احتفلت بعض الكنائس في مصر وحول العالم، ليلة أمس الجمعة، بعيد الميلاد المجيد، وسط الألحان وترانيم الميلاد العالمية، ففي الكنيسة الكاثوليكية في مصر، ترأس الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، قداس عيد الميلاد المجيد، من كاتدرائية العذراء مريم بمدينة نصر، وبحضور ممثل رئاسة الجمهورية لتقديم تهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكنيسة بعيد الميلاد المجيد، وممثل عن وزارة الداخلية مندوبًا عن اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وشارك بالاحتفال عدد من الوزراء الحاليين والسابقين وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، ومن الأزهر الشريف شارك بالتهنئة وفد من الأزهر لتقديم تهنئة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، كما شارك أيضًا بالحضور عدد من قيادات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والطائفة الإنجيلية، وعدد من السفراء والدبلوماسين والشخصيات العامة.
كما ترأس أيضًا مساء أمس الجمعة، المطران سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، قداس عيد الميلاد المجيد، من كاتدرائية جميع القديسين بالزمالك، وبحضور ممثل رئاسة الجمهورية لتقديم تهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكنيسة بعيد الميلاد المجيد، وممثل عن وزارة الداخلية مندوبًا عن اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وشارك بالاحتفال عدد من الوزراء الحاليين والسابقين وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، ومن الأزهر الشريف شارك بالتهنئة وفد من الأزهر لتقديم تهنئة فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، كما شارك أيضا بالحضور عدد من قيادات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والطائفة الإنجيلية، وعدد من السفراء والدبلوماسين والشخصيات العامة.
ويترأس صباح اليوم السبت، البابا ثيودروس، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، من كنيسة المقر البطريركي بمنطقة الحمزاوي وبحضور ممثل رئاسة الجمهورية لتقديم تهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكنيسة بعيد الميلاد المجيد، وممثل عن وزارة الداخلية مندوبًا عن اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، كما من المقرر أن يشارك الحضور أيضا عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، ومن الأزهر الشريف شارك بالتهنئة وفد من الأزهر لتقديم تهنئة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، كما من المقرر أن يشارك بالحضور وفد من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعدد من السفراء والدبلوماسين والشخصيات العامة.
كما يحتفل صباح اليوم السبت، الفاتيكان والكنائس الكاثوليكية حول العالم وكنائس الروم والسريان الأرثوذكس، والكنائس الإنجيلية اللوثرية والكلفينية والمذاهب الأخري حول العالم بعيد الميلاد المجيد.
ورصدت «البوابة» رسائل الميلاد التي ألقاها قادة الكنائس حول العالم والتي نسردها في السطور التالية..
- الفاتيكان
البابا فرنسيس: حدث لا يمكن للتاريخ أن يتجاهله
وحده التواضع طريق يقودنا إلى الله.. ولنعد إلى بيوتنا حاملين أمنيات الملائكة بالسلام في الأَرض
قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، إنه يود أن يتذكر الحدث الذي لا يمكن للتاريخ أن يتجاهله: ولادة يسوع.
وتابع: «حفاظًا على الأَمر الصادر عنِ القَيصَرِ أَوغُسطُس بِإِحْصاءِ جَميعِ أَهلِ الـمَعمور، والذي كان يفترض أن يذَهبَ جَميعُ النَّاسِ لِيَكَتتِبَ كلُّ واحِدٍ في مَدينتِه، نزل يوسف ومريم من الناصرة إلى بيت لحم. وما إن وصلا بحثا فورًا عن مكان ليقيما فيه، لأن الولادة كانت قد أصبحت وشيكة؛ لكن للأسف لم يجدا لهما مكانًا، فاضطرت مريم إلى أن تلد ابنها في مذود. لنفكر لم يُمنح خالق الكون مكانًا يولد فيه! ربما كان ذلك استباقًا لما يقوله الإنجيلي يوحنا: (جاءَ إِلى بَيتِه. فما قَبِلَه أَهْلُ بَيتِه)؛ وعن ما سيقوله يسوع نفسه (إِنَّ لِلثَّعالِبِ أَوجِرَة ولِطُيورِ السَّماءِ أَوكارًا، وأَمَّا ابنُ الإِنسان فلَيسَ لَه ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه)».
