أقام سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية فرنسا فهد بن معيوف الرويلي حفل عشاء بمقر إقامته في باريس بحضور كوكبة من المسؤولين والبرلمانيين الفرنسيين ورجال الفكر والأعمال والإعلام والقائمين على الأديان السماوية الثلاثة في فرنسا، في إطار تقدم المملكة العربية السعودية بطلب ترشيحها رسمياً إلى الهيئة المنظمة للمعارض الدولية في باريس ، لاستضافة معرض "إكسبو" الدولي العريق الذي يُقام منذ 1851 كل خمس سنوات ويستمر لفترة أقصاها 6 أشهر ويستقطب ملايين الزوار ورجال الأعمال والشركات العالمية الكبرى .
جاء ذلك بحضور فيليب فرانك رئيس البروتوكول إدارة مراسم الدولة بالجمهورية الفرنسية ، والسيناتور أوليفيه كاديك نائب رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة الفرنسية بمجلس الشيوخ الذي يتولى ايضاً رئاسة لجنة الصداقة (فرنسا - دول الخليج) والنائبة البرلمانية إميليا لاكرافى عن الحزب الحاكم (الجمهورية الى الأمام) وجاك لانج وزير الثقافة الفرنسية الأسبق ورئيس معهد العالم العربي ،وعميد مسجد باريس الكبير شمس الدين حفيظ.
إعلان الترشيح الرسمي
وألقى السفير فهد بن معيوف الرويلي كلمة باللغة الفرنسية رحب فيها بالحضور وبأعضاء البرلمان الفرنسي بغرفتيه الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ وبرؤساء المنظمات والشركات وممثلو الاديان السماوية الثلاثة في فرنسا ببيت شعر عربي “حضورك العيد قد حققت أعيادي”، حيث أعلن للحاضرين عن ترشيح المملكة لاستضافة معرض اكسبو 2030 بالرياض، وما تشهده المملكة وعاصمتها الرياض من نهضة وتنمية واسعتين في ظل رؤية المملكة التي تؤهلها بجدارة لهذا الترشيح وتتوافق النسخة التي تسعى الرياض لاستضافتها مع وصول خطة السعودية لتنويع الاقتصاد والإصلاح الاجتماعي لنهايتها، وهي ما تعد مناسبة مهمة للبلاد.
وتحدث السفير عن اعتزام السعودية تنظيم المعرض بمدينة الرياض في الفترة من 1 أكتوبر إلى 1 أبريل من عام 2030، تحت شعار (حقبة التغيير: المضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل) وأكد أن استضافة هذا المعرض يأتي في وقت استثنائي من تاريخ المملكة العريق، المليء بالطموحات المستقبلية، والرؤى التي تعزز من مكانتها عالمياً. وإن طلب استضافة أكبر المعارض الدولية، يأتي تتويجاً لجهود المملكة لتحقيق رؤية 2030، ليدشن حقبة جديدة من الاستراتيجيات التي ستضع السعودية في مقدم الدول ذات التأثير العالمي ، وسيعكس دور الإنسان السعودي في وضع الخطط الاستشرافية والتنموية لمستقبل أكثر ازدهاراً. وقال السفير فهد الرويلي: "بأننا على ثقة بأن عاصمتنا الرياض ستفوز في سباق الترشيحات الدولية والذي تتنافس الرياض فيه مع العاصمة الروسية موسكو، وبوسان في كوريا الجنوبية، والعاصمة الإيطالية روما، أوديسا في أوكرانيا." وقال: "بأن فوز عاصمتنا سيترجم ما حققناه من مكتسبات لنحتفل في هذه السنة الاستثنائية 2030 بتتويج جهودنا الرامية إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة." وأكد بأن تنظيم المعرض سيتم بالتعاون مع الدول الصديقة للسعودية وعلى رأسها فرنسا وفق معايير "رؤيتنا الوطنية لاستثمار خبرات فرنسا الدولية حيث سبق ونظمت معرض إكسبو عدة مرات في باريس بالإضافة إلي تنظيم آلاف الفعاليات الدولية في باريس وعدة مدن فرنسية أخرى".
وشرح السفير السعودي في كلمته بإيجاز رؤية السعودية 2030 التي اطلقها الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة عام 2016 وقال أن حكومته عبر خارطة الطريق الاستراتيجية تبنت حزمة اصلاحات عميقة وتحديات كبيرة وإن بلاده تشهد حالياً على التقدم غير مسبوق في شتى القطاعات والمجالات مما شجع الانفتاح على المملكة والعالم ووسع مساحة التعاون الدولي الثنائي للدولة.
واعلن الرويلي أن المملكة السعودية احتفلت هذا العام 2021 بالسنة الخامسة على مكتسبات رؤية 2030 مضيفا: "نحن فخورون بهذه الانجازات الملموسة والدائمة في هذه الفترة القصيرة مقارنة بعمر الأمم ولكنها كانت حافلة بالمكتسبات ومليئة بالأعمال الكبرى وبالطفرات الملحوظة."
