الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

بطريرك الكاثوليك: "ابتهجوا بميلاد المسيح"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال البطريرك إبراهيم اسحق بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك، في الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام في بدايه البوم اود ان اوجه تلك الكلمات الي اخوتنا المطارنة والاساقفة،وإلي أبنائنا الأعزاء القمامصة والقسوس،الرهبان والراهبات والشمامسة، والي جميع أبناء الكنيسة الكاثوليكية فى مصر وبلاد المهجر.

وأضاف قائلا النعمة والسلام في المسيح، مولود بيت لحم فمعكم أشكرُ اللهَ الذي مكّننا أن نجتمع هذه الّليلة لنصليَ معًا ونحتفلَ بعيد الميلاد. مرةً أخرى يذكّرنا الاحتفال بميلاد السيّد المسيح، أنّ الله معنا يُرافقنا ويباركنا، ويقدّسنا.

"تَبارَكَ الرَّبُّ لأَنَّهُ افتَقَدَ شَعبَه وَافتَداه" (لوقا1/ 68)
كلماتٌ وردت على لسان زكريّا الكاهن، بعدما انفتح فمه، وانطلق لسانه، ليباركَ الربَّ على خلاصه ورحمته لشعبه على مرّ التاريخ.

اختبرَ زكريّا وزوجتُه أليصابات حنان الله، وعبّرا عن ذلك في اختيار اسم ابنهما يوحنّا، والذي يعني "الله يتحنّن". فقد تجلّى حنان الله في المسيح، وأنار حضوره الحياة، فملأ الكون فرحًا وسلامًا.

وعن سر التجسد اضاف قائلا أتامل معكم حول التجسد كحضور الله وتضامنه مع الانسان وهو شركه وحياة لجميع البشر وأوّلًا التجسّد حضور وتضامن
​"في البَدءِ كانَ الكَلِمَةُ والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله فيهِ كانَتِ الحَياة والحَياةُ نورُ والكَلِمَةُ صارَ بَشَرًا فسَكَنَ بَينَنا" (يوحّنا 1/ 1-14)


​صار كلمة الله إنسانًا وشابهنا في كلِّ شيء ما خلا الخطيئة وحدها... صار إنسانًا لكيما يُشركنا في حياته الإلهيّة. فليس هناك شرحٌ لسرّ التجسّد إلاّ محبّة الله للإنسان.
​وُلِد المسيح فاتّحدت السماء بالإرض، افتقد الله شعبه في واقعة وأزماته. تضامن الله مع الإنسان، وكشف محبّتَه الشاملة لكلّ البشر.

واستطرد قائلا في الاحتفال بعيد الميلاد تضامن الربُّ مع الإنسان المتألم والمرفوض، كما فعل مع مرضى البُرص المرفوضين من المجتمع، وكذلك العشّارين والخطأة.
أسّسَ عالمًا يسودُه الحبّ لا الاستغلال، وعلّمَ أنّ وصيّة المحبّة تُلخّصُ كلَّ الوصايا.


أسّسَ عالمًا يغمُرُه السلام لا الحربّ، وعلّم "طوبى لِلسَّاعينَ إِلى السَّلام فإِنَّهم أَبناءَ اللهِ يُدعَون." (متّى5/9).
أسّسَ عالمًا تملؤه الوداعة لا العنف، وعلّم وعاش "طوبى لِلوُدَعاء فإِنَّهم يرِثونَ الأَرض" (متّى5/ 4)
أسّسَ عالمًا تميّزُه الخدمة لا التسلّط، وعلّم " مَن أَرادَ أَن يَكونَ كَبيرًا فيكم، فَلْيَكُنْ لَكُم خادِمًا" (مرقس10/ 43)، وهو المُعلّم والسيّد الذي غسل أرجل تلاميذِه.

