نشرت صفحة أطباء مصر على "فيسبوك" قيام عدة أطباء بجراحة معقدة لطفل عمره شهرين، أجريت أمس السبت حيث قام الأطباء بالجراحة في الواحدة ظهرًا، وأفاق الطفل على الفور بعد الجراحة، وحتي قبل أن يغادر غرفة العمليات أفاق إفاقة كاملة وكان يبكي ويتحرك.
وأوضح أطباء الصفحة التي نشرت تلك الحالة أن الجراحة نفسها كانت معقدة وطويلة وتم إغلاق حنفيات المخ كلها بالمنظار لتفادي تركيب صمام، وكان والد الطفل مصمم علي ذلك بعد أن حضر بطفله من فرنسا لأطباء مصر خصيصا لعمل تلك الجراحة رغم السن الصغير للطفل.
وتابعت الصفحة أن كل شئ سار علي ما يرام وكان الأهل والأطباء سعداء لنجاح العملية والابتسامة على وجه الاطباء، واطباء التخدير،التمريض، والأهل الذين استقبلوا طفلهم بسعادة وفرحة لنجاح الجراحة وخروج الطفل الصغير بسلام و عاد الي غرفته بسلام.
وعندما وصلت الساعة للرابعة عصرًا لبدأ الرضاعة أمسكت الأم بالطفل من بطنه ورفعته إلى أعلى لتبدأ في رضاعة ابنها، وفجأة توقف التنفس تمامًا وتحولت بشرة الطفل إلى اللون الأزرق الغامق، ومن بعده توقف الوعي والحركة وتباطأالقلب وأوشك على التوقف.
وقامت الدكتورة مي طبيبة التخدير في العملية بخطف الطفل من والدته مسرعة وسارعت بع إلى غرفة العمليات لانقاذه والتف حول الطفل 11 طبيب من اختصاصات مختلفة بين الاعصاب، التخدير ، الرعاية، طبيب اطفال، ومساعدين لمدة سبع ساعات يحاولون اصلاح ما نتج عنذلك.
وتغيرت نتائج حالة الطفل الصحية حيث أصبحت ضربات القلب ضعيفة، وانخفض الاوكسيجين إلى ٦٠ ٪ والطبيعي أن يكون فوق ٩٥،ووصل ثاني اوكسيد الكربون إلى ٩٠ ومن الطبيعي أن يكون ٤٠ فقط، كما وصل السكر في الدم إلى ٨٠٠ والطبيعي أن يكون ١٠٠، كماتغيرت نسب الصوديوم، البوتاسيوم، الحموضة بفعل دقائق توقف فيها النفس، واستمرت المعركة سبع ساعات كاملة يتخللها عشرات التحاليل والأدوية حتي عاد الطفل للحياة يبكي و يصرخ ويتنفس.
وشرح استشاري الأطفال المتواجد في العملية ما حدث للطفل بعد نجاح العملية الأولى حيث كان فحص القلب سليم وتنفس الطفل سليم قبلالجراحة لا توجد عيوب اخرى، وأن ما حدث بدأ لحظة رفع الأم للطفل من بطنه فتم الضغط قليلا على البطن في وقت كانت فيه جميع عضلات و صمامات الجسم مرتخية نوعا ما بأثر أدوية التخدير واندفعت نقطة واحدة من حامض المعدة علي عكس الإتجاه وقفزت لأعلى ونزلت إلى حنجرة الطفل فأغلقت تماما ومنعت التنفسفي ثانية واحدة.
وأضاف الطبيب أن الحنجرة مصممة علي أنها بوابة دخول الهواء، فإذا أحست بوجود شئ دخيل أو خطر تنقبض على الفور لمنع دخول المزيد منه ثم توالت الأحداث بعد ذلك حتى استطاع الأطباء إنقاذ الطفل وخرج إلى منزله بصحبة أهله حيث نجحت الجراحة تمامًا.
وفريق العمل الذي قام بالجراحة والتخدير والرعاية هم أطباء المستشفى " دكتور صافيناز عثمان، دكتور خالد عبدالرحمن، دكتور هشام أبوالدهب" والمساعدين الدكتورة أميرة عصمت أستاذ قلب الأطفال.