انطلقت منذ قليل حفل مناقشة وتوقيع رواية " حانة الست " للكاتب الروائي محمد بركة ، بمكتبة ديوان فرع مصر الجديدة وأدارت اللقاء الإعلامية والكاتبة الصحفية أماني القصاص .
وتعد الرواية بمثابة سيرة متخيلة للسيدة أم كلثوم تكشف عن الوجه الآخر المسكوت عنه لكوكب الشرق في إطار أدبي جمالي و درامي .
وتتناول "حانة الست" وقائع وأحداث ومشاعر و انفعالات غير معتادة لدى مؤرخي سيرة سيدة الغناء العربي مثل علاقتها السيئة بوالدها الشيخ إبراهيم البلتاجي وضغوط المجتمع الذكوري التي تعرضت لها وضعفها التاريخي تجاه بنات الطبقة الأرستقراطية الراقية ومعاناتها من التنمر و الاضطهاد على يد شيخ الكُتاب عبد العزيز، فضلا عن تلاعبها بالعديد من الرجال و الملحنين و الشعراء بهدف بلوغ المجد وكذلك تكون ما يشبه " عقدة نفسية " لديها بسبب تنكرها في زي رجل وطمس أنوثتها حتى ما يقرب من الثلاثين من العمر . ويشير المؤلف محمد بركة إلى أنه صاغ هذا العمل بخياله استنادا إلى " وقائع مغيبة و حقائق منسية" وردت في بعض المصادر و المراجع التاريخية التي تمت الإشارة إليها بنهاية الرواية.
ومن أجواء الرواية نقرأ: لي عنق غليظ، أكثر غلظة مما تظنون.
سمرة بشرتي تفاجئ كثيرين من جمهوري حين يطالعون صوري القديمة بعد معالجتها بالألوان. صوتي يقع في المنطقة الوسطى بين الذكورة والأنوثة. هل هذا هو السبب في فرادته الاستثنائية كنسخة وحيدة اكتفى بها الله فلم يكررها حين رآها شيئًا حسنًا؟
كفي رجولية ضحمة وأصابعي لم تُوهب طراوة بناتكم الحسان.
هذا صحيح... صحيح تمامًا.
أنا ابنة الفلاحين المعدمين التي لم تحصل على شهادة دراسية واحدة، تدهورت غدتي الدرقية فصار جفني يليق بساحرة تسكن المقابر. وحين ارتديت نظارتي السوداء صباح مساء، طبعت واحدة من أعجب الصور النمطية لعجوز لا يوجد ما يثبت أنوثتها سوى خانة "النوع" في بطاقة الهوية.
اسمي مركب، يقع في منطقة محايدة تتجاوز التصنيف التقليدي. "أم" تعني أنني صرت رسميًّا من ذوات تاء التأنيث، أما "كلثوم" فتعني أن ذكرًا ما أحمله على ظهري في الحِل والترحال".