هو واحد من رموز الصحافة المصرية بجدارة واستحقاق، وأحد أفضل وأنبل من عمل فى بلاط صاحبة الجلالة ومن شرفاء العلم وفرسانه وأشراف القلم وجنوده، نال العديد من الألقاب منها (أمير الصحافة)، و(دونجوان الصحافة)، و(طائر الصحافة المغرد).
وهو أول صحفي مصري يسجن في تاريخ الصحافة، وحدث ذلك الأمر مرتين بين عامي 1929 و1933، ووصفه صديق عمره وتلميذه مصطفى أمين قائلا: عاش حياته بالطول والعرض ذاق الفراق ذاق الفقر واستمتع بحياة الملايين، وامتلك السيارات من أحدث طراز في زمن كانت السيارة وقفًا على الباشاوات والأغنياء.
أنه الكاتب الصحفي محمد التابعي المولود يوم 18 مايو سنة 1896، وتوفى يوم 24 ديسمبر عام 1976 في مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية.
بدأ بكتابة المقالات فى عام 1924 فى جريدة الأهرام باسم "حندس"، وعمل مع محمد عبد المجيد حلمى فى صحيفة "المسرح"، وعرف أمير الصحافة بغرامياته مع أهل الفن مثل الفنانة زوزو حمدى الحكيم التى قيل إنه تزوجها لمدة شهر.
كتب في "روز اليوسف" بدون توقيع لأنه كان يكتب مقالات سياسية وكان في ذلك الوقت موظف في البرلمان المصري، وتسببت مقالاته السياسية في زيادة توزيع "روز اليوسف".
أسس مجلة أخر ساعة سنة 1934 بالإضافة إلى جريدة المصري بمشاركة محمود أبو الفتح وكريم ثابت، وألف محمد التابعي عدة رويات ومؤلفات تم تحويلها لمسرحيات ومسلسلات وأفلام مثل فيلم نورا عام 1967 ومسرحية ثورة قرية وفيلم ومسرحية عندما نحب.
وما لا يعرفه الكثير أنه أصدر رخصة المجلة باسم "الكرباج" ثم غير اسمها إلى "آخر ساعة"، وبعد ثلاث سنوات من إصدارها باعها لمصطفى وعلي أمين وسافر خارج البلاد ثم عاد لرئاسة تحريرها ثم مديرا لتحرير الأخبار، ومنذ عام 1965 ظل يواصل الكتابة، كما كتب روايات وقصص تم اختيارها للسينما حتى أقعده المرض تماما.
حصل على الإبتدائية سنة 1912، والتوجيهية سنة 1917، وليسانس الحقوق من جامعة القاهرة سنة 1923.
كتب التابعى 13 رواية بالإضافة لترجمة كتاب "مذكرات اللورد سيسل" فى العشرينيات، ومن أشهر مؤلفاته "من أسرار الساسة والسياسة"، وهى تعتبر السيرة الذاتية لأحمد باشا حسنين وكذلك "أسمهان تروى قصتها"، و"بعض من عرفت" وهى مجموعة قصص من واقع الحياة، بالإضافة إلى "لماذا أقتل"، و"مذكرات موظف مصري".
سجن التابعي مرتين فى عهد الملك فؤاد وصدرت ضده أحكام فى عهد الملك فاروق ولكنها لم تنفذ، فيوسف بك وهبى دفع له الكفالة، وهو ما ذكره التابعى بمقولة شهيرة "صديقى اللدود دفع لى الكفالة"، وقال عنه يوسف وهبى "التابعى صديقى اللدود الذى يسقينى السم فى برشامة"، وذلك لأنهما كانا يسهران معا ثم يجد يوسف وهبى مقالا فى الصباح يهاجمه بقلم التابعى، وكان تعليق عميد المسرح العربى على ذلك "أفضل أن يهاجمنى التابعى فى صفحة عن أن يمدحنى فى سطرين ثلاثة.. لأن ده بالعكس بيشهرني".
تميز التابعي بأسلوبه الساخر، فقد أطلق أسماء هزلية على بعض الشخصيات السياسية المعروفة، وكان يكفي أن يشير التابعي في مقال إلى الاسم الهزلي ليتعرف القراء على الشخصية المقصودة.
ومن الأقوال المأثورة المنسوبة إليه أيضا "رسالتي الصحفية أن أحارب الظلم أيًا كان وأن أقول ما أعتقد أنه الحق ولو خالفت في ذلك، أنا لا أسكت على الحال المايل، رأيي أن الصحافة تستطيع أن توجه الرأي العام، وليست أن تتملقه أو تكتب ما يسره أو يرضيه، أن يفوتك 100 سبق صحفي أفضل من أن تنشر خبرًا كاذبًا".
قال مصطفي أمين عن التابعي "كانت مقالاته تهز الحكومات وتسقط الوزارات ولا يخاف ولا يتراجع، وكلما سقط علي الأرض قام يحمل قلمه ويحارب بنفس القوة ونفس الإصرار".
تزوج التابعي وهو في الستين من عمره السيدة هدى القرني ورزقا بمحمد وشريفة، ورحل عن عالمنا رائد الصحافة في 24 ديسمبر 1976.