الموسيقار صلاح الشرنوبى الذى شرب من عبد الوهاب وبليغ حمدى والسنباطى حتى ظهرت أطلق مدرسة حمل اسمه، مشوار فنى حافل بالنجاحات مع عمالقة الغناء والطرب فى مصر والوطن العربى، عاش حياتة منذ صغرة فى عائلة فنية موسيقية كان أخيه الأكبر سيد الشرنوبى شاعرا مهما وسبقه هو وأخيه فاروق، وكبر وترعرع فى حب الموسيقى وبدأ فى لعب العود، ولكن نصحه أخيه الموسيقار فاروق الشرنوبى أن يترك العود ويعزف على الكمانجا، ومن هنا بدأ المشوار وكان أول لحن له فى آخر الثمانينيات لمطرب سكندرى يدعى أحمد حسن، ومن ثم قدم للفنان مدحت صالح أغنية «ونحلم» و«ليلة وليلة»، ومن بعده محمد الحلو ونادية مصطفى وغيرهم وكان ذلك مجرد البداية، ففى منتصف التسعينات كان اول تعاون له مع الفنانة الراحلة وردة، حيث لحن لها أغانى «بتونس بيك» و«حرمت أحبك»، والعديد من الأغانى، ثم تعاون مع المطرب الكبير جورج وسوف فى اكثر من 22 اغنية، وقدم المطربة الراحلة ذكرى للجمهور من خلال اول اغانيها، كما تعامل مع اغلب مطربى جيل التسعينات فارس وراغب علامة ونوال الزغبى ولطيفة، فيما شارك فى العديد من الأغانى الوطنية منها اوبريت «الحلم العربي» وغيرها كما قدم العديد من الأغانى الدينية.
وأجرت «البوابة» تجرى حوارا مع الملحن الكبير صلاح الشرنوبى تحدث خلاله عن مشاريعه الفنية التى يحضر لها، كما علق على بعض الأحداث الفنية والموسيقية التى شغلت الوسط الفنى، خلال الفترة الماضية، وإلى نص الحوار:
كيف يقبل هانى شاكر التواجد مع حسن شاكوش فى موسم الرياض؟
صلاح الشرنوبى
كلمات أغانى المهرجانات «اسفاف».. ويجب تأهيل مطربيها
■ ما تعليقك حول تطاول البعض على قيمة التراث الفنى المصرى فى الفترة الأخيرة؟
- للأسف الموسيقى والغناء ليسوا بخير، هبدا كلامى بحادث المهرجانات لأنها طاغية على كل شيء، وأصحابها يصنعون منها أموالًا كثيرة وربنا يرزقهم جميعا، لكن المحتوى هو المشكلة الاساسية على الرغم من انى معجب بالقالب الموسيقى للمهرجانات وارحب به، لكن المشكلة فى المؤديين، بالرغم من انهم مطربين واصوات هائلة حيث إننى نجحت مطربين منهم خلال تواجدى بلجنة الاستماع فى نقابة المهن الموسيقية لكن الكلمات تحتوى على اسفاف كبير، وايضا طريقة المؤدى تجعلك تشعر انه يتناول المخدرات او الكيماويات، ويحتاجون الى مؤسسة غير نقابة المهن الموسيقية لتأهيلهم مثل جمعية المؤلفين والملحنين، والرقابة على المصنفات وذلك لأجل تقديم محتوى أفضل، وانا اقترحت وجود جهة او هيئة تابعة للدولة لأعداد هذه الفئة لأنها تعد اجيالا وذلك لان هناك الملايين من هذه الانواع فى مصر يشغلوا ٢٠ أو ٢٥٪ من الشباب.
والوضع الحالى للأغنية المصرية، بداية ما يعرف باسم «أغانى المهرجانات»، التى تمثل حديث الساعة حاليًا، ويستمع اليها بعض فئات المجتمع من الأجيال الحالية «هذه الأغانى انفجرت من داخل بركان العشوائيات قبل ٢٠١١، مُتخفية تحت ستار الغناء الشعبى، لكن مع اشتعال ثورة يناير طفت مع كل مظاهر العشوائية على سطح حياتنا».
«دائمًا فى أعقاب الاهتزازات السياسية والثورات والاضطرابات تحدث تلك الانتكاسة مثلما حدث فى أعقاب نكسة يونيو، لكن ما آلمنى بشكل شخص هو الذين هللوا ودعموا هذه المهرجانات، وأقول لهؤلاء هذه الأغنية لا تليق بمستوى مصر الفنى ولا تتماشى مع قيمتها العظمى فى عالم الموسيقى».
«بشكل عام وبعيدًا عن أغانى المهرجانات، فنحن منذ عقود قريبة نعانى من هوة موسيقية وفجوة ستبقى قائمة لفترة وباقية معنا زمنًا، لأنها ارتبطت بحقائق معينة، تتمثل فى انتشار العشوائيات فى مصر مثلما ذكرت، بجانب حالتى الانهيار الفكرى والانحدار الثقافى اللتين حدثتا فى مصر».