وأضاف البابا فرنسيس، أن ملاكًا قد أعلن ولادة يسوع، وقد قام بذلك لرعاة متواضعين، ونجم أظهر للمجوس الطريق لكي يبلغوا إلى بيت لحم. الملاك هو رسول الله، والنجم يذكِّر بأن الله خلق النور وأن ذلك الطفل سيكون نور العالم، كما سيصف نفسه لاحقًا، «النُّورُ الحَقّ الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان"، والنُّورُ الذي "يَشرِقُ في الظُّلُمات ولَم تُدرِكْه الظُّلُمات».
وتابع البابا فرنسيس: «يجسّد الرعاة فقراء إسرائيل، أشخاص متواضعون يعيشون في الداخل ويدركون نقصهم، ولهذا السبب بالتحديد يثقون بالله أكثر من غيرهم. فهم أول من رأوا ابن الله المتجسد، وهذا اللقاء غيّرهم بعمق، ويقول الإنجيل أنهم رجعوا (وهم يُمَجِّدونَ الله ويُسَبِّحونَه على كُلِّ ما سَمِعوا ورَأَوا كَما قيلَ لَهم). حول الطفل يسوع كان هناك أيضًا المجوس. لا تخبرنا الأناجيل أنهم كانوا ملوكًا ولا عددهم ولا أسمائهم. نحن نعلم على وجه اليقين فقط أنهم من بلد بعيد في الشرق (يمكننا أن نفكر في بلاد فارس أو بابل أو جنوب شبه الجزيرة العربية) انطلقوا بحثًا عن ملك اليهود، الذي يعترفون في قلوبهم أنّه الله، لأنهم يقولون إنهم يريدون أن يعبدوه. يمثل المجوس الشعوب الوثنية، ولا سيما جميع الذين بحثوا على مر القرون عن الله وانطلقوا في مسيرة لكي يجدوه، إنهم يمثلون أيضًا الأغنياء والأقوياء، وإنما فقط أولئك الذين ليسوا عبيدًا للتملك، والذين لا "تمتلكهم" الأشياء التي يعتقدون أنهم يملكونها».
رسالة الأناجيل
واستطرد بابا الفاتيكان، أن رسالة الأناجيل واضحة: ولادة يسوع هي حدث عالمي يطال جميع البشر. أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، وحده التواضع هو الطريق الذي يقودنا إلى الله، وفي الوقت عينه، لأنه يقودنا إليه، هو يقودنا أيضًا إلى جوهر الحياة، إلى معناها الحقيقي، والدافع الوثيق الذي من أجله تستحق الحياة أن تُعاش. وحده التواضع يفتح لنا خبرة الحقيقة والفرح الحقيقي والمعرفة المهمة. بدون تواضع نُصبح بعيدين عن فهم الله وأنفسنا.
كان يمكن للمجوس أن يكونوا أيضًا عظماء بحسب منطق العالم، ولكنهم جعلوا من أنفسهم صغارًا ومتواضعين، ولهذا السبب بالذات تمكنوا من أن يجدوا يسوع ويتعرّفوا عليه، لقد قبلوا تواضع البحث، والانطلاق في رحلة، والطلب، والمجازفة، والوقوع في الأخطاء... كل إنسان، في أعماق قلبه، مدعو لكي يبحث عن الله، ويمكنه بفضل نعمته أن يجده. وبالتالي لنجعل صلاتنا أيضًا صلاة القديس أنسلموس: «علمني يا رب أن أبحث عنك. أظهر لي نفسك عندما أبحث عنك. لا يمكنني أن أبحث عنك، إذا لم تعلمني؛ ولا أن أجدك إذا لم تظهر لي نفسك. أعطني أن أبحث عنك وأنا راغب بك، وأن أرغب بك وأنا باحثٌ عنك! وأعطني أن أجدك عندما أبحث عنك وأن أحبّك عندما أجدك».