وقال أن القيادة السياسية الرشيدة تعتبر هذا الترشح تحديًا مُهمًا ورمزيًا للسعودية، معربا عن ثقته بمقدرة بلاده والتزامها بإقامة نسخة تاريخية من معرض إكسبو الدولي وبأعلى سقف في الحداثة والابتكار، وبتقديم تجربة عالمية غير مسبوقة في تاريخ تنظيم هذا المحفل العالمي.
فائض اقتصادي
وكشف السفير فهد الرويلي بأن حكومته أقرت الميزانية الوطنية الجديدة والتي تخص أيضاً المشاريع الكبرى التي تنطلق في كل ارجاء المملكة والتطوير في مجالات الحياة أبرزها التعليم والصحة وأعلن بأنه للمرة الأولى منذ 2013 تحقق بلاده فائض في الميزانية للعام المقبل 2022، يقدّر بـ 90 مليار ريال سعودي بنسبة 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي، على الرغم من الركود الاقتصادي العالمي والظروف الصحية الاستثنائية الناجمة عن وباء كورونا والمتحور أوميكرون المنتشر دوليا، وذلك بسبب ارتفاع أسعار النفط الخام العالمية، كما يأتي تحسن الوضع المالي بعد أن تغلبت المملكة على التداعيات الاقتصادية والمراحل الاستثنائية لوباء فيروس كورونا.
زيارة ماكرون للسعودية
تطرق السفير فهد بن معيوف الرويلي الى زيارة الرئيس الفرنسي الخليجية حيث قال للحضور : "احتفل معكم بنجاح زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون للسعودية والتي جرت في 4 ديسمبر وكان لي شرف المساهمة الشخصية فيها وفي اعداد برنامجها بالتعاون مع شركائي الفرنسيين في الرياض وباريس." ووصف الزيارة بأنها لعبت دورا مهما في تاريخ التعاون الثنائي للبلدين وعززت أواصر الصداقة بين الدولتين والشعبين كما عززت العلاقات الاقتصادية حيث كشف السفير السعودي عن توقيع نحو اكثر من 20 اتفاقية وأن هناك شراكة استراتيجية فرنسية سعودية وطيدة في كل الميادين السياسية والاقتصادية، حيث يرى الرئيس ماكرون أنه من الضروري الحوار مع المملكة العربية السعودية الدولة الخليجية الأولى من حيث الحجم للتمكّن من العمل على استقرار المنطقة وأنّ السعودية نظّمت بنجاح قمّة مجموعة العشرين، وانه يعلم مدى أهمية الدولة على المستوى الإقليمي والدولي. وأكد بأن "العلاقات الثنائية ممتازة وعميقة وثابتة وتتقدم كل يوم. ولدينا شراكة سياسية اقتصادية واستراتيجية وفي عدة مجالات."
وفي الختام وصف السفير فهد بن معيوف الرويلي الحفل بأن له مذاق خاص لأنه الأول له ولأسرته الكريمة في عاصمة الانوار باريس حيث جاء الى فرنسا في 29 ديسمبر العام الماضي وسلم أوراق اعتماده يوم 30 ديسمبر2020 لرئيس البروتوكول الفرنسي ليباشر عمله كسفير المملكة السعودية في الجمهورية الفرنسية كما عبر السفير عن تهانيه وتمنياته للحضور بمناسبة أعياد نهاية العام الميلادي ودعا الجميع على مأدبة عشاء فاخرة تنوعت فيها الوان الطعام من المطبخين السعودي والعربي.
جاك لانج: بن سلمان حقق للمملكة طفرات هائلة غير مسبوقة
وفي لقاء لمندوب البوابة نيوز بجاك لانج رئيس المعهد العالم العربي بباريس قال بأنه واثق من فوز المملكة السعودية بتنظيم معرض إكسبو 2030 فكما نجحت دبي في استضافته للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا. ستنجح المملكة وبإمتياز فهي تملك إمكانيات اقتصادية جبارة وتحظى بقدرات لوجستية كافية لاستضافة هذا الحدث الدولي، كما يتجاوز عدد الغرف الفندقية الفخمة نحو 80 ألف غرفة مجهزة بأفضل سبل الراحة للنزلاء خلال فترة انعقاد المعرض، فضلاً عن البنية التحتية ذات الطراز العالمي، والتي تُعدُّ في مجملها الأساس الراسخ الذي يرتكز عليه ملف الاستضافة.
وصرح وزير الثقافة الفرنسية السابق للبوابة نيوز بان ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان حقق طفرات سياسية واجتماعية واقتصادية وعسكرية ودينية جبارة في البلاد وحرر المرأة وأزاح الجهل والتطرف وفتح البلاد على العالمية وشجع العلوم وادخل التكنلوجية ونقل مفهوم الحداثة في السعودية في زمن وجيز للغاية مما يدل على إرادة وعزيمة أقوى من الفولاذ، وقال بأن العالم يشهد على النقلة الكبيرة التي تحققت على يديه وعلى يد جلالة الملك سلمان وقال بأن هذا المملكة تشهد العصر الذهبي حالياً وهنيئاً للشعب السعودي ولدول الخليج بهذه الزعامة الوطنية الحكيمة المحبة للبلاد ولشعوبها.