هكذا أسّسَ المسيح عالمًا يحترم ويُقدّر كرامة الإنسان لا إهانته أو تشويهه. وحقّقَ بحياته قبل كلامه المعنى الحقيقيّ للحضور الحيّ والفعّال والمنتبه.


واوضح انه في السنوات الأخيرة، كشفت لنا أزمة كورونا التي عشنا فيها خبرة الخوف والتباعد، أنّ لا أحدَ يعيشُ أو يَخلِصُ بمفردِه. وأعلنت أنّ التضامنَ البشريّ على المستوى الإنسانيّ والروحيّ والاقتصاديّ، هو المخرجُ الوحيد لهذه الأزمة.

واستطرد أنّ الحضور الإنسانيّ الشخصيّ لا غنى عنه، ولا يمكن استبداله بأيّة وسائل أخرى. ومهما تقدّمت وسائل التواصل الاجتماعيّ، لن يمكنها أن تعوّضَه.
هكذا نجدُ أنّ التجسّد هو فعلُ حبٍّ إلهيّ، بفضله نستطيعُ أن نَلْمُسَ حضور الله في أدقّ تفاصيل حياتنا اليوميّة.


ثانيًا التجسّد شركة وحياة
​"ذاكَ الَّذي رَأَيناه وسَمِعناه، نُبَشِّرُكم بِه أَنتم أَيضًا لِتَكونَ لَكَم أَيضًا مُشاركَةٌ معَنا ومُشاركتُنا هي مُشاركةٌ الله  للسيد المسيح" (1 يوحنّا1/ 3) ففاضتِ المحبّةُ الإلهيّة في المسيح يسوع، فكشف شركة الحياة الإلهيّة، وأسّسَ العائلة الإنسانيّة القائمة على أبوّة الله، حتّى استردّ المؤمنون سلطان البنوّة الإلهيّة، فكلّ "الَّذينَ قَبِلوه وهُمُ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه، مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله" (يوحنّا1/ 12)؛ كذلك أخوّة البشر فيما بينهم، على مثال صورته ليكون هو "بِكْرٌ لإِخَوةٍ كَثيرين" (رومية8/ 29).

 

​كما أنّه أشرك الإنسان في قيامته، فقد قام المسيح ليُقيم الإنسان من الخطيئة، فيحيا حياة القداسة التي هي أساس الشركة مع الله؛ بهذا تُصبح القيامة حدثًا آنيًّا لا مستقبليًّا عند موت الإنسان، بل يحيا الإنسان حياة القائم، فيُصبح في المسيح "خَلْقًٌا جَديدًا (2 كورنثوس5/ 17)


هكذا أزال المسيح بتجسّده الحواجز وصالح الجميع في شخصه، وفتح الطريق للوحدة، وأراد الكنيسة لكي تكون نواة الشركة وآية تشير وتحقّق الوحدة البشريّة.
وتسعى الكنيسة أن تحقّق ذلك وتواصل حضور المسيح الحيّ الفعّال، وأن تكون كنيسة جامعة، منفتحة على كلّ الأجناس، والثقافات، حتّى يكونَ الجميع واحدًا في المسيح، فلا يكون فرق بين "يَهودِيٌّ ولا يونانِيّ، ولَيسَ هُناكَ عَبْدٌ أَو حُرّ، ولَيسَ هُناكَ ذَكَرٌ وأُنْثى، لأَنَّكم جَميعًا واحِدٌ في المسيحِ يسوع." (غلاطية 3/ 26-28)
فتح المسيح لنا الطريق أمام الشركة الحقيقيّة، شركة أساسها البذل والعطاء، المحبّة والتفاني وإخلاء الذات.

 

إن الاحتفال بالميلاد يدعونا إلى الجودِ والسخاء، وعدم الخوف؛ إلى التآخي الإنسانيّ، واحترام الآخر، ونبذ التفرقة، والاعتراف بالتنوّع والاختلاف الذي هو عنصرُ غنىً وتكامل.


