الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

صلاح عيسى.. الجريء

الكاتب الصحفي صلاح
الكاتب الصحفي صلاح عيسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحل  اليوم السبت، ذكرى رحيل الكاتب والمؤرخ صلاح عيسى، الذي عرف طيلة حياته بأنه كان واحدا من أصحاب المواقف الثابتة، عن حرية الرأي وحرية الصحافة، وظل يدافع عنها طوال حياته، ودفع ثمنًا كبيرًا من أجل التمسك بها، وهو إلى جانب ذلك  صاحب قلم بارع، لديه قدرة فياضة على الاسترسال فيما يكتب، بدأ حياته كاتبا للقصة القصيرة ثم اتجه للكتابة في التاريخ والفكر السياسي والاجتماعي.
وأصدر عيسى مجموعته القصصية "جنرالات بلا جنود"، ثم انشغل بالتاريخ طوال حياته، وكان لهزيمة يونيو 1967 أثر كبير في ذلك، إذ أفاق جيل الستينات المصري كله على الهزيمة بعد أن منوا أنفسهم بأمل يوشك أن يتحقق، وهكذا أعادوا قراءة التاريخ مرة أخرى ليعرفوا حقيقة ما حدث ومآلاته في القريب الذي ينتظرهم، وكان عيسى أحد أبناء هذا الجيل، ولذلك خرج كتابه "الثورة العرابية" مختلفاً عن غيره من الكتابات التي تناولت تلك الفترة، إذ إن ثمة تشابها قرأه عيسى بين الفترتين، الحركة العرابية، وانقلاب 1952، للاثنين نفس القوة في المطالبة بتغيير أفضل، وللاثنين نفس النتيجة في كسر الأمل والوصول لنهاية أسوأ من كل الخيالات.
تفرغ عيسى للعمل بالصحافة منذ عام 1972 في جريدة الجمهورية، وأسس وشارك في تأسيس وإدارة تحرير عدد من الصحف والمجلات منها الكتاب والثقافة الوطنية والأهالي واليسار والصحفيون، وترأس عيسى في وقت لاحق تحرير جريدة القاهرة، واعتقل لأول مرة بسبب آرائه السياسية، وتكرر اعتقاله أو القبض عليه  وفصل من عمله الصحفي المصري والعربي.
اعتاد عيسى أن يدمج التاريخ فى الحكاية، يربطهما بخيط من الصحافة، ويحكم الرباط بمزيد من التوثيق، ينقل كل هذا إلى كتاب فى النهاية، ليستمتع قارئُه بنموذج فريد من الحكى الذى يجمع بين الفكر والصحافة والأدب.
تنوعت كتابات عيسى التى بلغت أكثر من عشرين كتابًا، فى التاريخ والفكر السياسى والاجتماعى والأدب، لكنها دوماً كانت مرتبطة بالهم الذى يحمله منذ اتجه عام ١٩٦٢ للكتابة فى هذه المجالات، ولم يمنع عيسى الاعتقال الأول، بسبب آرائه السياسية عام ١٩٦٦، والذى كان بسبب كتابته مجموعة مقالات فى جريدة الحرية اللبنانية، عنوانها الثورة بين المسير والمصير والتى كانت تنتقد نظام ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، فاستمر فى ذلك الاتجاه، الذى جعله واحداً من أساتذة الصحافة والتاريخ. 
كانت الفئات الشعبية والفقيرة محور كتابات عيسى، فتنوعت كتاباته التي بلغت أكثر من عشرين كتابا، فى التاريخ والفكر السياسي والاجتماعي والأدب، ففي كتابه "ريا وسكينة.. سيرة سياسية واجتماعية"، تحدث بمعلومات ووثائق عن الظروف السياسية والاقتصادية التي أحيطت بتلك التجربة، أما في كتابه "شخصيات لها العجب"، كان أشبه بمخرج سينمائي ينسج خيوط درامية لعدد من الشخصيات البارزة في مصر، بينهم الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، وأحمد بهاء الدين وغيرهم لتحمل كل هذه الأعمال الكثير من حياة المصريين.