وأضاف البابا فرنسيس: «أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أود أن أدعو جميع الرجال والنساء إلى مغارة بيت لحم لكي يعبدوا ابن الله المتجسد. أرغب في أن أضع في الصف الأول الفقراء، الذين - وكما يحدث القديس بولس السادس - علينا أن نحبهم، لأنهم بطريقة ما سر المسيح؛ وبهم - بالجياع، والعطاش، والمنفيين، والعراة، والمرضى، والسجناء - أراد المسيح أن يُشبّه نفسه. وبالتالي علينا أن نساعدهم ونتألم معهم ونتبعهم أيضًا، لأن الفقر هو الدرب الأكيد لكي نمتلك ملكوت الله بالكامل».
من ثم أريد أن أرافق إلى بيت لحم، كما فعل النجم مع المجوس، جميع الذين ليس لديهم قلق ديني، والذين لا يطرحون على ذواتهم مشكلة الله، أو حتى يحاربوا الدين، وجميع الذين تُطلق عليهم بشكل غير لائق تسمية ملحدين. أريد أن أكرر لهم رسالة المجمع الفاتيكاني الثاني إنَّ الكنيسة تؤمن أن الاعتراف بالله لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع كرامة الإنسان، لأن هذه الكرامة تجد في الله أساسها وكمالها. إنَّ الكنيسة تعرف جيدًا أن رسالتها تنسجم مع التطلعات السريّة للقلب البشري».
واختم البابا فرنسيس بالقول لنعد إلى بيوتنا حاملين أمنيات الملائكة: "السَّلامُ في الأَرضِ لِلنَّاسِ فإنَّهم أَهْلُ رِضاه". ولنتذكّر على الدوام أننا "لَسنا نَحنُ أَحبَبْنا الله، بل هو أَحَبَّنا... أَحَبَّنا قَبلَ أَن نُحِبَّه". هذا هو سبب فرحنا: أن نعرف أن الله قد أحبَّنا دون أي استحقاق، وأنَّ الله يسبقنا دائمًا في المحبة، محبة ملموسة لدرجة أنها صارت جسدًا وجاءت لتقيم بيننا. وهذه المحبة لها اسم ووجه: يسوع هو اسم ووجه الحب الذي هو أساس فرحنا.
- أنطاكية وسائر المشرق
البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثانى: مشروع خلاص الجنس البشرى
فداء يعيد صورة الإنسان إلى بهائها الأول.. ولنجدد في قلوبنا ثقتنا بحضور الله ونقترب منه ليضيء نورُه في حياتنا.
قال البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطـريـرك أنطاكيــة وسائــر المشــرق، الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع، "عظيمٌ هو سرّ التقوى، الله ظهر في الجسد" (1 تيم 3: 16)، بمعصيته لوصية الله، استحقّ الإنسان حكم الموت. و"لأنّ الله محبّة" (1 يو 4: 8)، لم يشأ أن يترك الإنسان بعيدًا عنه، فبدأ مشروع خلاص الجنس البشري، مظهرًا رحمته العظمى وواعدًا بإرسال ابنه الوحيد لخلاص العالم. فانتظرت البشرية بتوق أن يتمّ هذا الوعد.
وأضاف "أفرام الثاني"، فتحقّق الوعد وتمّت النبوءات بميلاد المخلّص، ذلك الحدث الذي انتج عنه الفداء الذي سيعيد صورة الإنسان إلى بهائها الأوّل. فكان السرّ العظيم: ظهر الله في الجسد، أي صار إنسانًا، فأصبح عمانوئيل - الله معنا، فتبدّلت حال البشر وحلّ فرحٌ عظيم لأنّه "وُلِد لكم اليوم في مدينة داود مخلّص هو المسيح".
وتابع بطريرك السريان الأرثوذكس: ما أعظم هذا الميلاد الخلاصي الذي يُظهر محبّة الله للبشر وتقرّبه منّا بالكامل وكشفه عن ذاته لنا. بتواضعه، انحدر الله إلى مستوى البشر مُخليًا ذاته من مجده فصار جسدًا ليخلّصنا من الموت. بتجسّده، اتّحد ببشريّتنا لفدائها من الهلاك، فأضاء المسيح شعلة الحياة التي أطفأتها الخطيئة. بميلاده، جدّد الله حضوره بيننا، إذ "الكلمة صار جسدًا وحلّ فينا" (يو 1: 14)، فأبعد عنّا الظلمة التي كانت تكتنف حياة البشر وتقودهم إلى اليأس. فحضور الله يبدّد الخوف والحزن والإحباط، ويزرع السلام والفرح والرجاء.
