية النيل ويغيروا هذا الواقع المرير.
وقدم المؤتمر أيضا خلال فعالياته دراسات حول إبداعات النشر الإقليمى شارك فيه أربع أوراق بحثية قدمها كل من الشاعر أمين الطويل بورقة بحثية تحمل عنوان «ملامح الكتابة الإجناسية فى كتابات أدباء بنى سويف والفيوم، والشاعر السيد حسن بورقة عن «شعراء العامية اليوم بين المنحة والمأزق»، والمبحث الثالث «القصة القصيرة فن الدهشة والتأمل» للشاعرة شاهيناز الفقي، والشعر بين التقييد ومحاولات الخروج: «قراءة فى تجارب شعرية متباينة» للشاعر عيد عبدالحليم».
تحدث عيد عبدالحليم عن الشعر عمومًا متنقلا بين شعراء الأقاليم وما أحدثوه من تغيير فى الشعر المصرى والعربي.
كما قال الشاعر السيد حسن أنه لدينا موجات متعاقبة كثيرة فى قصيدة العامية منذ مطلع القرن العشرين، مشيرا إلى بيرم التونسى الذى وصفه بالبنّاء المبدع فى البناء وفى الوقت نفسه كان يختار مفرداته بدقة متناهية، وفؤاد حداد كان ينحت اللغة وكان يقول عن نفسه «أنا والد الشعراء»، واستطاع أن يمزج فى لغته بين العامية والفصحى، أما صلاح جاهين فكان مجددًا فى الصورة الشعرية، وسيد حجاب لُقب بفيلسوف البسطاء الذى يشكل أرابيسك، وكان أكثر ما يشغله فكرة الزمن، وأحمد فؤاد نجم الذى شكل مدرسة الشعر السياسي
بينما نادى د. أمين الطويل ألا تقدموا أنفسكم كى تقولوا للجمهور نحن هنا، بل ابحثوا عما تكتبون وتقدمون.
وتحدثت شاهيناز الفقى عن فن القصة القصيرة، عنصر الدهشة إذا لم تُثِر فيك الدهشة فهى ليست قصة قصيرة، القصة القصيرة تدعو للتأمل، والناجحة لا بدَّ أن تغير فينا شيئًا وأشارت إلى أن القصة القصيرة عند معظم الناس فنًّا غربيًا، لكن فى الحقيقة أنها بدأت منذ التراث العربي، ربما كان بها سجع لكن تعد قصة قصيرة تحاكى حياتهم اليومية.

269459225_1936230003231377_379775404703745679_n
269459225_1936230003231377_379775404703745679_n
269880766_1937329309788113_2002575391931078108_n
269880766_1937329309788113_2002575391931078108_n
269904980_1936890066498704_307253182758580279_n
269904980_1936890066498704_307253182758580279_n
269742445_1936103023244075_839835366494531926_n
269742445_1936103023244075_839835366494531926_n