بخطى ثابتة تمنح الدولة المصرية محافظات الصعيد قبلة الحياة، وخلال الأيام القليلة الماضية افتتحت العشرات من المشروعات بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي في شتى محافظات الصعيد، ضمن برنامج التنمية الشاملة بصعيد مصر.
والبداية كانت من محافظة أسيوط، فقبل أيام شهد الرئيس السيسي افتتاح عدة مشروعات في مجال البترول والمرافق والبنية التحتية، ومنها افتتاح شركـة أسيوط لتكريـر البترول، وهو مجمع ضخم ويضيف الكثير من إنتاج المواد البترولية، وتحديدا البنزين عالي الأوكتان وبنزين 95، وخلال السبع سنوات الماضية جرى إنشاء عدة مشروعات ضخمة في أسيوط على طريق التنمية بتكلفة 85 مليار جنيه، وذلك لمشروعات في قطاعات مختلفة.
مشروعات أسيوط
كما افتتح الرئيس عددًا من المشروعات الأخرى بمجال المرافق والبنية التحتية كمحطة مياه أبو قرقاص بالمنيا، وتوسعات محطة صرف صحي العدوة بالمنيا، وتوسعات محطة مياه الواسطى ببني سويف، وتوسعات محطة الصرف الصحي طنسا بني مالو 2.5 ألف م 3 في اليوم، وتوسعات محطة معالجة صرف صحي أبو صير بطاقة 12 ألف م 3 في اليوم، وتوسعات محطة مياه دشنا بقنا، ومحطة مياه فرشوط بقنا.
واختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، عام 2021 في محافظة المنيا بافتتاح العديد من المشروعات القومية العملاقة بتكلفة 885 مليون جنيه لتكون بداية تنمية حقيقة.
مشروعات المنيا
وشهدت محافظة المنيا خلال الـ 8 سنوات الأخيرة تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى بداية من محور سمالوط الحر الذي بلغت تكلفته أكثر من 2 مليار جنيها ليربط الظهير الصحراوي الغربي بالشرقي ، وفي قطاع الصحة تم بناء 3 مستشفيات لدعم المنظومة الصحية بالأجهزة الحديثة ضمن خطة التطوير التي أكد عليها الرئيس وهي بناء مستشفي سمالوط النموذجي ومستشفى ملوي ومستشفي ديرمواس وجاري بناء مستشفي بني مزار ومطاي لتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وفي مشروعات الينية التحتية افتتح الرئيس السيسي نهاية الأسبوع الماضي محطة وشبكات مياه شرب مدينة أبو قرقاص تشغيل جزئي بطاقة 102 / 204 ألف م3/يوم ويضم المشروع مأخذًا على نهر النيل ومحطة المياه وشبكات بطول 118.7 كيلومتر بأقطار من 1500 مم 250 مم، كما شهد الافتتاح ايضًا تشغيل 3 معديات نفقية تمتد أسفل السكة الحديد وترعة الإبراهيمية وطريق مصر أسوان الزراعي لنقل المياه من شرق الإبراهيمية إلى غربها لخدمة أكثر من 500 ألف نسمة بمناطق مركز ومدينة أبو قرقاص وقرى جنوب مدينة المنيا وقرى شمال مدينة ملوى بتكلفة 885 مليون جنيه.
مشروعات سوهاج وقنا
كما شمل برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، العديد من المشروعات بمحافظتى قنا وسوهاج بتمويل حوالى 500 مليون دولار من البنك الدولي ومبلغ مماثل من الحكومة المصرية ومن المقرر أن ينتهى في 2023.
وأشارت إلى أنه تنفيذ 4119 مشروع بنية تحتية وتحسين جودة حياة المواطنين وبيئة الاعمال في محافظتى قنا وسوهاج ضمن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، واستفاد من البرنامج حتى الآن حوالى 5.4 مليون مواطن بالمحافظتين 49% منهم من السيدات، كما نجح البرنامج في توفير حوالى 269 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
مشروعات البنية التحتية
وفي قطاع مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظتي قنا وسوهاج ضمن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر تم تنفيذ حوالى 115 مشروعا بإجمالي 2.9 مليار جنيه واستفاد منها 2.8 مليون مواطن وتم استكمال 6 محطات معالجة كانت استثمارات متعثرة بقنا وسوهاج ومن بينها مشروع صرف صحى نقادة بقنا ومشروع صرف صحى متكامل فقط ومشروع صرف صحى ماكامل الغريزات بسوهاج ومشروع صرف صحى الهجارسة بسوهاج.
وفيما يخص قطاع الطرق المحلية والنقل خلال برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر تم خلاله تنفيذ 964 مشروعا في المحافظتين بإستثمارات 2.1 مليار جنيه حيث تم رصف 947 كيلو مترا و38 مشروع كوبرى ونفق ومن بين تلك المشروعات كوبرى الثقافة بسوهاج بإجمالى تكلفة حوالى 371 مليون جنيه.
وفى مجال التنمية العمرانية تم تنفيذ 187 مشروعا بإجمالى استثمارات 553 مليون جنيه، وفى مجال التنمية الصناعية قال شعراوى أنه تم رفع كفاءة البنية التحتية وتطوير وتحديث منظومة إدارة المناطق الصناعية بمحافظتى قنا وسوهاج حيث تم رفع كفاءة 4 مناطق صناعية وجارى تطوير وتحديث أطر إدارة المناطق الصناعية والخدمات المقدمة بها لـ6 مناطق آخرى وتبلغ إجمالي الاستثمارات حوالى 6.1 مليار جنيه.
كما تم إنفاق حوالى 33 مليون جنيه لتطوير 22 مركزا تكنولوجيا و4 مراكز تكنولوجية متنقلة لتحسين تقديم الخدمات الإجرائية المقدمة للمواطنين والأعمال.