وفي عالمنا اليوم، ما أحوجنا إلى اختبار حضور الله بيننا لنتشجّع ونتقوّى ونستعيد الفرح. في هذا العيد المبارك، فلنجدّد في قلوبنا ثقتنا بحضور الله ولنقترب منه ليضيء نورُه في حياتنا فنجد سبيلًا للخلاص من الأوبئة والنزاعات والحروب التي تحيط بنا، لأنّ الربّ يسوع المسيح، الله المتجسّد، هو النور والأمل ومعين العطايا الصالحة، وسط التحدّيات الكثيرة التي ألمّت بعالمنا اليوم، والتي طالت جميعَ الناس مسبّبة انهيارًا في الاقتصاد وأزمات كبرى إضافة إلى استمرار انتشار الوباء كورونا في كلّ العالم، نتأمّل المسيح الذي شاء فوُلِد في ظلمة المغارة ليُسكننا في النور. ونسأله أن ينير بصيرتنا البشريّة كما أنار ليل الرعاة في بيت لحم بميلاده، فتبدّدت غياهب الظلمة والضلال والجهل والخطيئة والموت، وتحوّلت إلى نور وحقيقة ومعرفة ونعمة وحياة.
إذًا، أيّها الأحبّاء، "بالإجماع، عظيمٌ هو سرّ التقوى، الله ظهر في الجسد" (1 تيم 3: 16)، ولم يعد الله بعيدًا أو سرًّا مخفيًّا، بل تجلّى للبشرية وأعطانا الخلاص والحياة، وقد عبّر الملفان مار يعقوب السروجي عن ذلك السرّ أيّ: "سرٌّ عظيمٌ كان مخفيًّا عن الخلائق، شاء الآب أن يظهره بالجسد للناس". لذلك، نؤمن أنّنا لسنا وحيدين، بل "الله معنا" (إش 7: 14) ولن تقوى علينا مصائب هذا العالم، لكنّنا نفرح بالرغم من آلامنا لأنّ الرجاء يملأ حياتنا.
في موسم الأعياد المجيدة، وخاصة عيد ميلاد يسوع المسيح بالجسد، نتقدّم منكم بأسمى التهاني سائلين الله أن يجعل هذه المناسبات الروحية بركةً لجميعكم وأن يُنعِم علينا جميعًا بالأمن والطمأنينة وأن يكون العام الجديد 2022 مليئًا بالفرح والرجاء والصحة والتوفيق.
- الأردن والأراضى المقدسة
المطران سنى إبراهيم عازر: الاحتلال مستمر في خلق حالات من المشقة والظلم
مطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية: السياسات الإنسانية والصراعات أدت إلى تقسيم الناس.. وأصبح الكثير معزولين جسديًا وروحيًا
قال المطران سني إبراهيم عازر مطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية بالأردن والأراضي المقدسة، أتمنى لكم عيد ميلاد مجيد من القدس، حيث نجتمع مرة أخرى مع جميع المسيحيين في العالم لنحتفل بميلاد يسوع. هنا في الأرض المقدسة، كما هو الحال في العديد من الأماكن، يعتبر عيد الميلاد وقتًا تلتقي فيه الأسرة معًا وتتبادل الحب الذي نشعر به تجاه بعضنا البعض. نأكل معًا، نتحدث معًا، نقضي الوقت معًا. نحن نشاهد كم نما أطفالنا. نرحب بالأطفال الجدد الذين لم يكونوا معنا العام الماضي، ونتذكر أولئك الذين لم يعودوا معنا. نشارك ذكرياتنا عن الاحتفالات الماضية، ونتطلع إلى الأمام ونتخيل العام الجديد القادم. يحدث هذا ليس فقط في منازل عائلتنا، ولكن أيضًا في كنائسنا ومجتمعاتنا. لقد رأينا ذلك مرارًا وتكرارًا. عيد الميلاد يمكن أن يقرب الناس من بعضهم البعض.
