«ومن الإهانة ما قتل».. جملة قصيرة ولكن معبرة بشكل كبير عن ما حدث فى واقعة انتحار فتاة من الطابق السادس بمنطقة أوسيم شمال محافظة الجيزة.
الفتاة التى تدعى «هاجر.أ» وتبلغ من العمر ١٧ عاما وتدرس بإحدى المدارس التجارية بمنطقة أوسيم، نشبت بينها وبين ٤ فتيات من صديقاتها مشاجرة كلامية خلال الفترة الأخيرة.
وقالت والدة الفتاة الضحية، إن صديقات ابنتها الأربع اتهمنها بأنها قالت عنهن إنهن تشاجرن بالمدرسة، وبعدها أحضر الـ ٤ فتيات أسرهن ووبخوا الضحية ووجهوا لها الشتائم والسباب واتهموها بأنها كاذبة وتحاول إشعال الفتنة بين صديقاتها، وكانت تلك المشاجرة فى الشارع مما أثار حفيظة الضحية، التى كانت تحاول الدفاع عن نفسها وتقول: «محصلش.. والله ما حصل.. أنا مقولتش حاجة».
وأضافت: ذهبت الفتاة مسرعة أثناء المشادة التى حدثت بالشارع وصعدت إلى منزل أحد الجيران، لتلقى بنفسها فجأة من الطابق السادس وسط حالة ذهول من الجميع، وذلك بعدما انتابتها حالة عصبية ونفسية شديدة بسبب الإهانة التى تعرضت لها.
واستكملت والدة الضحية حديثها قائلة: إن ابنتها دائما ما كانت تشكو من صديقاتها بسبب سوء معاملتهن لها، حيث إنهن كن دائما ما يشعرنها بفقرها وضيق حال أسرتها بدون وجه حق، وكن يعلقن بصفة دائمة على ملابسها وشكلها، وعندما كانت ابنتها تشكو إليها كانت تقول لها: «إنتى أحلى واحدة فيهم.. دى غيرة بنات وهما بيغيروا منك».
وأشارت إلى أن ابنتها كانت دائما وجهها مبتسم وتحب الضحك كثيرا، وآخر ما قالته لها إنها تريد توصيل إنترنت للمنزل، كما أخبرتها بأنها ستشترى فستانا جديدا.
ونفت الأم إقدام أحد الأشخاص على دفع ابنتها من أعلى سطح العقار، مؤكدة أن ابنتها هى التى قفزت بإرادتها، كما نفت أيضا معايرة زميلاتها لها بسبب شقيقها المقتول.
وأوضحت أن ابنتها كانت مشاعرها حساسة وتتأثر بأى شيء يقال لها، متابعة: «صعب عليها نفسها عندما تلقت الإهانات من صديقاتها وولاة أمورهن لها فى وسط الشارع».
وذكرت والدة الفتاة، أن حال أسرتها فعلا فقير، فزوجها عامل فى قهوة وابنها الأكبر يدعى «شريف» يعمل سائقا، كما أشارت إلى أنها كان لديها ابن يدعى «إسلام» قُتل عام ٢٠١٤ من متهمين سرقوا منه التوك توك وكان عمره وقتها ١٥ عاما، كما ازداد حال الأسرة حزنا بعد وفاة ابنتها «هاجر» التى ألقت بنفسها من الطابق السادس، مطالبة الجميع بالدعاء لها.
كانت البداية بتلقى الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة إخطارا من مركز شرطة أوسيم، يفيد بسقوط فتاة من الطابق السادس بدائرة المركز، وبانتقال رجال المباحث إلى محل البلاغ، تبين أن فتاة تبلغ من العمر ١٧ عاما، أنهت حياتها بعدما قفزت من الطابق السادس بسبب دخولها فى حالة نفسية وصدمة عصبية.
وجرى نقل الفتاة على الفور إلى المستشفى وكانت لا تزال على قيد الحياة إلا أنها فارقت الحياة فى وقت لاحق متأثرة بالإصابات التى لحقت بها، وجرى تحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة للتحقيق.
وأمرت النيابة العامة بالتصريح بدفن الفتاة عقب بيان سبب الوفاة وأنه لا توجد شبهة جنائية فى موتها والاستماع إلى أقوال أسرتها.