مشروعات صناعية وفرصا استثمارية
وعن المشروعات الصناعية، كشفت وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع عن الفرص والمشروعات المتاحة للاستثمار الصناعي بصعيد مصر والتي تبلغ 234 فرصة معظمها مشروعات متوسطة تتراوح تكلفتها الاستثمارية ما بين مليون الى 25 مليون جنيه.
ونوهت جامع إلى أن جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر يسهم بدوره في خطة تنمية الصعيد حيث قام بتحديد المقومات الاقتصادية للمراكز المستهدفة بمبادرة حياة كريمة حيث تم توفير 563 مليون جنيه لتمويل المشروعات المستهدفة في إطار المبادرة التي بلغت 21 ألف مشروع والتى توفر نحو 38 ألف فرصة عمل، مشيرةً إلى أن الجهاز قام بضخ 16 مليار جنيه لتمويل نحو 827 ألف مشروع متوسط وصغير ومتناهى الصغر بالصعيد خلال الفترة من 2014- 2021، وهو ما يمثل حوالى 65 % من التمويل الموجه لمحافظات الصعيد منذ انشاء الجهاز.
وأضافت وزيرة التجارة والصناعة أن خطة عمل الوزارة تتضمن استكمال منظومة الطرح للمجمعات الصناعية بالصعيد والتي تتضمن 10 مجمعات صناعية توفر 2628 وحدة صناعية، لافتةً إلى أن الـ 5 مجمعات صناعية التى افتتحها الرئيس السيسي تضم 1178 وحدة تشمل البغدادي بالأقصر وبياض العرب ببني سويف والمطاهرة بالمنيا والغردقة بالبحر الأحمر وهو بقنا وتعمل في مجالات مواد البناء والصناعات الكيميائية والهندسية والغذائية والنسيجية ومواد البناء الديكورية.
وفى هذا الاطار أوضحت جامع أن الوزارة قامت بتقديم العديد من المزايا والحوافز غير المسبوقة، تضمنت تبسيط الشروط والمستندات المطلوبة للحصول على الوحدات بالمجمعات الصناعية حيث تم تخفيض سعر كراسة الشروط من 2500 جنيه بالاضافة الى ضريبة القيمة المضافة سابقا الى 500 جنيه فقط،كما تم الغاء التكاليف المعيارية نظير دراسة الطلب البالغة 2500 جنيه بالاضافة الى ضريبة القيمة المضافة، كما تم تخفيض مبلغ جدية الحجز من 50 ألف جنيه إلى 10 الاف جنيه، وتم أيضا إعفاء المستثمرين من سداد مقابل تقديم العروض البالغ ألف جنيه وكذا إلغاء رسوم تقديم التظلم في حالة رفض الطلبات والبالغة 10 آلاف جنيه مضافا إليها الضريبة، بالإضافة إلى تبسيط المستندات الادارية المقدمة مع طلب التخصيص.
وأجمع خبراء التنمية المحلية على أن الصعيد يشهد طفرة استثنائية خلال السنوات الأخيرة بعد أن عانى لعقود من التهميش، والبعد عن خريطة التنمية الحقيقية.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور حمدى عرفة، أستاذ الإدارة المحلية، إن محافظات صعيد مصر تمثل جزء جوهري من أرض مصر، وتتركز في محافظات الصعيد الـ11 العديد من فرص التنمية الحقيقية التي كانت لسنوات بعيدة عن خارطة التطوير والتنمية، مشيرا إلى أنه لا يقل عن 40 مليون مواطن يقطنون محافظات الصعيد.
وأضاف عرفة في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن الاهتمام بتنمية الصعيد في عصر الرئيس السيسي انعكس في خلق المزيد من الفرص التنموية فأقيمت مشروعات ضخمة، بالإضافة إلى خلق فرص عمل لآلاف الشباب من أبناء الصعيد، الأمر الذي يحد من الهجرة الداخلية إلى القاهرة وبالتالي التخفيف من التكدس السكاني الذي تعاني منه محافظات القاهرة الكبرى منذ سنوات، بالإضافة إلى الحد من معدلات الفقر العالية التي شهدتها خلال السنوات الماضية.
وتابع: "المشروعات التي تقيمها الدولة والتي تتحمل سنوات من التجاهل والتهميش لمحافظات الصعيد، مما أدى لوصول نسبة الفقر في الصعيد وصلت إلى 51 %".
ووافقه الرأي الدكتور صبري الجندي، مستشار وزير التنمية المحلية الأسبق، الذي أكد أن التنمية التي تشهدها محافظات الصعيد تدخل ضمن برنامج أشمل من التطوير الجذري لواحد من أهم أقاليم مصر والذي يحمل من المميزات التنافسية الكثير.
وأضاف الجندي في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن محافظات الصعيد تتميز بتواجد ثروة بشرية كبيرة حيث ترتفع الكثافة السكانية في بعض محافظات الصعيد الممتدة من الجيزة والفيوم حتى أسوان، وعلى الرغم من الكثافة السكانية إلا أن خطط تنمية الصعيد لم تكن على قدر المستوى ولم تكن كافية من أجل تنمية وتطوير شامل.
ولفت خبير التنمية المحلية إلى أن تطوير وتنمية الصعيد بالشكل الأمثل من شانه تجنيب مصر العديد من المشكلات وعلى رأسها الهجرة من محافظات الصعير إلى العاصمة بحثا عن لقمة العيش، فالتطوير يوفر ملايين من فرص العمل لشباب الصعيد من خلال افتتاح المجمعات الصناعية والمشروعات الكبرى، التي توفر حياة كريمة لما يقرب من نصف الشعب المصري.