الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

عبد السلام عيد.. فنان الجداريات

عبد السلام عيد فنان الجداريات
عبد السلام عيد فنان الجداريات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

بين سماء مدينة الأقصر الصافية، وشمسها الساطعة، ونيلها الرقراق، وحضارتها الضاربة فى أعماق التاريخ، جاءت فعاليات الدورة الرابعة عشرة من ملتقى الأقصر الدولى للتصوير، التى شارك فيها عدد كبير من الفنانين المصريين والدوليين والشباب الصاعد الذى ينتظره مستقبل واعد، فى دورة مميزة شهدت إقبالًا كبيرًا من طلبة كلية الفنون الجميلة بالأقصر.

ظهر جليا تأثر الفنانين المشاركين فى الدورة بمفردات الحياة فى أعظم المدن الأثرية والتراثية فى العالم، وعبروا عنه بوضوح فى أعمالهم التى جاءت انعكاسا لمدى عشقهم للحضارة المصرية القديمة.

وتنوعت المدارس والتقنيات الفنية التى استخدمها الفنانون المشاركون، كما اختلفت الظواهر والمعالم والموضوعات التى تمثل حصاد هذه الدورة التى شهدت تراجعا واضحا فى تأثير فيروس كورونا على أعمال الفنانين، فمنهم من تناول النجوم الفلكية التى تزين سماء مقابر قدماء المصريين، ولكن بشكل حداثى، ومنهم من جسد بعض الفلاحين وطريقة عملهم، ومنهم من استخدم البيت الأقصرى الكبير الذى يمثل تيمة الوطن، ومنهم من استعاد بعض المعبودات الفرعونية القديمة ووظفها بشكل جديد للتعبير عن أفكاره. واختتمت مساء الأحد الماضى، فعاليات الدورة الرابعة عشر من ملتقى الأقصر الدولى للتصوير، وبدأ حفل الختام باستعراض نتاج الدورة الرابعة عشرة من الملتقى، وأعمال الفنانين المشاركين، أعقبه مراسم حفل الختام، وألقت الفنانة ريهام قاسم كلمة شباب الفنانين المشاركين عبرت فيها عن امتنانها للملتقى، مؤكدة أنه فعالية فنية مهمة استطاعت من خلالها الاحتكاك بفنون وثقافات مختلفة. وفى كلمة محافظ الأقصر التى ألقاها نيابة عنه نائبة، أكد أن ملتقى الأقصر الدولى من أهم الفعاليات الثقافية والفنية التى تنظم على أرض محافظة الأقصر، مضيفا أن يوم ختام الملتقى يتزامن مع ختام فصل الشتاء وبدء فصل الخريف فى التقويم الفرعوني.

كرم الملتقى فى ختام دورته الحالية الفنان السكندرى الكبير الدكتور عبدالسلام عيد أستاذ التصوير الجدارى بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية.

ولد الفنان عبدالسلام عيد بالإسكندرية عام ١٩٤٣، حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم تصوير جامعة الإسكندرية عام ١٩٦٩، كما حصل على دكتوراه أكاديمية الفنون الجميلة من أكاديمية أوربينو بايطاليا عام ١٩٧٩.

وعلى مدى أكثر من أربعين عاما شارك الفنان الكبير بأعماله فى العديد من قاعات المتاحف والبيناليات فى مصر ومختلف دول العالم ومن أهم تلك المشاركات: ترشيح وزارة الثقافة لتمثيل مصر عام ١٩٩٣ بدعوة من اليونسكو لمشروع متحف «تونى جارنيه» للجداريات بمدينة ليون الفرنسية تحت عنوان «المدينة الفاضلة» وضم المشروع ست ثقافات مختلفة.

كما رشح الفنان فى عام ٢٠١٠ من قبل وزارة الثقافة لتمثيل مصر فى معرض رواد الفن المعاصر فى حوض البحر الأبيض، والذى تنظمه فرنسا، وأقيم فى هذا العام باليابان.

وفى عام ١٩٧٦ حصل على الجائزة الأولى فى بينالى الإسكندرية الدولى عن عمله «صدمة المستقبل» وكان العمل يمثل نقلة نوعية فى لغة الشكل، واتجاه جديد نحو المزج بين النحت والتصوير والعمارة وقد نال هذا العمل الجائزة الأولى فى «مجال التصوير». 

وفى عام ١٩٨٤ مثل عيد مصر فى بينالى فينسيا الدولى بمجسم تحت مسمى «المدينة» اختارته اللجنة العليا للبينالى كواحد من أهم عشرة أعمال فى هذه الدورة باعتباره واحدا من الأعمال الجديدة التى واكبت لغة التشكيل المعاصر، والذى جاء متوافقًا مع فلسفة وفكر بينالى فينسيا آن ذاك.

كما نفذ عبدالسلام عيد، العديد من الجداريات على واجهات أهم المبانى والمنشآت فى مصر والوطن العربى منها: جدارية واجهة كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية عام ١٩٩٧، جدارية كلية الطب جامعة الإسكندرية وجدارية قاعة المؤتمرات الكبرى بجامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية عام ١٩٩٣ والبالغة مساحتها ٨٠٠ متر مربع، النصب التذكارى لمتحف أم كلثوم عام ٢٠٠٠، النصب التذكارى لقناة السويس وجداريات قناة السويس الجديدة عام ٢٠١٥، والعديد من الجداريات الأخرى التى قام الفنان بتنفيذها على مدى مشواره الفنى تعكس شمولية الرؤية ومساراتها التي تمثلها روح الحضارة المصرية والتى تعمق الحس الوطنى للمتلقى.

وأقام عبدالسلام عيد العديد من المعارض الخاصة بمصر والعالم كما كما شارك فى العديد من المعارض الجماعية. وعين عضوًا فى لجنة جوائز جامعة الإسكندرية، وعضوًا فى لجنة قطاع الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضوًا فى لجنة جائزة الدولة التشجيعية بالمجلس الأعلى للثقافة بجمهورية مصر العربية عام ٢٠١٨.

وحصل على الجائزة الأولى فى بينالى الإسكندرية الدورة الحادية عشر لدول حوض البحر المتوسط ١٩٧٦، الجائزة القومية «لوبيام» بإيطاليا ١٩٧٧، جائزة التصوير الشرفية بالبينالى الثانى «جيوفانى سانت» مدينة كولبوردلو إيطاليا ١٩٨٠، جائزة لجنة التحكيم فى بينالى القاهرة الدولى الرابع ١٩٩٢، جائزة خبير تجميل المدن من منظمة المدن العربية ٢٠٠٣.