الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

هذا دورنا في مواجهة الإرهاب الأسود

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بين الحين والحين يطل علينا الإرهاب الأسود بوجهه العابس القميئ، ينتظر أن يطفأ فرحتنا باحتفالاتنا في أعيادنا سواء الأعياد الدينية أو الاحتفالات القومية، يريدون أن يعكروا صفونا ويطفئوا بهجة احتفالنا. ولا ولن يفلح الساحرون حيث أتوا. أقول لهؤلاء ومن شايعهم ومن علي شاكلتهم، ومن وجههم لارتكاب هذه الموبقات، أقول لهم لن تفلحوا أبدا، لا ترهبنا مخططاتكم الإرهابية، لن ترهبنا جحوركم التي تختبأون فيها وتتخذونها أوكارا لتخططوا فيها لعملياتكم الإجرامية. أقول لكم، أنتم جبناء،مجرمون،تتربصون كالذئاب بليل لتقتلوا خيرة شبابنا المرابطون علي حدودنا وعلي كمائننا لحماية مقدراتنا وأراضينا حتي ننام في بيوتنا آمنين مطمئنين. تخرجون من جحوركم ملثمين، الحروب الشريفة يا معدومي المروءة والشرف، الحروب الشريفة أن تري وجهك ولا تخفيه، لكن لانكم تضربون وتجرون فأنتم لا دين لكم، ولا أمان لمن لا دين له. ماذا فعل هؤلاء الشباب خير أجناد الأرض، ماذا فعلوا لكم، حتي يكون جزاؤهم القتل في ريعان الشباب، ألا سحقا لكم، ألا تبا لكم، يقول الله، وقد مكروا مكرا كبارا. ويقول: ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. بربي لن يترككم الله تعيثوا في الأرض فسادا، وتهلكوا الحرث والنسل. لا ولن تفلحوا. وأنتم يا خير أجناد الأرض نعلم جيدا أن هؤلاء لا ولن ترهبكم أعمالهم القذرة الدنيئة، بل ستزيدكم إصرارا علي المضي قدما لدحرهم واستئصال شأفتهم عن بكرة أبيهم. وقيادتنا تقف خلفكم تدفعكم دفعا إلي الأمام بكل ما أوتيت من قوة لتطهير البلاد وحماية العباد وحماية مقدراتنا من شراك وفخاخ هؤلاء. في كل مناسبة نسمع استشهاد ضباط وجنود ومدنيين، ونتمعض ونغضب ونشجب وندين وندعوا بالرحمة لشهدائنا ونلعن قتلاهم. ونواسي ذوي الأبطال، وهذا جد طيب ومحمود، ولا مندوحة عنه،فجبر الخاطر يطيب النفوس، ونقدم الأوسمة لأسر الرجال،الرجال بحق، _يا معدومي الشهامة والرجولة. وتمنح الدولة ترقيات استثنائية، وتعد أبناء الشهداء للالتحاق بالكلية العسكرية مصانع الرجال ليكونوا رجالا يكملوا ما بدأه آبائهم. كل ذلك طيب وجميل ويحدث فعلا ومن ينكره فهو جاحد أو معاند أو مكابر.، وقد تطلق أسماء الأبطال علي ميادين وشوارع حيوية،فحيا الله من يأمر بذلك، وهذا أقل القليل الذي ينبغي تقديمه لهؤلاء الوحوش الذين قضوا نحبهم دفاعا وذودا عن بلادنا. لكن أين دور المفكرين،أين دور علماء الدين، أين دور الباحثين الاجتماعيين والاخصائيين النفسانيين. أيها المفكرون كل في مجاله كل في تخصصه عليكم دور فاعل في بناء خطاب توعوي متكامل، لتوعية الشباب وتوجيههم بعدم الانقياد الأعمي خلف شعارات هؤلاء الهدامة،ولابد من توضيح الأمر برمته، أن هؤلاء مأجورين مستأجرين استأجرتهم أيد خبيثة تريد تخريب البلاد وتريد عدم الإستقرار لنا، لأنهم راعهم هذه الصحوة الاقتصادية والتعميرية والمشروعات العملاقة التي تتم علي أرض الواقع في كل المجالات. فلابد من توظيف كل وجل فكرنا لمواجهة هؤلاء لا عن طريق الدخول في حوار مع هؤلاء القتلة وانما في خطاب مع أبنائنا عبر شاشات الفضائيات،وعبر شبكات الإذاعة. كل في مكانه. الاخصائي الاجتماعي عليه دور لابد أن يؤده بمنتهي القوة،عن طريق توضيح المخاطر والأضرار الاجتماعية التي تصيب المجتمع من جراء هذه العمليات الإرهابية المسمومة،ومن هذه الحملات المسعورة، فلابد من عقد الندوات التثقيفية في مراكز الشباب في المدن وفي القري وخصوصا القري التي يتم فيها استهداف الشباب وتجنيدهم اما لظروف الأحوال المعيشية وضيق ذات اليد أو الضحك علي بعض هؤلاء بأسم الجهاد في سبيل الله،والله من هؤلاء ومن جهادهم براء. وأنتم يا علماء الدين، يا أصحاب العمائم الزاهرة، أروا الله من أنفسكم خيرا وقولوا كلمة حق وواجهوا هؤلاء بالكلمة ولاتخشوا في الحق لومة لائم، واستعينوا بالله واصبروا. يا من تعتلون منبر رسول الله، يا علماء الأوقاف، انشروا في خطبكم الدين الإسلامي السمح الوسطي المستنير الذي يدعوا الي الإخوة الإنسانية ويدعوا الي المواطنة ويدعوا الي الخير والحق والجمال، وضحوا للناس مفهوم الجهاد الحقيقي،وأن يبدأ الإنسان في جهاد نفسه أولا بتجنب المعاصي والمهلكات، قولوا للناس أن إسلامنا دين قيم يدعوا إلي التسامح والتصالح وأن ديننا يرفض القتل والإرهاب، ويدعوا إلي التعايش السلمي بين كل الشعوب،قولوا للناس أن ديننا يحتضن الجميع ويتسع صدره للجميع ومن هنا أتت عالميته. هذا دوركم المكلفين به، فلا تتراجعوا والله من وراءكم محيط، يسمع خطاباتكم ويري أماكنكم، ويؤيدكم ولن يتركم أعمالكم. زيدوا من خطاباتكم الدينية التوجيهية الوعظية الإرشادية،اعقدوا ندوات كثيرة وكثيرة، استغلوا المناسبات وتحدثوا مع الناس وإلي الشباب عصب الأمة وعماد البلاد. وأنتم أيها الاخصائيون النفسيون عليكم دور مهم،الا وهو الإهتمام بأسر الشهداء،أبناء الشهداء، زوجات الأبطال،أمهات وأباء الرجال الذين اغتالتهم يد الخسة عليكم بتخفيف أوجاعهم واحتضانهم وإزالة الآثار النفسية التي تسبب فيها هؤلاء القتلة. يا سادة كل في مكانه،لابد أن يقدم شيئا لهذا البلد الطيب الذي نحيا علي ترابه ونتنفس هواءه،ونأكل من خيراته. لابد أن تتضافر كل الجهود ونقف بمنتهي القوة خلف قيادتنا لمواجهة هذا الإرهاب الأسود الغاشم. حفظ الله البلاد والعباد.