منذ ٢٥ يوليو، وتحاول تونس تلك الفتاة الجميلة أن تنقذ نفسها من جماعة الضباع "الإخوان المسلمين" تحاول أن تنزع جسدها الجميل من أنياب ومخالب الضباع، وترى منهم أشد أنواع المقاومة، فتونس كانت الأمل لهم بعد ثورة ٣٠ يونيو التي انتصرت فيها مصر على جماعة الإخوان المسلمين وأنهت مشروعهم الشيطاني في احتلال مصر.
٢٥ يوليو والتي وصفها فناني تونس بالاستقلال الجديد سقطت على الضباع كالصاعقة التي أطاحت بمشروع أخونة تونس والتخلص من سطوتهم فلم يكن أحد متوقعًا ذلك الحسم والقوة التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد واتخاذه تلك الإجراءات الاستثنائية من إقالة الحكومة وتجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه وإلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين كل ذلك وسط دعم ومساندة داخلية ورغبة من المواطن التونسي من التخلص من تيار الإخوان الذي سعي لتدمير الهوية التونسية، تلقت جماعة الضباع الصفعة بصدمة شديدة وعصفت بهم ٢٥ يوليو في عزلة غير مسبوقة وتخلي عنهم الأصدقاء والحلفاء مهللين بعبارتهم الشهيرة "الشرعية – الدستورية – الانقلاب " حاولوا حشد الشارع لكنهم فشلوا بعد فقدان شعبيتهم وانهيار صورتهم الذهنية لدي الجميع في داخل وخارج تونس كما سعوا لحشد دولي ضد تلك القرارات لكنهم فشلوا وارتفعت أصوات الأبواق الإعلامية المشبوهة ضد تلك القرارات في ظل تجاهل دولي لمناشدتهم المستمرة وتحول موقف بعد النشطاء المحرضين من دعم لقيس سعيد إلى شتائم وسباب فالهزيمة الحقيقية لهم لم تكن في انتزاع السلطة من أيديهم ولكن الانهيار التام لشعبيتهم وتعريتهم أمام المجتمع الدولي بالتستر في الغطاء الديني والأخلاقي.
لا تزال تونس تستقبل الطعنات تلو الأخرى حتى يومنا هذا وهي تحاول أن تتصدي لهم بكل جراءة وحسم لكن الضباع لن تستسلم حتى يلفظون أنفاسهم الأخيرة ولن تنتهي محاولتهم في الفتك بها بكل قوتهم المنهكة وبدعم وأموال الأفاعي الأجنبية الساعية إلى نشر الخراب والفوضى في العالم العربي.
لقد وصلت خيانتهم لبلد الياسمين إلا تدبير الاغتيالات للمسئولين القائمين على إدارة البلاد بعد أن تلقت جماعة النهضة صفعه أخري غير متوقعة وهي إصدار حكم حبس الرئيس السابق منصف المرزوقي ٤ سنوات بتهمة "المس بأمن الدولة في الخارج" وإلحاق "ضرر دبلوماسي" بها ذلك الحكم جعل الضباع تشعر بحالة من الرعب الشديد تجاه مصير باقي القضايا المنظورة أمام القضاء التونسي من قضايا إرهاب وتمويل أجنبي لبعض الأحزاب السياسية وقيادات بارزة في المحليات تابعين للجماعة واغتيالات سياسية وقضايا فساد مالي وسياسي في المجالس البلدية وغيرها من الجرائم المتورط بها تيار الإخوان بتونس خلال العشر سنوات الماضية.
الصفعة الأخيرة تعتبر تحولا مهما في المشهد السياسي التونسي حيث كان القضاء يواجه انتقادات شديدة للتباطؤ في القضايا المهمة ولا يخفي عليك عزيزي القارئ إن كان هناك بعض الشبهات طالت القضاء التونسي بتمكين حركة النهضة الإخوانية من السيطرة على القضاء ؛ لذلك التحول يشير إلى إعلان صارخ وصريح بنزاهة القضاء في تونس وبعده عن الأخونة كما يشير إلى اتجاه القضاء للحسم والتسريع في بعض الملفات والقضايا المنظورة أمام المحاكم المتعلقة بقيادات جماعة الإخوان المسلمين وذلك هو سبب شعور الجماعة بالخوف من المستقبل القريب فنجد رد فعل صبيانيا بالإعلان عن إضرابهم عن الطعام فلم يعد أمام الضباع سوي اللجوء لتصرفات الأطفال تلك بالامتناع عن تناول الطعام وكما الحال دائمًا متوقع لهم فشل جديد.
لن تتوقف الضباع في مقاومة الردع التونسي لهم حتى يأتي الوقت لهم بالفرار خارج تونس كما حدث في مصر وانضمامهم إلى باقي شتات الجماعة على أرصفه بلاد العالم، ستظل الطعنات تتوالي عليها لكنها صامدة وتحتاج إلى دعم دولي وعربي ومصري كبير حتى تخرج من تلك الفترة الحرجة في تاريخ تونس المعاصر لكنها في النهاية ستنتصر.. وستكتب مصر وتونس نهاية جماعة الضباع.