ليس هناك من سبيل أو حل للقضاء على حالات التلوث السمعى التى نعيش فيها حاليًا، إلا باستعادة حالة الزخم الثقافى والفكرى والحضارى التى اعتدنا عليها طيلة تاريخنا الفنى الموسيقى المعروف للجميع أما عن الغناء المصرى فان الشباب من حقة يتنفس ويعبر عن نفسه من خلال الأغانى الشبابية بطريقتهم، ولكن الكلمة واللحن البلاستيك والاداء المبسط البلاستيك لابد من أن يجدوا له حلا، والسبب فى ذلك سوء الارتقاء، أى ان المطربون يخشون التجديد ومواكبة العصر فينفر منهم هذا القطاع الكبير من الجمهور، ونسوا العظماء محمد الحلو، وعلى الحجار، وهانى شاكر، ومدحت صالح، وغيرهم، يجب ان نأخذ من هذا الجيل ونطوره.
■ من وجهة نظرك ما الحلول لظاهرة أغانى المهرجانات؟
- الحل اننا نفضل نجرب ونغلط لحد ما يطلع حاجه حلوه، وانا يعجبنى جدا من جيل الشباب «حمزة نمرة، ووائل الفشنى، وبهاء سلطان» واتمنى ان يظهر مطرب جديد على نمط جورج وسوف ولكن بطريقة جديدة.
■ ما رأيك فى موسم الرياض؟
- أوجه التحية للمستشار تركى ال شيخ فى عظمته وادارته لفن السعودية، والفن العربى حتى يراقى من الفن فى بلاده، من خلال مؤسسة الترفيه، ولكن هناك سقطات كيف يجمع بين هانى شاكر، ومى فاروق، ومحمد محسن، فى نفس الوقت شاكوش الذى أوقفته مصر عن الغناء، وكيف لنقيب الموسيقيين هانى شاكر ان يوافق على المشاركة فى هذا الأمر، هذه رسالة لهانى شاكر بحب شديد دون أن يغضب.
■ ما رأيك فى قرار هانى شاكر بوقف أغانى المهرجانات فى مصر؟
- أحب احيى الدولة اولا انها بدأت فى إدراك ان هناك خراب فى الفن لان هذه القرارات ليست نابعه من هانى شاكر فقط، فالدولة المصرية تساند هانى شاكر فى قراره.
■ هل من الممكن ان يكون هناك تقنين للمهرجانات؟
- ممكن ان يكون هناك تقنين للمهرجانات ولكن ليس الان.
■ حدثنا عن مشاريعك الفنية؟
- اجهز لعمل قومى «اوبريت» ولن أقول اسمه ولن أفصح عن أى معلومات عنه وهو هدية منى للدولة وللمصريين وللسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى «البطل المصري» من شركة شرنوبيات.
■ هل نقابة الموسيقيين تؤدى دورها المنوط بها؟
- النقابة تقوم بدورها الرئيسى من حيث رعاية الفنانين وتحصيلها الرسوم والذى يعود على اعضائها بالخير صحيا واجتماعيا، لكن هناك شيء نفتقده فى النقابة واعتقد انه له علاقة بتوابع ثورة يناير حيث انه لا يوجد قوام وهناك عشوائية.
وكما شاهدنا فى السنوات الماضية الشركة المتحدة نجحت نجاحا كبيرا وقدمت العديد من الأفلام والمسلسلات الناجحة، وهذا فيما يخص الدراما فاين نحن ولذلك سأتقدم قريبا جدا بخطاب رسمى للرئيس عبد الفتاح السيسى، وسوف يتم الإعلان عنه مسبقا ادعوا فيه الرئيس بالتدخل لإنقاذ الموسيقى من هذا اليم، ونحن جنودك يا ريس.
■ ما تعليقك على إشادة جورج وسوف بك فى فيلمه الوثائقي؟
- نيشان على صدرى كلام الفنان جورج وسوف عنى، وهو أنقذ الاغنية الشرقية فى التسعينيات التى كان من الممكن أن تضيع، وبفضل ربى التقيت به ولحنت له أكثر من ٢٠ أغنية.
■ حدثنا مشروع الأغنية التى تجمعك مع الفنانة نجاة الصغير؟
- العمل مع الفنانة العظيمة نجاة هو حلم كبير، وهو ما تحقق فى التعاون الأول بيننا فى أغنية «اطمن»، ونجهز حاليًا لتقديم أغنية «تعظيم سلام لجيش بلادي»، لتطربنا الفنانة الكبيرة بأدائها، احتفالًا واحتفاءً ببطولات الجيش المصرى، من خلال ألحانه، سيكون التعاون الثانى بيننا.
المشروع الفنى مع العملاقة السيدة نجاة قائم وانتهينا من ٧٠٪ من اغنية «تعظيم سلام» وتوقف حاليا نظرا لظروف الفنانة نجاة الصغير.
■ وماذا عن المشروع الفنى الذى يجمعك مع جمال بخيت؟
- فكرة الرابطة مازالت موجودة ومقدمة من شركة شرنوبيات، ولكن تم تأجيلها بسبب جائحة كورونا، وانا كتبت خطاب للرئيس عاوز اقوله فيه احنا موجودين.. الفن ماله؟
■ أين أولاد صلاح الشرنوبى من الفن؟
- أولادى فنانين حتى الثمالة ولكن لكل منهم مشروعه الخاص وكلما ظهروا كلما حققوا وهم موهوبين ولديهم جينات فنية وهم محمد، ورامى، وزياد وخالد وسوف تروا اعمالهم فى تترات مسلسلات الفترة القادمة وزياد مغنى وملحن جيد جدا ويمكن ان يشارك فى اوبريت القادم لأنه يتخصص فى الاعمال الاجتماعية والدينية والقومية فقط بعيدا عن الحب المشاعر.