وأضاف «عازر»، بأنه من المهم أن نتذكر معنى عيد الميلاد هذا، خاصة في هذه الأوقات. عندما ننظر إلى الوضع الحالي في أرضنا وحول العالم، يمكننا أن نرى الكثير مما يفصل الناس عن بعضهم البعض. لمدة عامين، أبقى جائحة كورونا الكثير من الناس منفصلين وجعل من المستحيل علينا التجمع بطرقنا العادية.
كما أدت السياسات الإنسانية والصراعات إلى تقسيم الناس. استمر الاحتلال في خلق حالات من المشقة والظلم. في هذه الحالة، أصبح الكثير من الناس معزولين جسديًا وروحيًا. هناك الكثير من الخوف والحزن والغضب والإحباط. وفي أعماقهم يشعر الكثير من الناس بالوحدة وأنهم لوحدهم والنسيان. سأل الكثير من الناس، إلى أين نتجه؟ ماذا سيحدث لنا؟
وتابع «عازر»: لكن في هذا الموقف الصعب، تعلمنا أيضًا شيئًا مهمًا: لقد تعلمنا مدى أهمية أن يجتمع الناس معًا، وأن يحبوا بعضهم البعض، وأن يعتنوا ببعضهم البعض، وخاصة أطفالنا وكبار السن. لقد تعلمنا شيئًا كنا نعرفه بالفعل كفلسطينيين: أن الوضع لا يصنعنا. نحن نصنع الوضع. لا يجب أن نسمح للوضع من حولنا أن يفصلنا عن بعضنا البعض وأن يسلب أملنا وعطفنا. يمكننا أن نجتمع مع بعضنا البعض ونعيش من أجل الآخر.
واستطرد «عازر»: تذكرنا كتبنا المقدسة اليوم بأن كلمة الله صار جسدًا وحل بيننا. هذا هو معنى عيد الميلاد وسبب احتفالنا به. اختار الله ليس فقط أن يتحدث إلينا من خلال الأنبياء أو من خلال الكتب المقدسة، ولكن من خلال الابن. الطفل المولود في بيت لحم، وهو لاجئ في مصر، وطفل في الناصرة وصلب وقام في القدس، وعاش في أرضنا وسار بين شعبنا، هو ابن الله يسوع المسيح. عمانويل الله معنا.
وأضاف «عازر»: تخيل لو كان يسوع قد جاء إلى العالم بمفرده. بدون مريم ويوسف، بدون الرعاة والمجوس، بدون عائلة أو مجتمع. تخيل لو تركنا الله وحدنا في العالم - إذا كان كل واحد منا بمفرده للبقاء على قيد الحياة. أعتقد أننا في بعض الأحيان نتصرف كما لو كان هذا صحيحًا، وكأننا وحدنا حقًا في العالم ولا يمكننا الاعتماد على بعضنا البعض. نحن ننسى درس عيد الميلاد.
وأشار "المطران عازر" إلي أن الدرس المستفاد من عيد الميلاد هو أن يسوع لم يكن وحده. وُلِد يسوع لأبوين محبين اهتموا به وأبقوه آمنًا منذ البداية. نشأ مع العائلة. اختار تلاميذه ليسافروا معه وينضموا إليه في خدمته. حتى على الصليب لم يكن وحيدًا. وبعد موته، جاء الناس الذين أحبوا يسوع لزيارة القبر واكتشفوا أنه فارغ، وأن يسوع قد قام. لأن يسوع لم يكن وحيدًا، نعلم حتى اليوم أننا لسنا وحدنا. لا يوجد شيء، ولا حتى الموت، يمكن أن يفصلنا عن محبة الله لنا. يجمعنا الله معًا في العائلات والجماعات والكنيسة. ككنيسة، نسعى جاهدين لاتباع مثال يسوع الذي جمع العديد من الأشخاص الذين انفصلوا عن بعضهم البعض: الرعاة والحكماء والأغنياء والفقراء والرجال والنساء والأطفال والشيوخ والأعداء والغرباء. في الواقع، نعلن أن العالم كله، وكل ما فيه، قد اجتمع معًا في محبة الله المتجسدة في يسوع.