وعن السينودس الذي انعقد مؤخرا قال البطريرك أعلن البابا فرنسيس في أكتوبر الماضي، بداية مسيرة الإعداد لسينودس الكنيسة الكاثوليكية الذي سيُختَتم في عام 2023، وشعاره: "نحو كنيسة سنودسيّة: شركة، ومشاركة، ورسالة". وهي دعوة أن نعيش بانفتاح قلبٍ على عمل الروح القدس الذي يقود الكنيسة ويُنمّيها.
إنّها لَفرصة لنا أن نسير معًا ونعمل معًا، ونعيش معًا بقلب منفتحٍ، حتّى نُصغي لما يقوله الروح للكنيسة، ونتعلّم في عائلاتنا، وكنائسنا، وفي مجتمعنا، أن يُصغي بعضنا لبعضً بحبٍّ وطول بالٍ وفهم.
فهناك خطرٌ كبيرٌ أنّ، نعيش دون أن نفكّر، نسمع دون أن نُصغي، نتواجد معًا دون أن نلتقي، نتجالسُ دون أن نتحاور، نأخُذُ دون أن نشكر ونتعانقُ دون أن نتصالح.
إنّنا اليوم نحتفل بعيد ميلاد السيّد المسيح، لكنّه احتفالٌ بميلادِنا نحن أيضًا. فعيد الميلاد هو احتفال وحدة كلّ الخليقة في المسيح. فيجد الكون والزمان والإنسان معنى وجودِهم فيه، ويتّحدون معًا سيرًا نحو السموات الجديدة والأرض الجديدة.

واختتم البطريرك ابراهيم اسحق قائلا 
​نرفعُ صلاتنا متّحدين مع قداسة البابا فرنسيس، ومع أخوتنا البطاركة والأساقفة، وكلّ المحتفلين الّليلة بعيد الميلاد، من أجل سلام العالم ووحدته.
​نُهنئُ كنائسنا في مصر وبلاد المهجر. نبعثُ رسالةَ محبّةٍ وتقديرٍ إلى رئيس الجمهوريّة السيّد عبد الفتّاح السيسي، لإخلاصه في عطائه وبذله من أجلِ مصر؛ وإلى كلّ المعاونين له في خدمة مصرنا الغالية؛ وإلى قوّاتنا المسلّحة والشرطة؛ وكلّ الشرفاء الذين يبذلون كل جهد من أجل رفعة مصر وكرامة المصريّين.
​نصلّي من أجل عائلاتنا، حتّى تواصل الحفاظ على وحدتها، وأن يكون الإصغاء والحوار في احترام متبادل هي أدواتنا الأساسيّة في التعامل.


​ووجه قائلا نصلّي من أجل كلّ المرضى والمتألّمين والحزاني، ولكلّ من يعاني خوفًا وعدم أمان، فقرًا واحتياجًا لضروريات الحياة.

264815949_342678783934651_4940802517986517606_n
264815949_342678783934651_4940802517986517606_n
265419104_944878089471102_5814028672573037704_n
265419104_944878089471102_5814028672573037704_n
267283202_346563153502336_9140099192966828511_n
267283202_346563153502336_9140099192966828511_n
267812308_990860274832944_4379655655501600735_n
267812308_990860274832944_4379655655501600735_n
268744272_5101944746496875_4520211372707520483_n
268744272_5101944746496875_4520211372707520483_n
268830373_439478124446548_1567999119978354077_n
268830373_439478124446548_1567999119978354077_n
269080197_431094948710529_7297996929249790158_n
269080197_431094948710529_7297996929249790158_n
269194953_1331609860688994_601663936500917041_n
269194953_1331609860688994_601663936500917041_n
269600874_428081285717016_4451906734311906354_n
269600874_428081285717016_4451906734311906354_n
269632864_215913310620767_5732852661510306083_n
269632864_215913310620767_5732852661510306083_n
269718088_882797169086852_144936591644781202_n
269718088_882797169086852_144936591644781202_n