«جحود وعناء».. رائحة الدماء تفوح من داخل جدران ذلك المنزل المتهالك هناك في قرية الكوم الأحمر التابعة لمركز أوسيم شمال محافظة الجيزة، أبا قتيل وابن ملطخه يديه بدماء والده، جحود الآباء والابناء عنوان تلك الجريمة الشنيعة، حيث أب موظف يمتلك الأموال ترك نجله العشريني ليتلطم في متاهات الحياة وفوق كتفيه أشقائه البنات وتركهم ورفض الإنفاق عليهم، أهتم بحياته ونفسه فقط، وابن كد وتعب وعمل في العديد من الأماكن لتوفير قوت يومه ومحاولات فاشلة لتجهيز اخواته البنات للزواج حتي وقع فريسة ساهله لشيطانه الذي وسوس له قتل والده ليتخلص من التعب، كما أعتقد ذلك لينهال علي رأس والده ضربا بالشاكوش حتي تركه جثة هامدة غارقاً في دمائه داخل منزل يحوي الكثير من الذكريات لطفولتله.
«يوم الجريمة».. في ذلك المشؤوم ذهب الشاب العشريني رفقة والده إلي منزله القديم بمنطقة الكوم الأحمر يتصبب عرقا بعد يوم شاق من العمل كصبي داخل محل كشري بالقرية يتوسل ويطالب والده بالانفاق عليه وعلي أخواته البنات قائلاً "أنت أبونا مين هيصرف علي أخواتي البنات؟، أنا مش قادر أجهزهم للجواز ساعدني!" ليرد الأب علي نجله بوصلة سباب وتعنيف له علي ذلك القول، ثم ترك الأب نجله ودخل غرفته ليخلد في نومه، ظل الابن جالساً رفقة شيطانه الذي حضر يرسم له خطة قتل والده؛ سرعان ما التقط الشاب قطعة حديدية شاكوش ودلف إلي غرفة والده وجده غارقاً في نومه، نظر إلي وجه والده لم يشعر تجاهه بأي نوع من الحنيه رفع الشاكوش وبكل قوته نزل به علي رأس والده ازدادت الضربات تسارعت هشم رأس والده لخطت يداه بدماء والده الذي أتي به إلي الحياة.
«لحظات السكون».. ألقي الشاب من يده الشاكوش آلة الجريمة، بداء يعود لرشده مرة أخري ماذا فعلت؟ ضيتعت نفسك! ماذا سيفعل أخواتك بعد دخولك السجن؟ حبل المشنقة أمام نظره خرج مرتبكا يمشي متخبطا لا يعلم أين تحمله قدماه، حتي اختبئ بأحد الأماكن متيقننا بأنه لا محاله بأن السجن طريقه والاعدام نهايته، علي الجهة الآخرى كان قد هناك فريق بحث تابع للإدارة العامة لمباحث الجيزة برئاسة اللواء مدحت فارس مدير الإدارة، علي قدماً وساق يواصل التحريات المكثفة والعمل الدؤوب لتحديد هوية المتهم وضبطه.
«موظف مهشم الرأس».. تفاصيل تلك الجريمة النكراء كما دونتها سجلات ضباط مباحث مركز شرطة أوسيم بمديرية أمن الجيزة، كانت بتلقي الرائد أحمد فرحات رئيس وحدة المباحث إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها العثور على جثة أحد الأشخاص مقتولاً داخل منزله بقرية الكوم الأحمر بدائرة المركز، أنتقلت علي الفور قوة أمنية إلي محل البلاغ وبالفحص تبين العثور على جثة موظف مهشم الرأس غارقاً في دمائه مسجي علي ظهره بسرير في غرفة نومه داخل منزله، علي الفور تم تشكيل فريق بحث لكشف غموض وملابسات الواقعة.
«مأمورية توقع بالمتهم».. بفحص كاميرات المراقبة عقب التحفظ عليها بمحيط سكن المجني عليه أمكن تحديد هوية المتهم وتبين أنه نجله وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن مسبق من النيابة العامة تمكنت قوة أمنية برئاسة النقيب إبراهيم فاروق معاون أول مباحث مركز شرطة أوسيم من ضبط المتهم واقتياده إلي ديوان المركز، وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة وقتله والده ضربا بالشاكوش لامتناع والده الإنفاق عليه وعلي أشقائه البنات وكذا معاملته السيئة، وأضاف المتهم أنه ليس ندمان علي فعلته هذه وأكد بأنه عاش حياة صعبة نتيجة مفارقة والده له ولاشقائة وعمله في محل كشري كصبي وتعرضه للسباب والشتائم في حين أن والده يمتلك أموال ويرفض إعطائه واشقائه الذين لم يستطع تجهيزهم للزواج فأقدم علي التخلص من والده بهذه الطريقة.
«معاينة تصويريه وتمثيل الجريمة».. وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطر اللواء علاء فاروق مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة والذي أحال الواقعة إلي النيابة العامة لمباشرة التحقيقات والتي انتقل فريق منها إلي معاينة الجثة وصدر قراراً بنقلها إلى ثلاجة المستشفى وكلفت الطب الشرعي بإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة، كما اصطحب فريق من النيابة العامة بشمال الجيزة المتهم لإجراء معاينة تصويريه وتمثيله الجريمة وقررت حبسه احتياطيا على ذمة التحقيقات كما طلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة ولا تزال التحقيقات مستمرة.