تحل اليوم الأحد ذكرى وفاة أحد كبار قرأء القرآن الكريم الذي أطلق عليه ملك المقامات القرآنية ، فقد حفظ القرآن الكريم قبل الثانية عشرة من عمره في كتاب القرية، ثم التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا ليتم دراسة القراءات وأحكام التلاوة، وأتم تجويد القرآن وتلاته بالقراءات العشرة على يد الشيخ إدريس فاخر وعمره لم يتجاوز 16 سنة، ثم ذهب للإقامة في طنطا ومن هناك سُجلت الانطلاقة الحقيقية لصوته.
الكاتب الصحفي محمود السعدني في كتابه “ ألحان السماء ” تحدث عن الشيخ مصطفى اسماعيل قائلا: إذا كان كل من القراء الشيوخ الكبار أمثال محمد رفعت والبهتيمي والمنشاوي وشعيشع وغيرهم من الشيوخ الكبار كان لهم اسلوب واحد ووتيرة واحدة على عكس الشيخ مصطفى إسماعيل تجد أنه يمتلك العديد من الأساليب في تلاوة القرآن الكريم فهو متمكنا في النغم والالحان إلى حد لم يضاهه أحد من شيوخ جيله ، فهو يتلاعب بالنغم والألحان كما تتلاعب أنت بالكلمات والجمل في الكتابات العادية .
ذكر السعدني أيضا على حد قوله أنه سأل الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب عن من هو أحسن قارئ ؟ فكان جوابه دون تردد إنه الشيخ مصطفى إسماعيل.
اوضح السعدني في هذا الكتاب أيضا أن الشيخ مصطفى إسماعيل لم يكن يكن شيخا واحد كسائر القراء بل كان شيخان فالأول نستمع إلى تلاوته في الإذاعات خمس دقائق أحيانا وثلاثين دقيقة أحيانا وهو في هذه التسجيلات لا يختلف عن باقي القراء الآخرين أما الثاني فهو العملاق بل عملاق العمالقة فهو مصطفى إسماعيل في الحفلات الدينية التي تقام في القصور أو المساجد فناك يكون الإبداع وهناك تعلو أصوات السامعين إكبارا وإجلالا وطربا وخشوعا وذهولا وهناك ينقل الشيخ سامعيه إلى عالم آخر .
بيّن السعدني أنه في احدى مقابلاته مع الشيخ مصطفى إسماعيل سأله عن الفرق بين التسجيلات المذاعة وبين الحفلات الكبرى ؟ فكان جوابه في الحفلات تجد الوقت أطول وفيه تجاوب بينه وبين الجمهور السامعين ، فالشيخ مصطفى اسماعيل بالنسبة لمن عاصروه من القراء هو كبيرهم الذي علمهم السحر وهو سحر التلاوة والقراءة تجويدا وترتيلا ، وحاول الكثيرون أن يقلدوه لكنهم فشلوا لانه في تلاوته السهل الممتنع .
وأضاف السعدني انه سأل الشيخ مصطفى اسماعيل في احد جلساته معه عمن يعجبه من المطربين والمطربات فكانت اجابته ان يحب أن يستمع إلى سيدة الغناء العربي ام كلثوم ، وإلى المطرب صالح عبدالحي.