.. منذ نكسة ١٩٦٧ توقفت خطط التنمية، وأصبحت ميزانية الدولة كلها مُوجهه للحرب، كانت الأزمة صعبة فقد انهزمنا وضاعت سيناء، وبفضل الله والقوات المسلحة ورجالها الأوفياء تحقق النصر، دخل الرئيس الراحل أنور السادات التاريخ من أوسع أبوابه بعد استعادة أرضنا الحبيبة، وبدأ يُخطط لتحقيق تنمية حقيقية وبدأ التخطيط لإنشاء المدن الجديدة لكن كان الاقتصاد المصري مُنهك، حاول الرئيس السادات رفع الدعم لكنه فشل فشلًا ذريعًا بعد أن خرجت مظاهرات ١٨ و١٩ يناير ١٩٧٧، ومن يومها وجميع الملفات مُغلقة حتى إشعار آخر، أُغلِقت كل ملفات الإصلاح -بالضبة والمفتاح- خوفا من الغضب الشعبي، وجاء الرئيس الأسبق مبارك ولم يحاول الاقتراب من ملف الدعم، لكنه حاول _ بقدر استطاعته -في البنية الأساسية، وكانت المحاولات بطيئة ولا تتناسب مع الزيادة السكانية، وأصبحت ملفات الإصلاح الاقتصادي مؤجلة أو -بصريح العبارة- مُهملة ولم يكن هناك أي خطط مستقبلية جادة.
.. وبعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ لم يكن هناك أي تفكير في الإصلاح، كانت الشعارات الرنانة هي السائدة، تَصَدَر المشهد أصحاب الحناجر، استفادوا واغتنوا ولعبوا على كل الحِبال وحققوا كل شيء، وخسر الوطن ومؤسساته ولم يكسب أي شيء، حتى جاءت لحظة إنقاذ الوطن في ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وقتها بدأنا نشعر أن الوطن الذي ينِزِف -بعد أن استُنِفذ- في حاجة إلى نظرة مختلفة، ويجب علينا إنكار ذاتنا ونُساند الوطن حتى يتعافى، في ذلك الوقت اخترنا "السيسي" ليتولى القيادة وليتقدم الصفوف، كُنا نعِرِف حجم المسئولية ورأينا فيه أنه أهل للثقة وجئنا به رئيسًا للجمهورية.
.. ومنذ إعلان فوز "الرئيس السيسي" في انتخابات الرئاسة في يونيو ٢٠١٤ وهو لا يعرف إلا العمل، وفتح كل الملفات المُغلقة والمُهملة، فتح كل الملفات دون استثناء، ولذلك طوال سنوات سبع أنجز فيهم الكثير والكثير، لم تتحقق الإنجازات بضربة حظ أو صُدفة لكنها تحققت بالتخطيط الجيد وبكفاءة التنفيذ وبمتابعة مستمرة وبإخلاص في العمل وبتفانٍ من أجل مصلحة الوطن والمواطن، الإصلاح الاقتصادي تحقق وتحملنا الكثير لأننا كنا نعرف أننا أمام تحدٍ كبير ويجب علينا تحقيق عدالة اجتماعية لا مفر منها، فلا يُعقل أن تقوم الحكومة بتقديم دعم للأغنياء لا يستفيد منه الفقراء، وتم تعديل منظومة الدعم لكي يصل لمن يستحقه، اكتشافات بترولية جديدة تحققت بعد أن حصلت الشركات الأجنبية على مستحقاتها المتأخرة، أُقيمت كباري على النيل كل ٢٥ كيلو، تنمية سيناء تحققت والمشروعات العملاقة هناك تتحدث عن نفسها، تنمية الصعيد كانت حلم وكُنا نعرف أنه حلم بعيد المنال لكنه تحقق، مبادرة "حياة كريمة" ساهمت بلا شك في زيادة شعبية الرئيس السيسي في القرى لأنها تخدم ٦٠ مليون مواطن يعيشون في الريف، مزارع سمكية توفر احتياجات الشعب المصري وبأسعار مقبولة، دلتا جديدة ستُضيف (٢٫٥) مليون فدان للرقعة الزراعية، محطات مياه شرب وتحلية ومعالجة تم إنشاءها في مناطق إستراتيجية ومنها سيناء والجلالة، نسبة الصرف الصحي في قرى مصر وصلت لـ (٤٠٪) بعد أن كانت (١٢٪)، العشوائيات وصل عددها في عام ٢٠١٠ لـ (١٢٢١) منطقة عشوائية والآن لم يعد للعشوائيات وجود بعد أن تم تطويرها وتوفير مساكن آدمية لساكنيها، تجديد المدارس وتطويرها وإنشاء مدارس جديدة مع تطوير التعليم في جميع المراحل التعليمية، إنشاء جامعات جديدة والتركيز على مجالات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي والحاسبات والمعلومات، كانت الطرق في مصر هي طرق الموت وحوادث الطرق والوفيات بلغت أرقام مُخيفة لكن الآن تقدمت مصر في ترتيب الدول الأهم في الطرق، والمدن السكنية الجديدة أصبحت واقع ومنها المنصورة والعلمين والعاصمة الإدارية، والمدن الصناعية الجديدة نتباهى بها الآن ومنها مدينة الأثاث ومدينة الجلود ومدينة الدواء، تطوير وسط البلد وميدان التحرير والقاهرة الفاطمية، متاحف جديدة في شرم الشيخ وسوهاج والمتحف الكبير، وإلغاء قانون الطوارئ، والاهتمام بالشباب وتدريبهم وإعطاءهم الفرصة للتقدم للأمام والدفع بهم لتقلد المناصب القيادية.. كل هذه الملفات أخترقها الرئيس السيسي وحقق فيها نجاحات ملموسة.