وأضاف المطران سني إبراهيم عازر، أن كل واحد منا هو كلمة يعطيها الله للعالم. كل يوم، يمكن أن يكون كل واحد منا علامة للآخرين على أنهم ليسوا بمفردهم. بصفتنا جسد المسيح، يمكننا أن نكون كلمة الله الحية لنُظهر للآخرين أنهم لم يُنسوا، إنهم محبوبون، يتم الاعتناء بهم، الله معهم كما الله معنا.
هذا هو معنى وفرح عيد الميلاد. يعطينا الله موهبة محبة الله المتجسدة. ويعطينا الله موهبة بعضنا البعض، ككلمات حية عن الحب والرجاء والفرح والسلام لبعضنا البعض. أتمنى أن يجمعنا عيد الميلاد هذا جميعًا معًا حتى يشفي العالم، في ألمه وانقسامه، بمحبة الله من خلال الأشخاص الذين يشاركون العالم محبة الله. ليباركك الحب في عيد الميلاد.
• مصر
رئيس أساقفة الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية: مولده خلاص للبشرية
المطران سامي فوزى: عندما نطلب ونصلى بإيمان تأتينا الأخبار السارة.. ولشخص منا معنى بالاحتفال بعيد الميلاد
قال المطران الدكتور سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، نحتفل كل سنة بعلامات مختلفة ورحلة المسيح منذ ولادته، أصبحت قصة المسيح روتينية ماذا يعنى الميلاد ؟ لكل شخص منا معنى بالاحتفال بعيد الميلاد.
وتابع «فوزى»: تصبح غلطة حين تحتفل بعيد الميلاد بدون حضور صاحب عيد الميلاد بكل ملامح العيد لكن بدون حضور صاحب العيد، احتفالانا هو احتفال بالمسيح من خلال توجيه رسالته للرعاة حين دعاهم الملاك، جيوش الملائكة حين كانوا ينقلون خبر البشارة.. دعوة بشارة أخبار سارة، هذه كانت دعوة للرعاة حين كانت الرعاة آخر ناس تتوقع أن الله يبشرهم بالميلاد، لأنهم فئة مهمشة، شغلهم يستدعيهم العمل مع الغنم طوال الوقت، فئة رحالة من الناس، لم يكن موثوق فيهم. كانوا يناموا في الحظيرة لرعاية الغنم، كان لديهم صورة سلبية عن أنفسهم».
أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، طبيعى لو الله حب يعلن لناس أهم مثل القضاء ورجال الدين والسياسيين ورجال الدولة، لماذا الله اختار الرعاة لزيارة العذراء مريم في المزود، الراعى لا يفرق بين الغنم وبعضه، لأن الله يعرفنا كلنا من باسمائنا، فالله اختار البسطاء.
وتابع: "لما الله حب يجى للعالم بحث عن أحسن الفتيات، لكنه اختار القديسة العذراء مريم لأنها كانت ابنه مقية لتصبح ام لابنه".
وأشار مطران الكنيسة الأسقفية إلى أنه حين ولد ولد في مزود فقير وليس مكانا للأغنياء، العالم ينظر للتواضع ويدعوه جهالة ولكن المسيح ينظر إليه نظرة مختلفة، فميلاد المسيح ليس شيئا عادىا.
لأن مولده خلاص للبشرية، والرعاة كان لديهم إيمان أكثر من أي شخص لانتظارهم مجئ المسيح ولكن حين جاء الإعلان جاء للمؤمنين.
فالله استجاب صلاة انتظاره،عندما نطلب ونصلى بإيمان تأتينا الأخبار السارة، مثل التى أتت للرعاة حين جاء المسيح، فالأخبار السارة لجميع الشعب وليس الرعاة فقط.
كان الرعاة ممكن أن يتجاهلوا رسالة البشارة، لكنهم كانوا متأكدين من أنه المسيح المخلص، ولأنهم كانوا متيقنين، وكانوا يخبروا بكل ما رأوه وسمعوه لكل الناس، وعادوا يسبحون الله ويعلنون الأخبار السارة.